قضايا حقيقية

يعتبر النقل من أبرز مظاهر السلطة التي تتمتع بها الإدارة في أي وقت تشاء في سبيل تحقيق الصالح العام دون ان تكون لرغبة الموظف أي اعتبار لديها في ممارسة تلك السلطة لأن المتعارف عليه نظاماً ان الإدارة هي القائمة على تحقيق وتنظيم مصلحة الجهاز وان من حقها تقدير استخدام تلك السلطة متى ما دعت إليها الحاجة دون ان تخضع لأي رقابة قضائية.
ولكن:
فالرئيس الإداري إذا أراد الأضرار بالموظف، تجده على سبيل المثال يحيل إليه المعاملة قبل نهاية دوام يوم الأربعاء طالباً منه إنجازها خلال ثلاثة أيام وهو وقت يستحيل إنجاز العمل المكلف فيه بالنظر إلى طبيعة المعاملة والتي قد تحتاج إلى مزيد من الوقت. أو تكليف المشرف التربوي بعدد كبير من المعلمات. وبالتالي فإن عدم إنجازها خلال تلك المدة يعتبر تقصيرا من الموظف في نظر رئيسه. ويتضح لنا مما سبق أنه يجب على الإدارة مخافة الله سبحانه وتعالى وان تسعى بما تصدره من قرارات إلى تحقيق المصلحة العامة، فإذا حادت عن ذلك واستهدف أمر آخر أصبح قرارها معيبا مستحق الالغاء أمام ديوان المظالم، لأن السلطة التي منحها النظام لرجل الإدارة ليست امتيازاً أو حقاً شخصياً يمارسها كيفما شاء، وإنما هي اختصاص يجب ممارسته طبقاً للأنظمة واللوائح من أجل تحقيق تلك المصلحة. ولكن بعد البحث والتنقيب عن المقاصد الحقيقية في نقل الموظف تجدها أما بقصد الانتقام منه أو السخط عليه أو محاباة الغير على حساب ذلك الموظف الضعيف الذي لا يستطيع الوقوف في وجه الإدارة ومناقشتها في قرار نقله وإلاّ تعرض إلى نتائج لا تحمد عقباها.




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..