رحلةُ رغم الالم امتعتني

لم تكن رحلتي الأخيرة الى المدارس الممتدة من الاشخرةِ جنوبا على ساحل بحر العرب كسابقتها من المتعة والإثارة لأسباب شخصية ، ولكن استدعت ظروف العمل ان اتواجد مع أعضاء اللجنة المحلية خلال يومي الأربعاء و الخميس في الفترة من 22-23/3 لنحط رحالنا أولا في مدرسة المكارم ، وقد اطلعنا على ما يبذل من جهد من قبل المعلمات بتلك المدرسة ومساعي الإدارة الى تحسين الوضع وتطويره ليكون بشكل افضل ، ثم استكملنا الرحلة الى مدرسة روضة المعارف ، وكما هي العادة تشعر يان هناك جهود تبذل و مساعي للتطوير و التحسين و بين تلك وذاك جمعتني الظروف بحضور جلسة الإدارة الطلابية و التي استهوتني كثيرا وبدأت تدخل المتعة والراحة الى نفسي شيئًا فشيئاً ، فجهد مشرفة الإدارة الطلابية والمتعاونات معها واضح بينٍ في عطاءِ طالبتهن ، لم اكن أتوقع حواراً بتلك الروعة ، فطالباتٍ اعمارهن تتفاوت من الصف الخامس الى الصف العاشر لديهن جرأة وثقافة واسعة واستدلال من القران والحديث و تقبل للراي الاخر و تحفظ على بعض الجوانب اشعرنني بأن الجهد المبذول له ثمرة وان العمل الخالص لوجه الله يؤتي ثماره بقدر الإخلاص والايمان به ، فشكرا لهن جميعا إدارة ومعلمات وطالبات على جهودهن واسأل الله لهن التوفيق والسداد .
في حدود الثالثةِ مساً كنا على مرافئ شنه لاستقلال العبارات الى الشامخية والتي وصلنا إليها في حدود الرابعة و استقبلتنا بنسمات الهواء العليل وجوًا كسته الغيوم كأنها فرحة مستبشرة بمن اتاها زائراً ليلة الخميس ، مر بنا الوقت سريعا لنبدأ رحلة جديدة في اليوم الثاني وقد حرصنا ان نبدأ من مدرسة مشاعل العلم و التي وضعتنا امام صورة إبداعية قل ما نشاهد مثلها ، نعم انه تناغم الفكر مع روعة العطاء و عذوبة الذوق مع الرؤى الحالمة الطامحة للتحليق في سماء الابداع والخيال جهد خرافي و عمل رائع استهدف المرافق والارواح بين أروقة المدرسة ، ان من تحملت دفة القيادة هناك اراها رسمت صورة في خيالها و لم تتخيل أي معيق سيحول دون تحقيقها فكانت أولى خطواتها وضع هذه الصورة في اذهان فريق عمل متجانس بل تجاوزت ذلك الى استشعار هذه الصور بشكل مستمر و دفع الفريق إلى العيش في تلك الصورة ليدفع بمشاعل العلم الى مراتب العُلاء والتسامي وبدأت تكتمل ملامح تلك الصورة في اذهان المعلمات لتنتشر منها الى عقول المتعلمين و الذين اصبح هذا الكيان جزء من اهتماماتهم اليومية في الحياة فاستشعروا عظمة جهود إدارة المدرسة والمعلمات وبدوا هم أيضا بالمساهمة في اكمال أجزاء من تلك الصورة ، وانا اتجول في مشاعل العلم اردت ان أتأكد من قناعتي بأهمية التلاحم بين افراد المجتمع المدرسي في ترسيخ المفاهيم لدى الطلاب واستثارة الدافعية فيهم للتعلم وما من دورٍ للبيئة التعليمية في تحفيز المتعلمين وهذا فعلا وضعني اما طلبة الصف 2/4 ليدور بيني وبينهم نقاشا واسعا تبين لي مدى إدراكهم و وعيهم ببعض القضايا التي تهمهم وهم في هذه المرحلة العمرية التي تتراوح بين سبع سنوات الى ثمان سنوات .
إلى مدرسة مشاعل العلم إدارة ومعلمات و متعلمين كل آيات الشكر و العرفان بالجميل والإخلاص والاتقان في مسيرة العمل و هذا الوطن يستحق منا ان نضاعف الجهد و ان نحافظ على ثروته وموارده البشرية ...وفقكن الله و كلل مساعيكن بالنجاح و السؤدد.
ليس ببعيد عن اسوار مدرسة مشاعل العلم هناك صرحٌ اخر حلقَ باسمهِ عالياً ليقول بأنني الأفضل والاكفاء وهو بذلك قد رفع شعار التحدي للجميع بأنه لن يتنازل عن المقدمة ابدأ ، بهذه الكلمات انهينا لقاؤنا الأول في مدرسة مصيرة للتعليم الأساسي في منتصف الفصل الدراسي الأول وبنفس الكلمات استفتحنا زيارتنا لها في منتصف الفصل الدراسي الثاني ، إلا ان هذه المرة كانت الأفعال تفوق الاقوال كثيرا جهد مميز وتعاون فريد و متابعة وحرصة من قائدة دفة المدرسة وهناك فريق عمل اتقن اللعبة جيدا من خلال الزيارات التي تمت خلال الفصل الدراسي الأول فكل ما كنا نتمناه وجدناه في مصيرة ، بعظهم يلوح بأننا نهتم بالمظاهر الجمالية وانا أقول لهم بأننا بشر نعشق الجمال في كل شيء في حياتنا ، فكيف لنا ان لا نعشقه في مدارس بها فلذات اكبادنا واغلى ثرواتنا .
ان الجهد الذي استهدف الطالبات في وعيهن و مفاهيمهن وقيم السلوك لديهن لم يكن منفردا عن ذلك الذي اهتم بالمبنى المدرسي فتكامل الدور بين الجانبين وضعنا اما عبقريات في جلسة الإدارة الطلابية وطالبات تقردن بأسلوبهن الحواري الى ما فاق الحد المأمول ، وقد اكتملت جوانب الملحمة من خلال نمذجة السجلات المطلوبة ببصمة مصيرية متميزة لم نشهد لها مثيل . ان البيئة الصفية في مدرسة مصيرة جمعت كل الأسباب التي تمكنها من تحقيق رغبة الإدارة والمعلمات و هنا أؤكد على أهمية دور مربيات الفصول في مشاركة الطالبات مسئولية الاهتمام بالبيئة الصفية ومشاركتهن أنجاز ما يحقق البيئة المثالية لأهميتها و دورها الكبير في دفع دفة التعليم والتعلم و معالجة السلوك وخلق مجتمع مدرسي مثالي يتسم بالتعاون والتفاني والإخلاص .
مدرسة مصيرة للتعليم الأساسي اكدت لي وأثبتت ان الاستفادة من تجارب الاخرين لا تعني التقليد بل تعني التمجيد والانطلاق الى عالم جديد والامتياز بالتفريد هناك وقفت على عمل خالصٍ متقن بجودة الاتقان الحقيقية المثالية .
كل الشكر لمدرسة مصيرة إدارة ومعلمات وطالبات و ربما أصبحت الرؤية قريبة جداً من ان تتحقق وساترك الصور تتحدث عن جهود تلك المدرسة الشامخة في شامخة عمان وأيضا يعض الصور لمدرسة مشاعل العلم .



صورة مرفقة http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335683 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335683 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335683 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335683 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335683 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335736 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335736 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335736 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335736 http://forum.moe.gov.om/attachment.p...1&d=1490335736



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..