تعديلات على مباني الشارقة لحماية الأطفال من الشرفات.

تعديلات على مباني الشارقة لحماية الأطفال من الشرفات

http://www.alkhaleej.ae/file/GetImag...9fcd3d/460/355


الخليج - تحقيق: عايدة عبد الحميد

شرعت الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة مع جهات عدة مختصة في تنفيذ حزمة تعديلات على الاشتراطات الخاصة بالنوافذ والشرفات في جميع البنايات السكنية بالمدينة، لحماية الأطفال من السقوط، إضافة إلى إجراء تعديلات على اشتراطات البنايات القائمة، تفادياً للحوادث المفجعة التي أصابت أسراً عدة خلال السنوات الماضية، بسقوط أطفالها من الشرفات القاتلة، التي تحول تلك اللحظات إلى أطول رحلة عذاب تعانيها الأسرة بأكملها، بسبب مصابهم الجلل بفقدان فلذة كبدهم في ثوان معدودة.

جاءت الاشتراطات مؤكدة أن يكون ارتفاع الشرفة لا يقل عن 120 سنتيمتراً، كما أن فتحة الشباك لا تزيد على 12 سنتيمتراً، ولن يتم التصريح بشهادة إنجاز المبنى في حال وجود أية مخالفات في الإنشاء، ولذلك لا بد لصاحب المبنى أن يتدارك هذه المخالفة، حيث يتم التفتيش على المبنى بلجنة مُشكلة من الدفاع المدني، وبلدية مدينة الشارقة، للتأكد من كل المواصفات والاشتراطات الأمنية والسلامة.وبالنسبة للمباني القديمة التي يصل ارتفاع شرفتها إلى متر واحد، هناك خطة شاملة من الدفاع المدني والبلدية والشرطة، لإجراء تعديلات على اشتراطات المباني.«الخليج» رصدت من خلال التحقيق الآتي تبعات الثغرة القاتلة التي تخطف فلذات الأكباد من أمام أعين ذويهم، لتظل هذه الذكرى المريرة عالقة في أذهانهم مدى الحياة، والسؤال هنا على من تتوزع مسؤولية هذه القضية؟

حلول جذرية


وليس أدل على وجود المشكلة من استنفار الأجهزة الأمنية والبلدية لحل هذه المعضلة، ليس للنوافذ فقط، ولكن للشرفات أيضاً.
عدد من المختصين ألقوا باللوم على الأسرة التي تخلت عن الحيطة والحذر والانتباه إلى الأطفال، بينما طالب اجتماعيون بضرورة استنفار الجهات المسؤولة لدراسة هذه الظاهرة المقلقة، ووضع حلول جذرية تقضي عليها، داعين إلى تنفيذ حملات توعية للأطفال في مدارسهم تحذرهم من خطر الاقتراب من النوافذ والشرفات، والتركيز على دور المدارس في تعليم الأطفال النهج والسلوك الوقائي.


واقع سجلات الشرطة


من واقع سجلات القيادة العامة لشرطة الشارقة خلال 6 أشهر مضت، جاءت حوادث سقوط الأطفال من الشرفات كالآتي: توفي طفل عربي يبلغ من العمر 4 أعوام، إثر سقوطه من الطابق التاسع عشر في البناية التي يسكنها مع عائلته في منطقة النهدة في مدينة الشارقة.كما حققت شرطة الشارقة في واقعة وفاة لطفل بريطاني 11 عاماً سقط من الطابق الثامن من البناية التي تقيم فيها عائلته في منطقة المجاز، ليلقى مصرعه مباشرة، وهرعت فرق الشرطة والمختبر الجنائي والإسعاف الوطني والإنقاذ إلى الموقع، حيث وجدت جثة الطفل مسجاة على الأرض، وقد فارق الحياة، وذكر مستشفى الكويت في الشارقة أن الوفاة حدثت نتيجة لتهشم في الجمجمة، وحدوث رضوض عديدة، ونزيف داخلي في الجسم.
وفي ذات السياق توفي طفل آسيوي عمره ثمانية أعوام، إثر سقوطه من شرفة شقة لذويه في الطابق الثالث عشر في أحد الأبراج السكنية الواقعة في منطقة الشويهين التابعة للشارقة. وأبلغ المارة، بعد إصابتهم بذهول شديد، غرفة العمليات المركزية في شرطة الشارقة بالحادثة، وانتقل فريق من رجال البحث والتحقيق الجنائي في مركز شرطة الغرب الشامل، فعثروا على جثة الطفل مسجاة على الأرض.كما توفيت طفلة عربية تبلغ من العمر 4 سنوات بعد سقوطها من منزلها الواقع في الطابق الثامن من أحد الأبراج في منطقة التعاون بالشارقة، وتم نقلها إلى مستشفى القاسمي، ومن ثم إلى المختبر الجنائي.
ولقيت طفلة باكستانية «6 سنوات» مصرعها، بعد سقوطها من شرفة منزلها الكائن في الطابق الخامس عشر بإحدى البنايات السكنية في منطقة التعاون في مدينة الشارقة، وفور تلقي غرفة العمليات بالقيادة العامة لشرطة الشارقة بلاغاً بالحادث، هرعت فرق الشرطة والمختبر الجنائي والوحدات المختصة والإسعاف الوطني والإنقاذ إلى موقع الحادث، حيث فارقت الطفلة الحياة فور سقوطها.
وقالت والدة الطفلة في تحقيقات الشرطة الأولية، إنها غادرت الشقة صباحاً بصحبة ابنها لمدة دقائق قليلة انتظاراً لحافلته المدرسية، وأن الطفلة حاولت مشاهدتهما من شرفة الشقة فسقطت منها.وفي واقعة أخرى تلقت شرطة الشارقة بلاغاً يفيد بسقوط طفلة عربية تبلغ من العمر4 سنوات من منزلها الواقع في الطابق الثامن بأحد الأبراج بمنطقة التعاون، حيث توجهت إلى هناك على الفور فرق من الإنقاذ والإسعاف والمباحث الجنائية والمختبر الجنائي، وتبين أن الطفلة توفيت إثر سقوطها من شدة ارتطامها بالأرض، وتم نقلها إلى مستشفى القاسمي.


