-
إلى أحد المغادرين
ريااح حزينه ...
وموج ذات زأيير..
وجذوع النخيل تطئطئ رأسها...
والسدرة التي احتوت ذكرياتنا قد شحب لونها واكفهر وجهها ...
والكون في ازدحام شديد..حينها توقف السير في ذلك الطريق تماما..
وصراخ وعويل ..ورائحة اصبحت آلفها هذي الأيام!!
لقد تسللت دبابيس الخوف إلى جوفي وبدأ وخزها يقطع اركان جسدي..
وخفقان قلبي في إزدياد واضطراب .. حيث أن المشهد لاينبئ بخير وحيثياته تشير إلى موعد فراق ..
وأي فراق ذلك الذي يقتطف روحك ويجتث فؤادك...
رغم كآبة المنظروارتجافة أقدامي ....إلا انني حثثت المسير مخترقا صفوف الجمع ..
ليشخص بصري إلى جثه ملفوفة بخرقة وقد اختلط بياضها بإحمرار الدم ..
فغزى تفكيري فضول عارم لمعرفة بطل المشهد ..وبهدوء يتخلله الرعب...جثيت على ركبتي وكشفت عن وجهه!!!!!!؟
يااالله ..تكاد روحي تغادر جسدي لقد غاب إحساسي وخارت قواي ..
فالصريع هو أغلى ما أملك في هذي الحياةصديق الطفولة ورفيق الدرب (خالد ) .....
أخذته إلى صدري ودماؤه تقطر بين أصابعي
أعانقه العناق الأخير .... آآآآه خالد لقد فاضت روحه إلى الباري ورحل عن دنياي ..
انه الرحيل الأخير ، رحيل لاتشم فيه رائحة عودة بل تنبعث منه ريحة السدر والكافور والحنوط ..
نعم رحل العزيز والعينان مطبقتان ، جثى جسده الطاهر وفارقته الروح
وسط ذهول الدنيا .. غادر خالد بصمت وسافر بسكون ..
لاتزال حروف الطفوله منقوشه على السدرة البائسه..
ولايزال خط يده على ذلك الجدار ، ورائحة عطره لم تغادر يدي بعد مصافحته الاخيرة
لاتزال ضحكاته ... قهقهته تنخر في ذاكرتي ..
عيناي جف دمعها وهي تقتطف تلك المشاهد ..
مشاهد مزدحمة بذكريات الطفوله وعنفوان الشباب .
هكذا غادرني من لازمني حياتي ورسم لي إنعطافا في كل امورها
رحمك الله يا خالد فأنت وإن غادرتني بجسدك فإنك في روحي خالد.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..