«ضحية الوزن المفرط» مات في حضن والدته بعد «قَص معدته» بأسبوعين

الأسرة المكلومة تروي لـ الخليج تفاصيل حياته ووفاته
«ضحية الوزن المفرط» مات في حضن والدته بعد «قَص معدته» بأسبوعين

http://www.alkhaleej.ae/file/GetImag...896a3d/460/355



الخليج - رأس الخيمة: عدنان عكاشة

روت أسرة الشاب الفلسطيني الذي فارق الحياة في رأس الخيمة صباح أمس الأول، بعد أسبوعين من خضوعه لعملية «قَصّ معدة»، تفاصيل وفاته واللحظات الأخيرة من حياته، التي أسدل الستار عليها بصورة مؤلمة ومفعمة بالحزن، إذ لفظ (أكرم حمدان) أنفاسه الأخيرة في «أحضان والدته» على سريره داخل المستشفى، بعد دخولها لزيارته بقليل، ليترك وراءه 3 أطفال من أبنائه، ولد وابنتان، آخرهم طفلة رزق بها قبل نحو شهرين.

وقال محمد حمدان، شقيق الشاب، «ضحية الوزن المفرط»: إنه كان مرافقاً لشقيقه إلى المستشفى، ومتواجداً معه في حجرته عندما فارق الحياة، حيث دخلت والدته التي جاءت لتراه وتطمئن عليه، وبالفعل بادرت بمجرد دخولها غرفة المستشفى إلى السلام عليه واحتضانه وسؤاله عن وضعه الصحي، ليجيب والدته بأنه «بخير»، قبل أن يسلم الروح وهو في حضن أمه، التي لم تتمالك نفسها، بكاء وألماً على رحيل ابنها البكر، في نحو الحادية عشرة والنصف من صباح الخميس الماضي.

كشف شقيق «أكرم حمدان»، 38 عاماً، عن الأسباب، التي دفعت شقيقه إلى الخضوع لعملية «قَص المعدة»، أجراها في الثاني عشر من مايو/ أيار الجاري، وهي معاناته المتواصلة من الوزن الثقيل والزائد بإفراط، وهو ما كان يمنعه من النوم مستلقياً بصورة طبيعية، بل يضطر للنوم جالساً، ويجد نفسه يمشي مسافات بسيطة بصعوبة بالغة، فيتوقف لالتقاط أنفاسه بعد كل بضعة أمتار يقطعها، لاهثاً، الأمر الذي انعكس على أدائه لمهام وظيفته في «المبيعات» بإحدى صالات وكالات السيارات في مدينة رأس الخيمة، إذ كان يمارس عمله أيضاً بصعوبة بالغة، ما أثار قلقه على «رزقه» و«قوت عياله»، ليبحث عن طريقة يتخلص بها من وزنه المفرط، ليجد ضالته في عملية «قَص المعدة».

ونوه الشقيق المفجوع بشقيقه بأنه هو شخصياً و«العائلة إجمالاً»، لم يكونوا على علم برفض الأطباء المتخصّصين في مستشفى صقر برأس الخيمة لإجراء العملية لـ«أكرم»، رحمه الله، وفوجئوا بذلك بعد نقله إلى المستشفى، حيث أخبرهم أطباء وممرضات سبق لهم أن عاينوا حالته، لتنهمر دموع عدد من أعضاء الهيئة التمريضية بعد مفارقته الحياة، وسط المشهد الحزين لاحتضان والدته له وهو يفارق الحياة، وفي ظل معايشتهم لحالته سابقاً.

وبين حمدان أنه نقل شقيقه بنفسه إلى المستشفى «الأربعاء» الماضي، حيث كان يشعر بألم في أعلى المعدة، وبعد نحو ساعة شعر بتحسن وطلب منه إعادته إلى منزله، ثم طلبت منه والدته بأن يسرع إلى نجدة شقيقه الذي عاوده الألم في وقت لاحق من اليوم ذاته، فنقله مجدداً إلى المستشفى، وأخبر حينها «أكرم» الأطباء أن الألم انتقل إلى أسفل المعدة، حتى صدمنا بوفاته في اليوم التالي، في حين أن الشاب الفقيد راجع المستشفى، الذي أجرى له العملية الثلاثاء الماضي، ويقع في إمارة أخرى، وذهب بنفسه وبسيارته، وفي اليوم التالي «الأربعاء» ذهب إلى (دبي) لتجديد إقامته في الدولة، ثم تدهورت حالته تدريجياً في اليوم ذاته، مشيراً إلى أن الأطباء في رأس الخيمة حاولوا إجراء «أشعة» رنين مغناطيسي لشقيقه، لكن جهاز الأشعة لم يستوعبه، بسبب وزنه وحجمه، ليحاولوا نقله إلى مستشفى في إحدى إمارات الدولة الأخرى، لكن القدر عاجله قبل نقله.
وأكدت المصادر الطبية المتخصصة في رأس الخيمة أن الشاب الثلاثيني، الذي فارق الحياة بصورة مفاجئة، أمس الأول، بعد أيام قليلة على خضوعه لعملية (قَص معدة) في مستشفى بإحدى إمارات الدولة، حاول إجراء العملية في مستشفى صقر الحكومي في رأس الخيمة 4 مرات، في ظل رفض المستشفى الجراحي، نظراً لخطورة العملية على الفقيد، في ظل وزنه المفرط، الذي كان يبلغ قبل خضوعه للعملية 217 كيلوغراماً، وفقاً لنتيجة قياس وزنه داخل المستشفى، الذي أجرى له عملية «قَص المعدة»، بحسب شقيقه.
وأشارت المصادر إلى أن الأطباء المتخصصين في إجراء عمليات «قَص المعدة» في مستشفى صقر الجراحي في رأس الخيمة رفضوا طلب «أكرم» بإجراء العملية الجراحية له، من بينهم «الطبيب العالمي» المتخصص في هذا النوع الحساس من العمليات الجراحية، الذي زار المستشفى في الإمارة مرات عدة سابقاً، في إطار برنامج (الأطباء الزائرين) في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومع شدة الألم توجه إلى مستشفى آخر في إحدى الإمارات، حيث خضع للعملية التي أودت بحياته بعد أسبوعين.
وتؤكد مصادر ومواقع طبية متخصصة، أن تلك العمليات تتطلب تحويل الراغبين في الخضوع لها قبل إجراء العملية إلى أطباء الباطنية والقلب والغدد الصماء، وتحويلهم أيضاً إلى أخصائيي التغذية لضمان انتظامهم في تناول غذاء خاص قبل شهر من إجراء العملية، فيما تستدعي أيضاً تهيئة المريض من جوانب نفسية وغذائية وتثقيفية قبل الخضوع للعملية وإجراء فحوص متكاملة.
وتشدد على الأهمية الكبيرة والخاصة لمتابعة الأطباء والأشخاص الخاضعين لعمليات «قص المعدة» لحالاتهم «ما بعد إجراء العملية»، في ظل احتمالية حدوث «مضاعفات» بعد تلك العمليات، وتقدر احتمالية الإصابة بـ«تسريب من المعدة» بـ 1%، بواقع حالة واحدة بين كل 100 مريض، في حين تصل نسبة الإصابة بـ«نزيف في المعدة»، بعد قصها، إلى 2 في الألف، وفق الأطباء المتخصصين والجهات الطبية العالمية المعتمدة.

*** منقول ***