E دفترُ غريبة .. و حكايات أخرى .. الجزء 1 e
أدركُ و أدري تماما أن ما سأتحدث عنه من مشروعات و فعاليات في هذا الموضوع هو تقصير مني في حق تلك المشروعات التعليمية .. فالمشروع ليس وليد اللحظة أو من السهل تحقيقه في غمضة عين..فجميعنا يدري أن المشروع يمر بمراحل وقد تكون كلها صعبة و تعترضها العراقيل لكن أمام إصرار صاحب المشروع و قوة عزيمته و دوافعه وأسبابه فأن تلك العراقيل والحواجز ستتحطم و سيُحلقُ المشروعُ عالياً فوق مراحله العديدة بدءاً من إيقاد الفكرة .. مرورا بالتخطيط لتنفيذه ورسم أهدافه و خطة سيره .. و انتهاءاً بتنفيذه ثم تكريم الفاعلين في إنجاحه..لذلك فالحديث عن مجموعة من المشروعات و الفعاليات تحت عنوان واحد و في موضوع واحد هو فعلا تقصير مني..فتلك الجهود التي يتفانى أصحابها تستحق توسيع مساحات الحديث عنها و هذا ما سأعمل عليه في الموضوعات القادمة.
اليوم لي معكم حديث من الشرق والغرب.. من الصحراء والمدن .. من صفوف الحلقة الأولى من التعليم الأساسي و من صفوف الثاني عشر.. ومن مدارس الإناث و مدارس الذكور أيضا ..سأستعرض من خلال هذا الموضوع مشروعات و مواقف صفية و مبادرات وفعاليات تتعلق بمادة اللغة الإنجليزية.
1. دفتر غريبة..
أورد لكم نص الرسالة التي وصلتني على الواتساب من معلم اللغة الانجليزية للصف الثاني عشر بمدرسة الطحايم للتعليم الأساسي 1-12 الأستاذ نبيل عبدالمجيد والتي وصلتني بتاريخ الأحد 19 مارس 2017.
(*دفتر غريبة*
اليوم وقبل انتهاء الحصة الأخيرة مع الصف الثاني عشر أوكلت لإحدى الطالبات مهمة جمع الدفاتر لأقوم بتصحيحها و حين هممت بالانصراف استوقفتني إحدى الطالبات قائلة: "أستاذ هذا دفتر غريبة" استلمت الدفتر وأنا أتساءل في نفسي، غريبة غائبة منذ أسبوعين وهي الآن في تايلاند لإجراء عملية جراحية. وضعت الدفاتر والكتب على المكتب في غرفة المعلمين وانصرفت. رجعت في المساء لتحضير درس الغد وتصحيح الدفاتر، أخذت أتصفحها واعدل بعض الأخطاء حتى استوقفني دفتر لميكن عليه اسم، لكني اذكر انه هو دفتر غريبة لما استلمته وذلك للونه وشكله المميزين. تصفحت الدفتر فتفاجئت بأن جميع الدروس موجودة الي تاريخ غير بعيد وهو يوم الخميس الماضي16/3كما أن هناك اختلافا في الخط. ابتسمت وأنا اكتب بعض الملاحظات على الدفتر وعادت بي الذكريات الي سنوات الدراسة لما كنت في السنة النهائية، تعرضت المدينة التي أعيش فيها الى فيضان احد الوديان وغمرت المياه الكثير من المنازل. للآسف إحدى الطالبات تضرر منزلها وتسرب الماء إلى بعض الدفاتر وأتلفها، كان عليها ان تعيد كتابة الدروس لان الاختبارات على الأبواب. تبادرت إلى ذهني فكرة فقمت مع بعض طلاب الصف بشراء دفاتر وتولينا نقل جميع الدروس إليها ثم قمنا بتسليمها الدفاتر. ولكم ان تتخيلوا ردة فعلها وشدة فرحها بالدفاتر. ما أجمل تلك الأيام.) انتهى!
كان ذلك هو نص الرسالة التي وصلتني من معلم تعلمت منه الصبر و الابتسامة..فالأستاذ نبيل الذي يدرس في الطحايم للسنة الثالثة تقريبا لا تسمع منه إلا عبارات إيجابية محفزة .. و لا ترى على وجه إل االابتسامة..
في واقع الأمر فرحت كثيرا بهذه الرسالة .. قرأتها عدة مرات .. تحدثت بها مع أصدقائي..أخبرتهم ان الصحراء وفية..تحفظ العهد و تحب المخلصين..فالأستاذ نبيل الذي يُلقي التحية على رمل الصحراء صباح مساء و يهتم بتعليم أبناء الصحراء كل يوم ويبذل لهم ما يستطيع بذله..ترد له الجميل..تقدم له ذكريات جميلة لن ينساها..وتهديه لغة شاعرية كما أهدت امرئ القيس ذات زمان معلقة لازالت البشرية تستطيب وزنها و قافيتها و بكاءها و ألفاظها وكيف لا نتلذذ بها و هي كانت ذات يوم معلقة على جدران الكعبة الشريفة.
