التشاركية .....شعارنا .

في سنغافورة ، اجتمعنا نحن نزلاء الفنادق في زيارة تشاركية لبعض المعالم السياحية المتعارف عليها هناك ، حسب الرغبة والاختيار عن طريق استمارة مخصصة وبسعر مخفض لنزلاء الفنادق ، وقد كان هناك من يختار المنتزهات ، وهناك من يختار الأسواق ، وهناك من يختار النا فورات والحدائق ، وهكذا .... وكل ذلك حسب خطة سير مشتركة واشراف مباشر من قبل المختصين ، وقد كان لقاءنا أمام متحف سنغافورة ، هناك وقفت مذهولا أمام مجسم عجيب وغريب ، فقد كان رأسه كرأس الأسد وجسمه جسم حورية وذيله ذيل سمكة . وبعد السؤال والاستفسار اتضح أن المجسم رمز سنغافورة وشعارها ، هل يمكن أن يرمز الأسد للقوة والحورية للجمال والذيل للمرونة ؟ ربما ، ويبدو أن المجسم قد جسد التشاركية في النوع أو الصفة في الشكل أو الهيكل ، ولا أدري الآن إن كان الرأس رأس أسد أم رأس لبوة ، ولكن الذي اعرفه أن الجسم جسم حورية والذيل ذيل سمكة . قد يقول قائل : كيف يمكن التمييز بين رأس الأسد ورأس اللبوة ؟ وكيف يمكن التمييز بين جسم الحورية وجسم السمكة ؟ في الحقيقة لا يوجد أي تمييز في ظل التشاركية فقد يتحول الأسد الى لبوة واللبوة الى أسد وقد تتحول الحورية الى سمكة والسمكة الى حورية وقد يعمل الذيل عمل الزعانف والزعانف عمل الذيل ، وهكذا .... وكل ذلك حسب الظروف أو نتيجة للمتغيرات . التشاركية التي تحققت هناك كانت عملية وتطبيقية وقد تختلف عن التشاركية التي يتحدثون عنها هنا في الميدان التربوي من حيث الأهداف أو المضمون ومن حيث الرؤية أ والرسالة . و مهما كان الحديث عن المؤشرات و الأرقام يظل عندنا أيضا مشكلة في المؤشرات والأرقام في التحليل و المصداقية و المدخلات والمخرجات في ظل ضعف الشبكة وخلل البوابة . لكن , هل التشاركية هنا عمليات أم نتائج ؟ هل هي تصنيف أم إجراءات ؟ هل هي تحليل أم تقييم ؟ هل هي تفتيش أم توجيه ؟ هل هي محاسبة أم معاقبة ؟ لتكن ما ذكر . لكن ، ما المحصلة في غياب القرار وضعف الإرادة ؟ ما المحصلة في اختلاف الرؤية هناك وضياعها هنا ؟ هل التشاركية مجرد شعار أم بداية مرحلة ؟ لتكن بداية مرحلة لمجموعة منسجمة لها فكر ورؤية ، لها منهجية وطريقة ، قد تؤطر لمجموعات أخرى من خلال شعارها وشعار سنغافورة الذي يجمع (القوة والجمال والمرونة ) فما أجملها وما أجمل شعارها .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..