عرس مسندمي لن ينسى... - بقلم حليمة بنت سعيد الشحي
منذ عام 1989 م سطع نوره في أرجاء مسندم في كل بقاعها ومن ثم تلاشى هذا النور طيلة السنوات الماضية،ولكن أبى هذا النور المغيب طويلاً فعاد من جديد لينشر ألق نوره في أحضان مسندم التي كان أهلها في حالة ظمأ شديد،نعم ظمأى تريد الإرتواء بلقاء قائدها الفذ المفدى صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه.
فحين الإعلان عن خبر مقدمه الميمون لمسندم عمت الفرحة في قلوب أهلها صغاراً وكباراً رجالاَ ونساءَ،وكذلك الحال لدى سائر الجمادات وقفت وقفة نبيلة معها،فنرى القلم يسطر أجمل الحروف بلسان صاحبه معبراً عن فرحته،ونرى ريشة الفنان تمحي أثر العبوس في مسندم لترسم إبتسامة الفرح على وجه البشر،وإن رسمت الدموع فهي بطبيعة الحال دموع فرح للقيا غالي غائبٍ من سنين،والحال نفسه مع الطبول والسيوف والجرز أبت مفارقة أيدي المسندميين لتصنع سمفونية رائعة تليق بمقدمه السامي.
فمسندم غدت عروساً تزينت كل من يقع تحت مظلتها : خصب،بخاء،دبا،ومدحا،فالشوارع والمنازل والسيارات أبت إلا أن تتزين بثلاث ألوان تعكس وطنيتنا،وصور القائد المفدى تألقت في كل أرجاء مسندم مثلما هي معلقة في قلوب أبناءها قبل الجدران والشوارع والمباني وقبل أن تصل حتى بين أيدي أبناءها،فمسندم بطبيعتها الخلابة وجبالها وبحرها ورمالها زادت تألقاً بالتغير الحاصل.
ومرت الأيام وجاء الموعد المنتظر من سنين موعد لطالما حلم به الجميع بالزيارة الميمونة لصاحب الجلالة حفظه الله وكان ذلك بتاريخ 23 / 10 / 2012 م،تاريخ سيسجل في التاريخ المسندمي لا بل سيسجل في التاريخ جله،حيث استقبل جلالته باستقبال يليق بمقامه الكريم أولاً وباستقبال يعكس طبيعة مسندم ببحرها الساحر ثانياً،إذ استقبلته العديد من "اللنجات" التي كانت تنبض بالأعلام وصور القائد المفدى ناهيك عن فرحة أبناء مسندم شيباً وشباناً أطفالاً ونساءً،فكلما اقترب الموكب السامي بيخته كلما تسارعت نبضات قلوب أهل مسندم. وأسمعت الطبول أصواتها للجميع معلنة هي الأخرى فرحها بهذه الزيارة وتعالت السيوف في سماء مسندم كيف لا وسماءها أنورت .
وصل السلطان المفدى إلى أرضه سالماً غانماً فرحاً بلقاء أبناءه المتلهفين لرؤيته ، فنراه يلوح بيده لهم تعبيراَ عن سلامه لهم،وما زالت الأفراح تتوالى في ربوع مسندم يوماَ بعد يوم نهاراً وليلاً متجلياً ذلك في فنونهم الشعبية التي تختص بها مسندم ومن خلال مسيرات الولاء والعرفان لقائدهم الغالي،فمسندم لم يكن عيدها عيداّ واحداَ بل كان عيدها عيدين عيد الأضحى المبارك والزيارة الميمونة هي بمثابة عيد آخر لنا.
وبعد يوم من العيد بدأ العرس المسندمي ابتهاجاً بالمقدم السامي حيث تشرف قائدنا المفدى بمعية من الوزراء والشيوخ بلقاء أبنائه في سيح المحاسن بولاية خصب ،حيث قدم في هذا العرس مجموعة من اللوحات الخاصة بمسندم والتي عكست حبهم لقائدهم ،ومن هذه اللوحات والفنون : فن اللقيا، التغرود،الرواح،الندبة،الرزفة والحماسية وعرض قدمه أطفال ونساء فرحاَ بقدومه السامي،وكم عشقت فرحة قائدنا التي لمحها الجميع خاصة في فن الحماسية،فرحة وابتسامة تنسي المهموم حزنه،انتهى الحفل وهتف الجميع بإحساس صادق مرددين"بالروح والدم نفديك يا قابوس". وتوالت بعدها الاحتفالات يوماً بعد يوم في أرجاء مسندم،إلى أن غادرنا صاحب الجلالة حفظه الله فجر يوم الثلاثاء حزن أبناء مسندم لفراقه ولكن من يدري لعل هناك لقاء قريب إن شاء الله.
أخيراَ يمكن القول بأن هذه الزيارة الميمونة سيكون لها الأثر البالغ في دفع عجلة التنمية في محافظة مسندم، فمن خلالها تم تكوين صورة للمشاريع التنموية التي يمكن إقامتها في المحافظة،ناهيك عن الشهرة التي تحصلت عليها المحافظة أكثر من شهرتها السابقة بسحر جمال طبيعتها فوسائل الإعلام المختلفة كفيلة بذلك والشكر والتقدير موصول لكم أيضاً موقع مسندم نت،وهذه الزيارة جعلت من مسندم نبضاً واحداً الكل يريد أن يفرح بمقدمه الميمون الكل يريد أن يعبر عما بداخله من خصب إلى مدحا،فهنيئاً لكم أبناء مسندم بهذه الزيارة السامية بعد طول غياب.
* بقلم / حليمة بنت سعيد الشحي
6 نوفمبر 2012 م