المعلم الكاريزما

الكاريزما (Charisma) كلمة في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي، و هي تشير إلى الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص، أو هي القدرة السحرية للتأثير على الآخرين، أو قل سحر شخصي يجعل الشخص محل انظار الجميع ومحل قلوبهم أيضا.
مـن هـو الكاريزمي
شخص وجــد ليبقى في الذاكرة أبدا، شخص يجذبك منذ أول وهلة، شخص لا تنساه، شخص يبقى أثره حتى بعد مروره ورحيله، هو شخص ساحر، يسحر قلبك بحبه.
صفات الشخص الكاريزمي
- اجتماعي جداً ويهتم بالآخرين ويتواضع لهم
- يمتلك براعة الحديث فيقنع الآخرين بسهولة ويخرج من المشاكل بلباقة
- يجيد استخدام لغة الجسد فيؤكد جسده ما يقوله فمه فيزيد من قوة تأثيره في الآخرين
- حسن المظهر مما يضفي على شخصيته سحر آخر ويزيده ثقة في نفسه
- مبدع وسريع البديهة
- يمتلك طاقة ومرح تزيد من إشعال الحماسة في من حوله، وهو يستمد حماستها من طموحه الشديد وهمته العالية
هل من الممكن أن أكون شخصا ذو كاريزما؟
اختلف الذين تكلموا في هذا المجال حول مدى اكتساب صفة الكاريزما، حيث إنها في التعريف اليوناني هبة من الله
ومنهم من قال إنها صفة تكتسب ويمكن تعلمها، وإذا كانت منحة إلهية فأنا أعطيك الوصفة السحرية لتحصل على تلك الهيبة وهذه المنحة الإلهية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )).
واذا كانت صفة تكتسب ومهارة تمارس وهو ما يؤيده نبينا الكريم فيمكنك اكتساب تلك الصفات السابقة وتعلمها والاعتياد عليها لتزيد مهارتك في جذب الناس والتأثير فيهم أيضا.
المعلم الكاريزما:
إن التقدم التكنولوجي وما تمخض عنه من انفجار معرفي قد هز كثيراً من المفاهيم والمسلمات السائدة في حياتنا العلمية والعملية، منها ما كنا نعتقده من أن المدرس هو المصدر الرئيس إن لم يكن الوحيد للمعرفة، الأمر الذي يحتم إلى إجراء تغييرات معينة في أفكار المعلم وقناعاته، وبالتالي تشكيل تصرفاته على نحو قد لا يكون متسقاُ مع التوجه الوطني العام، وذلك من حيث انتقائه بمواصفات دقيقة ومنحه الرعاية والاهتمام.
المعلم هو قائد في الموقف التعليمي يمارس السلوك القيادي لتحقيق أهداف منها بناء فرد مؤهل قادر على خدمة نفسه ومجتمعه بما تراكم لديه من قدرات ومهارات فكرية. وهنا يتطلب الأمر من المعلم ليكون ذا شخصية كاريزمية أن يتحلى ب:
- التأثير المثالي، ويقصد بذلك أن يمتلك القائد رؤية واضحة للتغيير والعمل بتفانٍ لتحقيقها، والتعامل مع المرؤوسين بمستويات أخلاقية رفيعة، والتسامي عن المصالح الخاصة.
- التحفيز الإلهامى، وهو القدرة على استثارة حماس تابعيه بشكل يجعلهم يندفعون للعمل برغبة لتقديم أكثر مما هو متوقع منهم ليس خوفاً منه وإنما حبًا للعمل معه.
- الاستثارة الفكرية، وتشير إلى أن يقدح القائد شرارة التحدي في أذهان التابعين، ووضعهم في مواقف تستثير قدراتهم الفكرية، واعتبار ذلك فرصة للتعلم.
- الاهتمام الفردي، وهو حرص القائد أن يكون قريباً من تابعيه يتلمس مشكلات كل واحد منهم على حدة، ويولي كل فرد منهم اهتماماً خاصاً بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.

فالمعلم الكاراريزمي هو من يمتلك رؤية وقدرات فكرية وذكاء وجداني ولغوي مؤثر، يستطيع من خلاله الدخول إلى أذهان ونفوس الطلاب وتشكيل أفكارهم واتجاهاتهم بما يتواءم مع الفلسفة التعليمية.
وهو فرد ذو جاذبية شخصية وقدرة على التأثير مما يستثير دافعية الطالب للتفاعل والمشاركة والعمل برغبة مطلقة وليس خوفاً من الرسوب أو طمعاً في الدرجة. وهو تأثير لابد أن يظل مغروساً في وجدان الطالب وذاكرته لعشرات السنين.
ولديه ديهم درجة عالية من الصدق والالتزام الأخلاقي، تفرض على الطلاب إبداء الاحترام لهم، والثقة بهم والعمل على تقليدهم وتمثل سلوكياتهم باعتبارهم قدوة حسنة في القول والعمل.
يعشق مهنة التدريس ويعتبرونها رسالة سامية، ولديهم الرغبة في الاستماع للطالب والأخذ بيده والتحليق معه في فضاءات الإبداع والتفكير غير المحدود، بعيداً عن لغة التهديد، مما يحيله إلى شخص معاق فكرياً وممتليء بالحقد على المدرس نفسه وعلى المؤسسة والمجتمع بشكل عام.
شخص مرون ومنفتح فكريا ولديه قدرة على الفحص والوصول إلى جوهر المعرفة المفيدة، وليس مجرد خزانات معرفية تنداح في قاعة الدرس بطريقة مملة. أي أفراد لديهم الكفايات اللازمة لبناء مهارات التفكير والتحليل والاستنباط والاستقراء والنقد البناء. أفراد لديهم القدرة على التجديد في الأفكار والمعارف والأساليب، بما يواكب العصر، وليس التمترس في خنادق كل قديم والاستماتة في الدفاع عنه وإيصاد الأبواب في وجه كل جديد.

هدى الزدجالي
مدرسة حواء بنت يزيد 10-12
(بتصرف)

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..