القرارات الإدارية ..... وأولوياية التنفيذ

إن مقدار النجاح الذي تحققه أي مؤسسة يعتمد بدرجة الأولى وإلى حد كبير على فاعلية وكفاءة القرارات التي تتخذها تلك المؤسسة ومناسبتها للأهداف المحددة المراد تحقيقها ووضعها موضوع التنفيذ بعد صدورها مباشرة ، وفي المؤسسات الإدارية دائما تلعب عملية اتخاذ القرارات ومتابعة تنفيذها وتقييمها والعمل على الموائمة بين هذه الأهداف من ناحية والأغراض والغايات المتناقصة للأفراد من الناحية الأخرى دوراً مهماً وأساسياً في خطط وبرامج المؤسسة ، خاصة وأن هذه الخطط تتطلب المزيد من القرارات السليمة والحاسمة ومزيدا من المتابعة والتقويم ، لأن عملية صنع واتخاذ القرارات تعتبر العمل الذي يكون لنتائجه أكبر الأثر على سير المؤسسة وتطورها وعلى نجاح قيادتها الإدارية وتقدمها في مجال العمل والإنجاز ، وما يزيد من اهمية القرارات في مجال الادارة التعليمية ، ما تشهده المؤسسة التعليمية من مشكلة تعدد وتعقد اهدافها ، ووجود التعارض بين هذه الاطراف احيانا بحيث لم تعد المؤسسة التعليمية تسعى لتحقيق هدف واحد كما كان من قبل ، وانما عليها ان تسعى الى تحقيق الكثير من الاهداف المعقدة والمتشابكة ، مما زاد من التحديات التي تواجه قيادات هذه المؤسسات ، وما سيتبعه من صنع الكثير من القرارات لمواجهة هذه الصعوبات . وأوضحت الكثير من الدراسات في مجال الإدارة ان مهمة الادارة التعليمية هي اتخاذ القرارات التربوية والتأكد من تنفيذها ، ومما لا شك فيه ان قدرة الادارة التعليمية على تحليل وتقييم جمع البيانات اللازمة لاتخاذ اي قرار تربوي أمر مهم جدا ،* مما يؤدي الى ضرورة تقسيم عملية اتخاذ القرارات التربوية وتوزيعها ، ونتيجة لذلك تظهر مشكلتان اساسيتان عند تصميم الهيكل التنظيمي للمدرسة او للمديرية التعليمية، او للوزارة المركزية ، الاولى هي : على اي الاسس يجب ان يتم تقسيم هذه العملية ثم توزيعها على المختصين ، والثانية هي : كيف يمكن التنسيق بين القرارات التربوية المتعددة وتنفيذها.

والأمر الأهم بعد اتخاذ القرارات يجب أن ندرك أهمية الشركاء في تنفيذ القرار وبالتالي يجعل هذه العملية ذات جهد جماعي مشترك ، لا نتيجة لرأي فردي ولا يترك تنفيذها للقناعات الشخصية ، وهنا يأتي دور متخذ القرار وهو المدير* وهنا يتصف المدير بأنه متخذ قرارات وان قدرته على اتخاذ القرارات وحقه النظامي في اتخاذها هو الذي يميزه عن غيره من اعضاء الفريق ولذلك فان صنع القرار بالرغم من ان له اصوله العلمية، فإن نجاحه يعتمد في المقام الاول على كفاءة معالجة جوانبه وادارة مواقفه ولهذا فانه من المهم تحديد طبيعة عملية صنع القرار والاطراف التي لها دور فيها وما يحتاجه متخذ القرارات من مهارات تعينه على صنع القرار وادارة مواقفه. ومن الملاحظ ان المدير يواجه بعض المشكلات ما يتطلب منه التمييز بين القرارات الروتينية والقرارات التي تتطلب حسم للمحافظة على هيبة المؤسسة التي يديرها* والمحافظة على روح العلاقات الإيجابية وخاصة المنفذين لقراراته لحل المشكلات التي من أجل اتخذ القرار .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..