حديث مع النفس ....وبدون نفس .

الحديث هنا مع النفس ، يعني دردشة أو حوار فكري خفي ، وليس مع الآخر . ذلك الآخر الذي أصبح لايطيق أي حديث سوى حديثه ، يسأل ويتساءل ثم يرد على نفسه .هل هو فيلسوف ؟ هل هومفكر ؟ هو ليس بفيلسوف وليس بمفكر ، لكنه يعيش دور الفيلسوف ودور المفكر لأن المساحة أمامه وخلفه خالية وفاضية فكان لابد أن يعيش الدور بكل جدارة واستحقاق وهو اسلوب من الأساليب التي ينتهجها البعض ، خاصة أولئك الذين تخصصوا في علم الاجتماع دون علوم التربية. هل هناك علاقة بين علم الاجتماع وعلم التربية ؟ ربما ، لكن أيهما الأصل وأيهما الفرع ؟ مسألة فيها نظر . لكن المتخصص في التربية معروف والمتخصص في علم الاجتماع أيضا معروف و يمكن معرفة التربوي من غيره من خلال الاسلوب أو طريقة الحديث و المعاملة ، ويمكن من خلال السؤال أو اسلوب طرح السؤال . ببساطة ، التربوي يسأل وينتظر الإجابة ، الآخر يسأل ويرد على نفسه. الأول تربوي ، والآخر غير تربوي ، لذلك لا يمكن أن ينجح في القيادة التربوية مهما تمت المراهنة عليه. فالذي يسأل ويرد على نفسه في أي لقاء أواجتماع يريد أن يصل للنهاية بسرعة ، كالذي يضع أصبعه على الطريق من أول نظرة ، أوكالذي ينزل عند أول محطة يتوقف عندها القطار فالوصول للنهاية هو نهاية ، كالعاشق مثلا الذي يتعذب وينظم الشعر ثم يصل للنهاية فلم يعد هناك أي مبرر للشعر أو للعذاب . لكن ، كل الذين تعذبوا بالعشق وأشياء أخرى رفضوا النهاية ، ونحن لا نتعجل النهاية فالطريق أمامنا لا يزال طويلا والقطار لن يتوقف حتى لواقتربت نهايته أو نهايتها . هل اقتربت نهايته فعلا أم نهايتها ؟ هل اكتمل دوره وتحققت أهدافه ؟ هل أنجز المهمة حسب المطلوب ؟ ذلك الحوار وتلك الأسئلة وردت أثناء حواري مع النفس ودون وجود أي نفس، ودون وجود أي قلب ، ودون وجود أي همس ، ودون وجود أي صور ، ودون وجود أي قمر ، لا أحد هناك . ولا هم ولا هن ولا نحن . كنت أنا وهو وهي وحديث مع النفس وكلما حاولت أن أتكلم اتجهت ناحيتي العيون لكي أسكت ، وكلما سكت تحركت العيون ناحيتي لكي أقول شيئا فكان هذا الحوار مع النفس وهو بعض الشيء من كل شيء ، ومازالت هناك الكثيرمن الحقائق والأشياء التي لم يتم تسليط الضوء عليها وهي مخزنة في النفس وبدون نفس وستكون ضمن الحديث مع النفس وقد تظهر في دردشة أخرى أو ضمن حوارات فكرية خفية ليست مع الآخر لكنها عن الآخر أو عنها ، ذلك الآخر الذي يسأل ويرد على نفسه . متى سيسكت ليستمع إ لى السؤال ؟ ومتى سيسكت لكي نسمع الإجابة ؟ إجابته أو إجابتها ، إجابتهم أو إجابتهن . هل هذا العام أم العام القادم ؟ وهل هناك عام قادم ؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..