حفز نفسك

-


حفز نفسك


*جريدة الخليج


مريم البلوشي:

مقال الأسبوع الماضي «التحفيز السلبي» جعل الكثيرين يتفاعلون معي ويرسلون لي رسائل بأنهم يمرون بهذه الحالة. تقبلت كل الرسائل وسمعت كل التشاؤمات والانكسارات والحياة المحبطة المزعجة. وماذا بعد؟

لا أحد سيسمع، لا أحد سيقدر ولا أحد سيدرك ما بك. وماذا بعد؟ سيستمر الإحباط وستنزوي في مكتبك ولن يكون لك صوت أو إنجاز وستذوب في دوامة الحياة وتستسلم. وماذا بعد؟

أنت وحدك من يملك حياته. أنت من يستطيع أن يرفض التحفيز السلبي. لا تفتح الأبواب وتطلقها للآخرين يأخذونك يمنة ويسرة. لا تجعل من نفسك تعيش تلك الدوامات فتمرض ويكون لا قيمة لك ولا هدف ولا حتى حياة ما بعد العمل.

أوجد الغاية التي تريد منها أن تكمل حياتك. اصنع سداً منيعاً يصدهم. قد لا أكون وأنا أكتب هذه السطور وصلت بنفسي إلى قمة التحدي والتصدي لكننا يجب أن نحاول وألا يكون هناك باب لليأس والإحباط. كن عارفاً من أنت وماذا تحتاج خارج نطاق ساعات العمل. كن حياً بنفسك وبقرارة نفسك متعلقاً بالله وعارفاً أن الحياة لا تتوقف بل هي أجزاء. من يحبطك سيحبط ومن يؤذيك سيتأذى. ومن يبقيك في الظل سيخبت ضوؤه. الحياة أجمل منهم ومن ظلالهم القاتمة التعبة. هي نفوس ستنتهي وستبقى أنت وحدك مع المميزين الذين يعيشون الإنسان في نفوسهم حقاً ويكون التواضع لهم عنواناً ومعدن الذهب قيمتهم. وحين يكون الوقت كن أنت أحدهم.

لا تعش عتمة قلوب وتنتظر أحداً يمسك يدك. ثقف نفسك واعتمد عليها في المقام الأول واستثمر فيها وكن جاهزاً حين تبدأ مرحلة جديدة في حياتك دون من لا يحفز. واحذر يوماً إن كنت مكانهم ألا تكون غير ما أنت. كن حقيقياً تترجم الحياة التي تريدها لنفسك للآخرين وتعطيهم مساحاتهم وحقوقهم. لا تتلون، كن ثابتاً غير متزعزع.

الحياة عطاء لنفسك ولغيرك وللحب الذي تريده وتحتاجه، فلا تبخل حين تتملك.


*** منقول ***