نهاية فصل آخر من فصول الدراسة

نهاية فصل آخر من فصول الدراسة



اختتم فصل موسمنا الدراسي لكن التاريخ بعيد عن النهاية , يستمرو تتعاقب الصفحات الواحدة تلو الأخرى بوثيرة نأمل أن تتطور معها مؤسساتنا الوطنية العمومية و من خلالها أبناؤنا تبعا لمجهوداتهم و مثابرتهم .... سنة دراسية تمر كسابقاتها كلمح البصر , موسم حيث كنا نكافح جميعا من أجل نهاية سعيدة لأبنائنا من الابتدائي إلى الجامعي مرورا بالثانوي التأهيلي و الإعدادي...
اليوم نضع نقطة الختم لنخلد لراحة مستحقة بعد سنة دراسية مضنية , نقف وقفة المحارب ننتظر موسما دراسيا جديدا .... و ما سيحمله من جديد في ظل التغيرات التي تعرفها الساحة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية وطنيا و دوليا , و كلنا نعلم المجهود الذي يقوم به تلامذتنا و طلابنا من أجل النجاح و التوفيق ناسين أو متناسين العراقيل التي تنتظرهم في المستقبل في ضوء قلة فرص الشغل و الأزمات الاقتصادية التي يعانيها ليس المغرب فقط ولكن جل دول المعمور...
و في انتظار شهر شتنبر المقبل , يقف تلامذتنا وقفة المحارب وسط الوغى و قد أنهكته المثابرة و التحصيل و الأرق و غيرها من معاناة طلاب العلم الذين يتطلعون لغد مشرق و مستقبل زاهر و مريح و الحصول على وظيف يبعدهم عن الحاجة و الرذيلة... و ألا يكون انتظارهم انتظار كودو الذي قد يأتي أو لا يأتي ..
إننا لا نعطي أهمية كافية لمدارسنا العمومية , لا نوفر لها الوسائل و آليات النجاح .... بالرغم من ذلك كانت الجرأة لتسميتها" مدرسة النجاح" . إن التربية و التكوين تمثل ثروة كبيرة لمجتمعنا و هي انعكاس لمستقبلنا المجتمعي الذي يحتم علينا ربط المدرسة العمومية بسوق الشغل عن طريق استراتيجيه تنموية هادفة , فالتعليم ثاني الأولويات بعد الوحدة الوطنية و هو أصعب و أحسن مهنة كما جاء في كتاب التحدي لصاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني , و كما أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الخطاب التاريخي و السامي على دور المؤسسة العمومية في التربية و الانفتاح و التكوين و المواطنة و ترسيخ القيم النبيلة ...
حان الوقت لأخذ إصلاح منظومة التربية و التكوين على محمل الجد بعيدا عن المزايدات السياسية , و انخراط الجميع في عملية ورش إصلاح التعليم بتفان و ضمير حي .
علما أن الحديث على قطاع التربية و التكوين كثير و كثير جدا لكن الفعل و الممارسة الميدانية لا ترقى للمبتغى .....
الخصاص مهول بين صفوف رجال التعليم , الاكتظاظ شبح يؤرق مضجع المدرسين و الآباء لأنه يؤثر سلبا على المردوية التربوية و الجودة المنشودة...
و كيف يعقل أن نطلب من تلامذتنا النشاط و الحيوية و الاستمرار بنفس الجد و المثابرة و عدم الانقطاع عن الدراسة دون أن يلمسوا أو يشعروا بأننا نبذل جهودا لتوفير الخدمات المدرسية الكفيلة بمساعدتهم على النجاح...
حان الوقت لنضع حدا لهذه التقطعات المفرطة للبحث عما هو مناسب لتعليمنا من مناهج و بيداغوجيا و ما أصبح يصطلح عليه ب " الإصلاح بين المحاولة و الفشل " ... و هذا ما جاء في سياق خطاب صاحب الجلالة – استمرارية الإدارة بالرغم من تغيير الوزارة- لزاما علينا تأمين استمرارية الايجابي من برامج و مخططات الوزارة السابقة ...
كفانا كلما تحدثنا عن المدرسة العمومية نتحدث عن المعيقات الواقعية و المفترضة , و عن عزلتها الجغرافية و الثقافية .... لتجاوز ضعفها و هشاشتها و إكراهاتها علينا تضافر الجهود لأن التعليم \شأن عمومي و قطاع له ارتباط بباقي القطاعات , فهو قاطرة للتنمية و لرسوها في بر الأمان على الجميع الاهتمام كل من موقعه بالمدرسة الوطنية العمومية.

ادريس مروان /
مدير تربوي متقاعد/المغرب


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..