الفضول الفطري


تحدث معظم حالات سقوط الأطفال نتيجة مراحل تطوّرهم الإنمائي، والفضول الفطري حيال البيئات المحيطة بهم، هذا ما أشارت إليه راية خميس المحرزي إحدى رائدات العمل التطوعي والاجتماعي والخيري والديني في الدولة، وأضافت أن تزايد مستويات الاستقلالية التي يرافقها اتباع سلوكيات أكثر صعوبة يُطلق عليها، عادة، اسم المخاطرة، في حين يمثّل نقص الرقابة من قبل الوالدين والأهل أحد عوامل الخطر عليهم.
وترى عائشة عبد الله، معلمة، أنّ التدخلات الفعالة لوقاية الأطفال من هذه الحوادث، تشمل وضع برامج مجتمعية متعدّدة الجوانب، وإجراء تعديلات هندسية، وسنّ تشريعات لاستخدام وسائل تحول دون السقوط من النوافذ، ومن الاستراتيجيات الوقائية الواعدة الأخرى استعمال قضبان للشبابيك، والقيام بزيارات وحملات تثقيفية للأسر بعدم الاعتماد على الخادمات.


أنظمة البناء


النظام المتبع خلال التعامل مع البناء يعتمد على الأمن والسلامة، بهذه الكلمات بدأ المهندس فتحي جبر عفانة الرئيس التنفيذي لشركة فاست لمقاولات البناء، وأضاف: لا نستطيع البدء في بناء المبنى إلا بعد الموافقات التي تصدر من الجهات المعنية، مثل دائرة التخطيط والمساحة والكهرباء والمياه والاتصالات، وغيرها من الدوائر والهيئات ذات العلاقة.
وتعد موافقة بلدية الشارقة هي الموافقة الرئيسية التي نعتمد عليها، حيث تبذل جهوداً حثيثة للحفاظ على سلامة السكان خصوصاً الأطفال، من خلال إجراء حزمة التعديلات على الاشتراطات الخاصة بالنوافذ والشرفات في جميع البنايات بالمدينة، وإلزام جميع السكان بتركيب أجهزة إقفال تحكم في النوافذ مقاومة، بحيث لا تفتح النوافذ أكثر من 5 - 10 سنتيمترات بالقوة العادية.


تعاون وتنسيق


أكد العميد عبد الله سعيد السويدي مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في الشارقة، أن دور الدفاع المدني في هذه القضايا يتركز في التوعية للأسر، إضافة إلى التعاون والتنسيق مع شرطة الشارقة والبلدية في تحديد اشتراطات المباني والارتفاع المحدد بالنسبة للشرفات، مشيراً إلى أن الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة تقوم بحملات تفتيشية مستمرة، لفحص أجهزة الأمن والسلامة في المباني.وألقى باللوم على الأسرة.وأشار إلى أن الإدارة تنظم باستمرار حملات توعوية بصورة مستمرة عن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال.وقال إن الاشتراطات الجديدة التي تم تطبيقها مؤخراً في المباني الحديثة، جعلت المواصفات أكثر أماناً للشرفات والنوافذ، وكذلك إحكام وضع الأقفال عليها، ليصعب فتحها على الأطفال على وجه الخصوص، وتتابع من قبل الجهات المعنية التي تشرف على عمليات البناء.

*** منقول ***