مخدة وصلاة فجر

فتحت ستارة شرفتي منتظرة الفجر الجديد , فرأيت ذرات الرمال تتصارع من بعيد ... شيئاً فشيئاً تتصاعد نحو السماء فقلت : لعل هناك رياح قادمة ,

و وجدت أغصان الشجر تتساقط من عزتها الى ذلة منكسرة ,فقلت : مالها أَبَت مداعبةَ أرواح النسيم ؟.

رأيت غيماً قد تراكم في السماء , فمددتُ يداي لأصافح قطرات المطر و عادت يداي مُحملة بالدماء , فما بالها السماء تدر لنا الدماء ؟.

ربَّتُ على قلبي لأشعر بالأمان و أكرر "ما زال الفجر لم يأتي " ...

ألقيت ناظري من جديد لعلِ أرى الناس الى مسجد قريتي يفدون لعلهم هم أيضاً يستقبلون فجراً جديداً, فرأيت مسجد قريتي قد أصبح كالهشيم.

بعثتُ في بريد الهواء صوتاً معلقاً بعبرةٍ منكسرة أنادي الفجر أن يصحو من نومه العميق فلم يصل اليّ أيُّ جواب ...


" هل الفجر لن يعود ؟".

اسرعتُ نحو مخدتي لأختبئ من الواقع و أعيش في حلم ينسيني ما رأيت , اغمضت عيني , بعدها سمعت صوتاً عذباً يناديني لصلاة الفجر انه صوت أمي , استيقظت من نومي ووجدت أنني كنت في حلمٍ مخيف , حلمٌ جسّد لي واقع البشر المرير , واقعهم و هم يقتتلون دون حوارٍ هادئ , و واقعهم في الاستسلام و تركهم هويتهم , حقيقةُ ترك الناس دينهم و هجر المساجد فأصبحوا كالمجانين.

أدركت من حلمي

أن ما نحتاجه مخدةٌ تنزع منا الحقد و تجعلنا في أمان , أن ما نحتاجه صلاة فجر ,

ما نحتاجه حقاً هو قلب سليم لنكون بخير

بقلم ابنةالفيحاء


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..