صمت.!
يتلوه حديث يرتجف من بين شفاه متيبسة من الخوف.
لا يقال عنه إلا حديثٌ مُلعثم. ومكسور الوصف.
هذا ما وجدت نفسي عليه في الآونة الأخيرة.
لا قلم يصف مشاعري.. ولا قلبٌ يُلهم أحاسيسي على البوح.
إلا أن رغبة الجنون على البوح هي أقوى من كل شيء.
فَـفي هدوء هذا الليل جاء "الجنون" ووقف بجانبي فـشعرتُ أن رعشة تسري في أعماقي
فأَغمضتُ عيناي في حضوره إلا أن الدمع فضحني.
فقال لي: قد سمعتُ صراخ "قلبك" فأَتيتُ مسرعاً إليه.
فـصوته النائح يُخفي وجعاً أَثقل كاهله حتى يرى فيه الموت سائراً إليه بسرعة الجنون.
أَيها الجنون بالله عليك قل لي:
ألا يكفي "نبض هذا القلب" وأنت تعلم كل أسراره وما يخبئه في أعماقه.؟
لقد أصبح هذا القلب ضائعاً في مسالك الحياة.
وأَنت الوحيد الذي تَجعله يعصر ما بداخله حتى يتوجع ويشرئب الموت.
فأَنت لاتأتي إلا في أنصاف الليالي.
ومعك محبرة سوداء وقهوةً سوداء وتهيء الجو المجنون لهذا القلب لكي يبوح ويعصر كل الماضي الذي لايستحق أن يُذكر دائماً
ها أنا الأن وقلبي نختنق من أول حرف نكتبه.
لم نعد كما كنا عليه..ولم نعد كما نرغب أن نكون عليه.
أتق الله أيها الجنون وأنصرف عني فقد طردتني الحياة من قلبها وحببت إلي الموت.
اتركني ووحدتي أرشف الدمع شراباً..وأتنشق الحزن نسيماً.
نعم..أرحل أنت حيث الظلام ولا تسكن قلب أحدِ مجدداً
ودعني انتحب في مآتم أنت عاقدها.
"لـقلبي الذي بات يشهقُ الموت"
بقلم:الأزهر العدوي
7-10-2015