وقد يسأل أحدنا سؤال .. ما الذي يجعلني أكتب عن رسالة الأستاذ نبيل فهي ليست فعالية تعليمية او مشروعا تربويا؟! وقد تكون إجابتي على ذلك أن الموقف الإنساني الذي أخذ طلاب صف الثاني عشر بمدرسة الطحايم على عاتقهم فعله هو بحده قيمة أنسانية عظمى و موقف أخوي مشرف..فالصف الدراسي الذي يتعاون فيه الطلاب لمساعدة زميل لهم و العمل بروح الجماعة هما صورة من صور ( أحب لأخيك ما تحب لنفسك).
والنص كما قرأتموه .. لا يحتاج التفسير و شرح.. لقد ألهمت صحراء الطحايم قريحة نبيل كما ألهبت عاطفته اللغوية..فالصحراء كصهوة الحصان الجامح..لا يتقن مسك لجماها و لا يعتلي صهوتها إلا فارسٌ فذ..فجزيل الشكر لصحراء الطحايم بنجومها و نسائمها و رمالها و مفرداتها لاتاحة الفرصة للاستاذ نبيل ليجري بحبره على دفتره او على صفحات الواتساب مسجلا نصاً جميلا عن غريبة و دفترها.. فشكرا مرة أخرى للأستاذ نبيل و لمعلمي مدرسة الطحايم وإدارة مدرستها و نسأل الله العافية للطالبة غريبة..طالبة الصف الثاني عشر/2.
هذا العنوان في واقع الأمر أحاول فيه جمع المفردات الرئيسية التي تتضمنها أسماء المشروعات و الأفكار التي تنفيذها معلمات اللغة الانجليزية في مدرسة بلادبني بوحسن تحت قيادة المبدعة المعلمة الأولى الأستاذة فاطمة الشكيلية..
ولم أكن مستغربا حين تحدثت إليَّ الفاضلة مديرة المدرسة عن تغريدة الأستاذ سالم المخيني و التي يتحدث فيها عن مشروعات و أفكار مادة اللغة الانجليزية التي تطبقها معلمات المادة بالمدرسة..حيث أبدت مديرة المدرسة سعادتها بتلك ال140 حرفا التي تضمنت إطراءا و ثناءا لما يبذل من جهود من قبل معلمات مادة اللغة الانجليزية.
وبعد تنفيذ أربع مشاهدات صفية مع المعلمة الاولى فاطمة الشكيلية و المعلمات زهية الحكمانية وشغيلة الحكمانية و سليمة الراجحية.. كان من الواضح جدا أن تلك الأفكار المطبقة والمشروعات المنفذة قد آتت أُكُلُها... فتعطلت حينها لغة الكلام.. لم أجد مفردات الشكر التي تكفي و تفي حجم تلك الجهود المبذولة..سجلتُ عبارات الشكر على دفاتر التحضير و دفاتر الطالبات و ملفات المعلمات .. أخذت إلى بيتي مجموعة من دفاتر الطالبات اللواتي تفنن في استخدام اللغة الانجليزية بإسهاب محمود و أطناب رائع للاطلاع على تلك الأعمال التي تميزت بطرح أفكار متميزة.
و هنا أسجل أيضا بعضاً من تلك المشاريع التعليمية التي تطبقها معلمات اللغةالانجليزية بمدرسة بلاد بني بوحسن:
- Fast Speller ..والذي نُفذ على مراحل حيث كانت المرحلة الأخيرة منه هي أن تقول المعلمة 20 مفردة وعلى الطالبات خلال 5 دقائق تذكرها و كتابتها كتابة صحيحة..لاحظت التنافس القوي بين الطالبات في حفظ المفردات والحماس للفكرة..
- مشروع 2 minutes listening ومشروع 2 minutes writing-
- مشروع students' team teaching حيث تقوم الطالبات بتدريس الحصة ..تستخدم الطالبات وسائل إيضاحية و تقنيات شائقة كما يطبقن مسابقات بين المجموعات مما يعمل على بث الحماس والتنافس بين الطالبات.
- مشروع 1000 dictionary .. حيث يركز المشروع على أهمية المفردة في تعلم اللغة .. وحينما تشرفت بزيارة المدرسة في بداية ديسمبر الماضي.. كانت الطالبات المشاركات في المشروع قد أنهين مرحلة ال300 كلمة.
تتسم الأفكار و المشروعات التي تطبقها معلمات اللغة الانجليزية بمدرسة بلاد بني بوحسن بجعل الطالبة هي محور المشروع..كما انها تحث على سرعة الأنجاز حسب الوقت والمرحلة المحددان..وتعمل على توفير فرصة المنافسة والابداع..كما انها تحاول أن تشمل جميع مهارات اللغة من تحدث واستماع و كتابة وقراءة وقواعد ومفردات.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
