خلف النافذة ..

كانت دوما ترقبه من خلف النافذة ..
تقف لتستمتع بأجمل منظر ..
وتشاهد وتسمع ..
وتحاول أن تتلمس ..
تسرح للماضي البعيد ..
فتشعر معه بقدم النافذة ..
ورغم ضبابية الجو .. من الخارج
كانت تلمعها برغبة عيناها ..
خلف النافذة تسكن ذكريات ..
وخلفها روعة صور لا تكف عن النظر لها..
تلوح لها .. وتهمس لها .. وتشرح لها ..
لقد تتبعت سلسلة المناظر .. وشاهدته وهو يبحث عن ظل ..
شاهدته وهو ينتقل من زاوية لأخرى .
.
تألمت لحاله .. كانت روحها تساند ..
ولسانها يتلعثم .. ودعواتها ترافق..
لقد كانت ملابسه تتبدل .. وموقعه يتغير .. رغم ذلك تميزه عينها في كل لمحة منها ..
يزدحم المكان فلا تتبع بنظرها غيره ..
كانت تنادي .. عزيزي النافذة موصدة ولكني بخير ..
لكني هنا .. أتحدث إليك .. وأعرف أخبارك ..
لقد شاهدتك تستلم شهادتك ..
وشاهدتك تدخل مكتبك بعد بحث مضن لمكان يناسبك للجلوس فيه ..
شاهدت من أخرجك من زاويتك المحببة ..
شاهدت عودتك وإصرارك بقوة ..
عزيزي لم يفتني شيء من شريط المشاهد ..
وكلها من خلف النافذة ..
وأنت تحسبني ميتة ..
وأنت تظنني نسيت ..
كلا لم أمت ولن تموت الصور ..
أنا فقط أشعر بالسعادة لأنك بخير ..
وكتبت على النافذة ..
"أحبك "
"كن دوما بخير "
"ما أجمل حديثك "
"لا تطلب مني كسر النافذة سأتأذى"

وانصرفت ..




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..