مِن علّم المَجنون يِطف شَمعة ؟

**


على أول تُرهاتٍ لرحيلك الملبد بالغياب .
وعلى أرصفة الحنين ..
وعلى كل شي ساكن .
أقبع أنا ..!
كفقاعة هواء أخشى أن تلامس شيئا " وتنفجر "
يطوقني الحنين
بكل ما أوتي من قوة !
ويشد من كاهلي التعب
لأبقى حزينة وصرخاتي مدوية .


رحل من كان بالأمس يداوي العليل
ويسد ثغرات الخلل..
رحل تاركا شموع وحكايات .
أطفها لوحدي.
وأسردها للعابرين نحو الغياب ..!
هامسة لهم
" ان وجدتموه في غرف الغياب أخبروه باشتياقي الشديد له "


مجنونة أنا !
وكل ما أفعله .ـ يشابه أفعال المجانين تماماً ـ
وربما أشد جنونا وأقوى ،
لا تعتبوا على جنوني
الذي أصابني فجأة .
لا تعتبوا..!
كفى عتابا
كفى لوما
كفى جنونا
كفى كل شي..


لأنني أنا التي أفجعت بخابرة وفاته
أنا تلك التي لا تعرف مذاق النوم
أنا تلك التي تلمس الأشياء ولا تعرفها
أنا تلك التي تموت في الثانية آلاف المرات
ـ وتحيا بلمحة اسمه أو صورته الباقية ـ

**
وفي ليلة شتاء باردة
يطوقها دفء شمعة بدت عليها علامات الهلاك
وأنا في أوجّ برودتي..
أطفأت تلك الشمعة التي كانت تهبني الدفء
لأنني تذكرته..!
فقط عبر ذكراه في مخيلتي
فوددت أموت من البرد لأحيا معه وفي عالمه الساكن !
وطفئت تلك الشمعة ..
التي كانت الشمعة التي تحتوينا كل مساء.


والآن أتساءل
" من علم المجنون " أنا " يطف شمعة " ؟


سُمُو الذِكرى ..*




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..