تغطية "الخليج" ترافق متطوعي "تكاتف" في أبوظبي
توزيع مساعدات رمضانية على 2500 أسرة
الخليج
جسدت الحملات الرمضانية التي نظمها برنامج “تكاتف” للتطوع الاجتماعي التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، أسمى مظاهر المشاركة والتعاون والتضامن الاجتماعي خلال الأيام الماضية من الشهر الفضيل، مشاعر صادقة نبعت من قلوب شباب إماراتيين تراوحت أعمارهم بين 18 و30 عاماً، خططت لها عقولهم، وتسابقت إليها أيديهم .
600 متطوع جمعتهم الرغبة في إغاثة الملهوف، وعون المحتاج، ومساندة الضعفاء، وتلبية نداء الوطن وردّ جميله، برامج متكاملة رصدت لها ميزانية تجاوزت المليون درهم، انطلقت منذ بداية الشهر الفضيل، ووصلت إلى كافة إمارات الدولة .
بدأت “حملة الخير” بتوزيع المساعدات الرمضانية على 2500 أسرة على شكل قسائم غذائية، وبطانيات وملابس وحقائب مدرسية،ثم زيارة المستشفيات وعيادة مرضاها ومجالستهم، ومؤانسة وحشتهم، وتأمين احتياجاتهم، كما كان للمتطوعين دور بارز في صيانة المساجد وتنظيفها وتزويدها بالفرش والسجاد والمصاحف والكتب الدينية من خلال حملة “مساجدنا في قلوبنا”، بالإضافة إلى حملة “إفطار الصائم” التي خصصت لدور المسنين ومراكز الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة . “الخليج” رافقت المتطوعين في حملة “البيت الكريم” في أبوظبي، وشاهدتهم خلال إنجازهم لأعمال الصيانة في منازل الأسر المتعففة من المواطنين والمقيمين في كل من منطقة المرور، والوثبة، والمصفح، وشعبية خليفة، وبني ياس، ورصدت دعمهم لهذه الأسر بالأثاث والأدوات الكهربائية، والأواني المنزلية، غيرها
5 آلاف ساعة
محمد خالد العباسي قائد المشاريع الأول في برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي، يقول: تمكن المتطوعون من إنجاز أكثر من 3500 ساعة تطوعية منذ بداية شهر رمضان المبارك، ومن المتوقع أن يصل عدد الساعات التطوعية في نهاية الشهر إلى 5 آلاف ساعة تطوعية، كما شارك في الحملات التطوعية نحو 600 متطوع، ومازالت أعداد المتطوعين في ازدياد، فمن المتوقع أيضاً أن يبلغ عدد المتطوعين مع نهاية شهر رمضان 1000 متطوع من كافة إمارات الدولة .
وأضاف في حديث عن حملة البيت الكريم، قام المتطوعون بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، قبل بدء شهر رمضان ب 30 يوماً بتحديد 50 منزلاً من منازل الأسر المتعففة بواقع 7 منازل في كل إمارة تقريباً 75% منها منازل إماراتية، وبحثوا في أحوالهم ورصدوا احتياجاتهم التي تتمثل في الأجهزة الكهربائية، خصيصا مكيفات الهواء، وإصلاح الأعطال وصيانة المطبخ وترميم الجدران وإعادة صبغها،كما يشارك في إعادة صيانة المنزل الواحد 15 إلى 20 متطوعاً . وأوضح أنه على الرغم من صعوبة الوصول إلى هذه الأسر والكثير منها رفضت المساعدة وتعففت عنها، إلا أن “تكاتف” أصرت على أن يكون لها بصمة في هذا الجانب، مؤكداً على أن هذه الحملات الهدف الأول منها هو التركيز على الجانب الاجتماعي وتعزيز دور المتطوعين، ونشر ثقافة التطوع كونها الأساس في عمل البرنامج، حيث سيتم فتح حوار مع الأسر والجهات المستفيدة من المساعدات لتوضيح عناصر مهمة على رأسها القدرة على تحسين الوضع المعيشي للأسر من خلال ثقافة الادخار، والبعد عن الإسراف في مختلف الجوانب، مع التركيز على تعظيم الموارد المتوفرة عند كل جهة أو أسرة يتم زيارتها خلال الحملة .
ظروف صعبة
ويروي الابن الأكبر لإحدى الأسر المتعففة التي قمنا بزيارتها في منطقة المرور معاناة أسرته ويقول:، نسكن أنا وأسرتي المكونة من 10 أشخاص في أربع غرف، قديمة ومبنية منذ 30 عاماً، يبلغ إيجارها السنوي 25 ألف درهم، ويساومنا صاحب المنزل في كل عام على زيادة الإيجار، أو طردنا منه، في كل مرة نوافق على الزيادة حيث إننا لن نتمكن من العثور على بديل لهذا المنزل مع الارتفاع الشديد الذي يشهده العقار، فوالدي لا يعمل وأنا لا أعمل، واعتمادنا الوحيد في نفقات المنزل على أخي الذي يعمل في هيئة المواصلات براتب لا يتجاوز 2000 درهم ولا يكفي لتسديد الإيجار .
وناشد كافة الدوائر الحكومية والخاصة، بأن توفر له ولوالده فرصة عمل مناسبة تساندهما في تحمل أعباء الحياة .
