السياحة في محافظة مسندم.. وتطلعات لتعزيز المساهمة في الاقتصاد الوطني
السياحة في محافظة مسندم.. وتطلعات لتعزيز المساهمة في الاقتصاد الوطني
تضم مقومات طبيعية وحضارية
بخاء – أحمد بن خليفة الشحي –يناير 2018م
يعد نشاط السياحة من الأنشطة الاقتصادية المزدهرة والمتطورة عاما بعد عام سواء من حيث الإنفاق على الاستثمار فيها أو عائداتها التي تتزايد مع تزايد الاهتمام بهذا القطاع، وقد حرصت السلطنة على تنمية وتطوير القطاع السياحي نظرا للتنوع الكبير في الإمكانيات السياحية خاصة الطبيعية وما تزخر به من معالم حضارية وثقافية تسهم في تعزيز هذا القطاع وإسهامه في زيادة معدل الدخل الوطني وتوفير فرص العمل للشباب العماني.
مقومات طبيعية
وتنفرد محافظة مسندم بالأخوار البحرية الطبيعية والمسطحات المائية الساحلية ذات الجوانب العالية شديدة الانحدار والتي تجذب سنويا آلاف السياح لما تتميز به من جمال وهدوء وتنوع في الأشكال الصخرية الساحلية ومن أشهر هذه الأخوار خور نجد وخور شم والحبلين وخور غب علي إلى جانب الجزر المتناثرة كجزيرة الطير والتلغراف وكذلك الشواطئ الرملية الذهبية النظيفة والمناسبة للتخييم والاستجمام مثل شواطئ قدا وموخي وبصا وحيوت وحل إلى جانب الجبال الشاهقة التي تقف شامخة وشاهدة على جمال الطبيعة في المحافظة كجبل حريم الذي يعد من أعلى قمم جبال مسندم ويبلغ ارتفاعه 2.087 مترا تقريبا وسهل السي الذي يقع جنوب خصب وهو عبارة عن هضبة زراعية تكثر فيها الأشجار والحشائش وخاصة بعد هطول الأمطار.
مقومات تاريخية
كما تمثل المقومات الحضارية والتاريخية المتمثلة في القلاع والحصون عنصرا مكملا للمقومات السياحية الطبيعية والتي تعطي زخما وثقلا للولايات الأربع في المحافظة لتشهد على حضارة تاريخية أقامها الإنسان في بيئة جبلية وعرة ولتظل رمزا للعطاء ورمزا لتحدي الطبيعة القاسية ومنها قلعة خصب التي تم ترميمها عام 1990م من قبل وزارة التراث القومي والثقافة واتخذتها وزارة السياحة حاليا كمتحف تاريخي يعرض مسيرة الإنسان العماني وتفاصيل حياته الجبلية والبحرية، كما يوجد حصن بخا وحصن السيبة وقبور سقطة ومنطقة سبطان الأثرية التي تعتبر من أهم المزارات بولاية دبا، وفي ولاية مدحاء فهناك مخازن الجهل ( مخازن سرية) قديمة والعديد من المقابر القديمة والرسومات والنقوش الصخرية التي تعود إلى ما قبل الإسلام ومن أهم المقابر الأثرية مقبرة (السمكة ومقبرة حجر بن حميد) ويوجد بها اكبر متحف خاص بالسلطنة يحتوي على أكثر من (13000) قطعة أثرية.
ونظرا لأهمية قطاع السياحة في محافظة مسندم أجرت (عمان) مجموعة من اللقاءات رصدت من خلالها أهم الجوانب المتعلقة بهذا النشاط من عوامل محفزة وأخرى تمثل تحديات وصعوبات في هذا القطاع الرائد من قطاعات الاقتصاد الوطني.
