فلسفتنا .....قصة أم روية ؟

لن تنتهي القصة برحيل ( يوسف ادريس ) أو ( مخائيل نعيمة ) ، ولن تنتهي الرواية برحيل ( نجيب محفوظ ) أو ( أحلام مستغانمي ) فالقصة ستظل والرواية كذلك مهما رحلوا جميعا ، لكن أي قصة وأي رواية ؟هل ذلك السيناريو الذي يكتب على إيدي البعض الآن سيناريو قصة أم رواية ؟ وهل هناك أي فرق بين القصة والرواية ؟ كلاهما يصوران فكرة معينة أو موضوعا مختلفا يريد الكاتب أن يتحدث عنه ، لكن القصة تتناول حادثة واحدة تختلف في الاسلوب والظروف والحبكة بخلاف الرواية ، والبطل أو البطلة لا يتطوران مهما كان مستواهما في القصة أو خارجها ، حتى لوكانت مثلا ( مديرة مدرسة) وكان هو أيضا (مدير مدرسة ) فكلاهما في القصة نفس الأداء والأسلوب ولا يرغبان بالخروج عن الإطار المرسوم لهما أو الخروج من أسوار المدرسة ويخضعون دائما للإملاءات الخارجية ، لذلك القراء يملون أحيانا ويرفضون تلك النماذج من الأبطال لأن نهايتهم في القصة دائما نهاية حزينة ، ونماذج القصص كثيرة يمكن الرجوع اليها وقراءتها والاستفادة منها، بعكس الرواية مثلا التي احداثها كثيرةوشخوصها كذلك ويتطور فيها البطل أو البطلة حسب الأحداث . على ضوء القصة والرواية ، هل فلسفة التربية قصة أم رواية ؟ حسب التحليل السابق قد تكون قصة وقد تكون رواية . قد تكون قصة إذا كانت من نسج الخيال وبعيدة عن الواقع وتأثيرها وتفاعلها على مستوى المجتمع لا يذكر، و أعداد الذين يمثلونها بعدد الأصابع ، حبيسة في الأدراج والمكاتب . وقد تكون رواية ، عندما يكثر أبطالها و تأثيرها على المجتمع ملموس ، نابعة من قراءة حقيقية للواقع الاجتماعي والأخلاقي والقيمي المعاش ، وتكون في متناول المعنيين للاسترشاد بها والاستئناس . لكن ، هناك من يصر أن تظل فلسفة التربية مجرد قصة حبيسة في الأدراج والمكاتب ، يحرم المختص من قراءتها والاسترشاد بها ، وفي اعتقادي الشخصي قد حان الوقت لظهورها حتى لو رحل ( يوسف ادريس ) أو ( مخائيل نعيمة ) وحتى لو رحل ( نجيب محفوظ ) أو ( أحلام ) فأولئك فلسفتهم هناك مكتوبة ومعروفة ظهرت حقيقتها وحققت أهدافها ، ونحن فلسفتنا هنا مكتوبه وغير معروفة ، فهل ننتظر ظهورها مع ظهورهم ؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..