7 في غرفة
وفي منزل آخر، قالت ربة المنزل “مطلقة”، لم نعد نقوى على تحمل متاعب الحياة، فنحن ننتقل من أزمة إلى أزمة أخرى، السمة الغالبة على المنزل هي التعب والإرهاق، 7 أشخاص يسكنون في غرفة واحدة فقط، تلجأ الفتيات فيها إلى المطبخ لتبديل ملابسهن، ولا تتوفر فيها ومقومات الحياة، مطبخ تساقط سقفه، ومكيفات قديمة تكاد لا تعمل، وعلى الرغم من كل ذلك يبلغ إيجار المنزل 2500 درهم في الشهر الواحد، معاناة ما بعدها من معاناة، فمن تراكم ايجار المنزل إلى عدم القدرة على تسديد الأقساط المدرسية منذ أكثر من ثلاث سنوات وأبنائي الأربعة مهددون بالطرد مع بداية هذا العام، في ظل غياب المعيل، فابني الوحيد يعمل براتب 3000 درهم شهري ويعجز عن سد كافة ثغرات المصروف .
وناشدت أيضاً أصحاب الخير بمد يد العون والمساعدة لها ولأبنائها كما فعل متطوعو تكاتف في حملة “البيت الكريم” الذين دعمونا بالأثاث والأدوات الكهربائية، وصيانة المنزل .
احتياجات
من جهه أخرى، تقول خولة خليل الحوسني، موظفة في أكاديمية الإمارات، بدأنا نخطط لمشروع البيت الكريم منذ شهرين تقريباً من خلال زيارة الأسر وتحديد احتياجاتها، والوقوف على معاناتها وتخفيفها قدر المستطاع، وكنا على تواصل مستمر معها، فمعظم الأسر كانت في أمسّ الحاجة لأجهزة تكييف حديثة لتحمل هذا الحر الشديد، خاصة في شهر رمضان المبارك، وإعادة فرش المنازل، والبعض الآخر إلى صيانة المطابخ، بالإضافة إلى دعمها بالأواني والأدوات المطبخية، مؤكدة على أن مشروع تكاتف الرمضاني هو مشروع إنساني بحت، فمن خلال مرافقتي للمشروع من بداية الشهر الكريم شعرت بآلام الآخرين ومدى احتياجاتهم، وقدْرتُ قيمة الصحة الجسدية والمادية .
فرحة
كما أكدت وداد الحوسني على أن مشاريع تكاتف الرمضانية تمكّن من تقديم الدعم للكثير من الصائمين والأسر، وطلبة المدارس، المرضى، وأسهمت في عمارة وصيانة الأماكن الدينية في الدولة، وأوجدت بيننا كمتطوعين فرصاً كثيرة للتعاون، وفتحت أمامنا أبواباً كثيرة لنلمس من خلالها معاناة الآخرين، ونسهم وبشكل فعال في تبديل أحوالهم، خاصة ونحن نرصد فرحة الأسر بعد صيانة منازلهم وترميمها، وتغير حلتها لاستقبال العيد .
إسعاد الآخرين
من جانبها عبّرت زهرة الحوسني عن مدى سعادتها وهي تعمل وتبذل الكثير من الجهد الذي لم تعتد عليه، لترسم بسمة على وجهه طفل صغير أسعده صبغ غرفته، وفرح بسريره ولحافه الجديد، مضيفة: أبحث عن متعتي في إسعاد الآخرين وتحديداً الأطفال، فكل الشكر والتقدير لبرنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي الذي عزز لدينا كمتطوعين إماراتيين، هذه الثقافة النبيلة، والفرصة الإنسانية التي انعكست ايجاباً على شخصياتنا، فأصبحنا أكثر وعياً بحاجة المجتمع وأفراده، وأكثر قدرة على حل مشكلاتهم، وتفهم أوضاعهم .
غير متوقعة
سعود الهيطالي مسؤول في برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي يقول: رصدنا من خلال حملة البيت الكريم، معاناة مواطنين لم نتوقعها في ظل الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه حكومة دولة الإمارات للأيتام والأرامل والمطلقات، والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، منازل بالية لا تصلح للسكن وقد آل بعضها للسقوط، أسر كبيرة مكونة من عشرات الأشخاص يسكنون في منازل صغيرة لا تتجاوز عدد العرف فيها واحدة أو اثنتين، وكان السبب الحقيقي في معاناتهم هو عدم قدرتهم أو جهلهم بآلية التواصل مع الجهات المختصة بدعم المحتاجين وتأمين متطلباتهم، وتحديداً المسنين الذين هجرهم أبناؤهم وتقطعت بهم سبل الحياة .
حب الوطن
وأوضح عمر المنهالي، طالب في كلية التقنية، أن مشروع تكاتف لهذا العام تمكّن من تغيير الصورة النمطية التي رسمت في عقول الجميع بأن الشباب الإماراتي اعتادوا على الرفاهية، والدلال، فاليوم أيادي الشباب تعمل وتصلح وتساهم في صيانة المنازل وترميمها، وصبغها، وتنظيفها، حب الوطن وعون أهله هو الدافع الحقيقي وراء تطوعنا في هذه المجالات .
وقال هلال جمعة سعيد متطوع في برنامج تكاتف منذ أكثر من 5 سنوات: ساهمنا خلال هذا العام بمساعدة الأرامل والأيتام، والمطلقات، والمسنين ودعمناهم بشتى الوسائل، حاولنا أن نكون لهم العون والأمل في غد أفضل .
ويضيف: كان حال المسنين والشواب الإماراتيين في منازل المتعففين هو الأصعب، فلا حول لهم ولا قوة، ولا قدرة لهم للذهاب للجهات المعنية للحصول على الدعم المناسب، نظراً لتدني أحوالهم الصحية .
*** منقول ***
