اوكِلتُ يوم اؤكلَ الثور الابيض

اذكر اننا عندما كنا ندرس المناهج القطرية كان احد دروسنا هو (اوكلت يوم اؤكل الثور الابيض )عموما بعد استبعاد مجموعة من الاخوان والاخوات طلبت منهم ان يطلبوا من اعضاء اللجنة في المحافظة توضيح اسباب الاستبعاد حتى يتم تسجيل موقف ولكن للأسف لا اعلم سبب لتخوفهم من الاقدام على تلك الخطوة الامر الذي منح مساحة اكبر لبعض اعضاء اللجنة في التمادي في التلاعب والاستخفاف بحقوق الناس ، فمنذ البداية كان لوجود بعض الاسماء غير المؤهلة و المشكوك فيها دليل على عدم نقاء العملية و التلاعب بحقوق الناس وترشيح اشخاص غير اكفاء .
الشاهد ان الغابة مملوكة لأربعة ، اسد وثلاثة ثيران وكان احد الثيران لونه يشبه الاسد تمامً في حين ان احدها اسود والثالث ابيض ، ونتيجة لضعف الاسد وعدم قدرته على مواجهة اتحاد الثيران اهتدى الى حيلة قوية و هي التخلص من الثيران واحد تلو الاخر و بمساعد الثيران انفسهم كما يحدث معنا واعذروني على التشبيه ، فبيننا ناس كل همهم ان فلان به و به وعمل كذا و قال كذا ... نتيجة لفشلهم اتجهوا الى اتهام الناس و نعتهم بما ليس فيهم وبهتانهم كما فعل الاسد بالثور الابيض فاقنع الاثنين بانه اصبح يشكل خطرا عليهم و سيهدي الصيادين الى اماكنهم في الغابة كما ان الغابة ستكون نصيب لثلاثة بدل الاربعة فوافق الاثنان وهجم الاسد على الثور الابيض الذي حاول الاستنجاد بزميليه لكنهم خذلوه ، كان الطمع عامل اساسي في تشجيع الفريق على التخلي عن اتحادهم كما حدث لإخواننا حين سُلبت حقوقهم بمباركة من زملائهم فقد كان بيننا مجموعة من خيرة الشباب استهدفوا بعملية خبيثة و لم يجدوا من يقول كلمة حق ففضلوا الابتعاد والرحيل لتظل هذه المحافظة يتيمة دون مخلصين لها ، لقد كتبت فيما سبق مقال بعنوان ( آلعقم بالمحافظة ام لمعالجة خطأ مرتكب ؟) ، وربما كان الشق الثاني من السؤال هو الاصح ، فمع مرور الزمن اتضح بأن من هم في اعلى مستويات الادارة بيننا وصلوا بطريقة خاطئة واصبح وجودهم مثل عدمه وهنا جاءت تلك الخطوة لمعالجة الوضع و ادى ذلك الى ضياع حقوق وانظلم ناس بسبب خطاء ارتكبته الوزارة نفسها وصمتنا جميعا بل استنكر البعض على في تلك الفترة ذلك الكلام رغم انني لست معني ولن يمسني بشي ولكن صعب على ان تضيع حقوق زملائي بتلك الطريقة وانا اشارك صمت الصامتون وها نحن نرى نتائج الصمت اليوم ونعيشها ويتفرق جمعنا و نتشتت والضحية ابنائنا لان الاحباطات تنتشر من المديرية الى الحقل التربوي .بعد ظهور حجب النتائج ، عرف بعض زملائنا بأنهم منحوا الاول على مستوى المحافظة في المقابلات وفرحوا بذلك مساكين وهي طبيعة فطرية في ابناء هذه المحافظة وكان يعلم اعضاء اللجنة ان هذا الامر لن تجيزه لجنة الوزارة لأنه لا يتفق مع القوانين والانظمة كما انه يعتبر تضييع لحقوق الاخرين فراح الجميع ضحية لهذا التصرف العرن ، فأصحاب الحقوق جعلتهم اللجنة في المركز الثاني و منافسيهم منحوا المركز الاول ظناً من المسئولين في هذه المحافظة بانه ذكاء لاستلطاف الجميع و لكن يأبى الله إلا ان يحق الحق و تظهر الحقيقة و تنكشف تلك النوايا السيئة.
بعد فترة من الزمن قام الاسد بأقناع الثور الذي يشبه لونه باننا متشابهين وان الثور الاسود ليس من بني جلدتنا فلو تخلصنا منه ستكون الغابة ملك لنا الاثنين وكل واحد سيملك نصف الغابة و هنا الطمع ايضا عامل حاسم في التخلي عن الصديق و مصدر القوة فوافق الثور على افتراس الثور الاسود وحاول الاستنجاد بصديقه إلا انه خذله مرة اخرى طمعا في نصف الغابة ، صمت رهيب عن كلمة الحق و جشع في التفرد بالسلطة فمن يخشى ان يُسحب البساط من تحت رجليه عليه ان يعترف بفشله في قدرته على التعامل مع المواقف المختلفة وعليه ان يتعلم كيف يستطيع ان يملا المكان الذي يشغله ولا يحرم الناس من حقوقها ، الغريب في الامر ان الاخطاء تتزايد و تتكاثر فالخطاء يولد اخطاء ، فمن وصل بطريقة الخطاء يحاول ان يتمادى و يوصل اخرين بنفس الطريقة التي وصل بها بغض النظر عن النتائج .
ان القضية تتمثل كلها في هجوم الاسد على الثور الثالث ، فقد خرج من خرج وابتعد من ابتعد واحبط من احبط و فشل من فشل وعندما كان يبحث الثور عن نصفه من الغابة هاجمه الاسد حينها انتبه وقال ( اكلت يوم اكل الثور الابيض )ان الاسد لن يجادل في سلطته على الغابة ابدا و لن يسمح لاحدا ان يشاركه هذه السلطة و في زمن ضياع القيم والمبادئ تتأكد حقيقة احبك واحب نفسي عليك لأننا ابتعدنا عن امر الله سبحانه وتعالى و لم نعد نتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (لن يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه).
متى سنصل الى القناعة التي وصل اليها الضحية الثالثة فكلكم ضحايا و المسالة مسألة وقت فصمتكم جعلكم ضحايا لعبث العابثين ، ان من يحتقر قدراتكم و يقلل من جهودكم و لا يعترف بمواهبكم لن بمنحكم حقوقكم لأنه التمس فيكم الطمع وحب السطو على حقوق الاخرين و فرق جمعكم لانه وجد بينكم هشاشة وفرقة و قلوب طامعة للمناصب اكثر من انتمائكم لمهنتكم و رسالتكم لينفرد هو بكل شيء .
سأظل اكنب في هذا الموضوع إلى ان اصل الى مستوى قناعة بأنني اكملت رسالتي التربوية و حتى يعلم الله انني برأت من ما فعل هؤلاء


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..