استراتيجية سياحية
المكرم الدكتور حسن بن علي المدحاني عضو مجلس الدولة يقول لقد حبا الله سبحانه وتعالى محافظة مسندم بموقع جغرافي فريد ومتميز وبطبيعة خلابة وبمقومات سياحية متنوعة بتنوع جيولوجية وتضاريس ولاياتها الأربع خصب وبخاء ودبا ومدحاء، وتعتبر المحافظة من أهم الوجهات السياحية في السلطنة التي يقصدها السياح من كل بلدان العالم، وذلك لعدة أهداف منها الاستجمام وممارسة بعض الهوايات كتسلق الجبال والغوص والتعرف على المواقع الأثرية وأيضاً لإعداد الدراسات والبحوث العلمية. وأشار إلى الدور البارز لوزارة السياحة في تعزيز الخدمات السياحية والترويج السياحي للمحافظة وغيرها من الأدوار الهامة التي أولتها هذه الوزارة جل اهتمامها . وأكد أهمية وضع خطط طويلة المدى للسياحة في المحافظة وتعزيز الاستثمار في هذا القطاع المتنوع وتسهيل إجراءات المستثمر السياحي مما يساعد في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية في المحافظة وتوفير فرص وظيفية لأبناء المحافظة.
حوافز استثمارية
حامد بن محمد زمان الرئيسيرئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة مسندم يقول توجد هناك العديد من الحوافز التي يمكنها أن تشجع المستثمرين لاستغلال ماهو متاح من فرص في قطاع السياحة بمحافظة مسندم نذكر منها توفر العديد من المواقع الجميلة والأراضي الجاهزة للاستثمار والتي تتوفر فيها خدمات البنية التحتية الأساسية من كهرباء ومياه واتصالات وغيرها ووجود العديد من التسهيلات السياحية المساندة كالمطاعم ومكاتب السياحة والسفر إضافة إلى توفر الظروف الأمنية الملائمة ولا ننسى أيضا الدور الكبير الذي يلعبه كل من مطار خصب وميناء خصب من خلال جذب أكبر عدد من السياح وتسهيل الخدمات بالتعاون مع المكاتب والشركات السياحية الموجودة بالمنطقة مما يؤدي إلى تنمية وتنشيط القطاع السياحي.
ويضيف أن هناك حاجة لتعزيز القطاع السياحي بالمحافظة إلى إنشاء وتعديل بعض الطرق التي تربط بعض الأماكن السياحية للتمكن من استغلال هذه الأماكن، وزيادة عدد الفنادق والشقق الفندقية وإنشاء محلات تجارية كبيرة تستوعب أكبر عدد من المستهلكين والسياح إلى جانب إنشاء سوق تقليدي متكامل يوفر ما يحتاجه السياح وتفعيل دور مطار خصب لاستقبال رحلات دولية.
تسهيلات سياحية
محفوظ بن محمد الحميدي من ولاية بخاء يقول: تعتبر السياحة من المقومات الأساسية في محافظة مسندم فقد حبا الله المحافظة بشواطئ جميلة وجبال راسيات شامخات وخلجان تسر الناظرين بالإضافة إلى تواجد القلاع والحصون، مشيرا إلى أن المحافظة تستقبل سنويا أعدادا كبيرة من السياح من داخل السلطنة ومن عدد كبير من دول العالم، وهناك العديد من المشروعات السياحية التي توفر خدماتها للسياح . وأكد أن تعزيز القطاع السياحي في المحافظة سيسهم بلا شك في تنميتها وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية. وأشار إلى دور القطاع الخاص إلى جانب دور الحكومة في تطوير هذا القطاع وجلب الاستثمارات وإنشاء العديد من المرافق التي تسهم في تنشيط السياحة في المحافظة لما تتميز به من مواقع جميلة وجزر ومناطق بحرية ذات تضاريس مختلفة ومرتفعات جبلية ومواقع طبيعية.
تحسين الخدمات الإيوائية
محمد بن درويش الشحي من ولاية بخاء يقول إن السلطنة تشهد هذه الأيام طفرة كبيرة في المنظومة السياحية، وتعتبر محافظة مسندم من المناطق الواعدة لرفد القطاع السياحي وبالتالي تنويع الاقتصاد الوطني وزيادة مساهمتها فيه. وأشار إلى أهمية الجانب الإيوائي من حيث الفنادق والشقق الفندقية والخدمات الضرورية كالمطاعم والمقاهي والخدمات المرتبطة به من العناصر، لتنشيط هذا القطاع وزيادة عدد السياح في محافظة مسندم وهو جانب ما تحتاجه المحافظة خلال الفترة القادمة.
