محافظة مسندم تسابق الزمن بمشروعات الموانئ والسدود
جريدة عمان
كتب ـ يوسف بن سالم الحبسي «تصوير: محمد بن ناصر العوفي
تمضي قاطرة المشاريع التنموية والاستراتيجية في قطاعي الموانئ والسدود بوتيرة متسارعة في محافظة مسندم، حيث تقترب وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من إنجاز مشروع توسعة وتطوير ميناء الصيد البحري في ولاية دبا، الذي يمثل ثاني أكبر موانئ الصيد في سلطنة عمان، ومن المرتقب أن يشهد العام الجاري الافتتاح الرسمي للميناء، بالإضافة إلى مشاريع إنشاء مرافئ غمضاء والجري بولاية بخاء ومشروع تأهيل وصيانة ميناء ليما ومشروع تأهيل وصيانة وتعميق ميناء بخاء، ومشروع تأهيل وصيانة ميناء كمزار، كما تقوم الوزارة بمشروع سد نيابة ليما بولاية خصب، إذ يجري العمل حاليا على تحليل عطاءات المقاولين، بالإضافة إلى مشروع صيانة 6 سدود أخرى بمحافظة مسندم.
مشاريع الموانئ
وقال المهندس عبداللطيف بن محمد البلوشي، مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة مسندم: إن الوزارة تعكف على تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في محافظة مسندم، ويتصدر هذه المشاريع مشروع توسعة وتطوير ميناء الصيد البحري بولاية دبا الذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 92% ويمثل ثاني أكبر موانئ الصيد في سلطنة عمان، كما تقوم بمشروع إنشاء مرافئ غمضاء والجري بولاية بخاء، وبلغت نسبة الإنجاز 99%، فيما تم إنجاز مشروع تأهيل وصيانة ميناء ليما، وتم تسلم المشروع وتشغيله، بينما بلغت نسبة الإنجاز في مشروع تأهيل وصيانة وتعميق ميناء بخاء 65%، بالإضافة إلى ذلك تقوم الوزارة بمشروع تأهيل وصيانة ميناء كمزار، وفيما يتعلق بتأهيل مواقع الإنزال في محافظة مسندم فقد تم إنشاء مجموعة من الأرصفة والمظلات في عدد من المناطق البحرية بالمحافظة.
وأشار إلى أن إجمالي الموانئ في محافظة مسندم بلغت 5 موانئ، فيما يصل إجمالي سفن الصيد الحرفي في المحافظة إلى 86 سفينة، وقرابة 2392 قارب صيد، ويصل إجمالي الصيادين المسجلين إلى 4036 صيادا.. مشيراً إلى أن الوزارة تعكف على مشروع تأهيل وصيانة ميناء الصيد البحري بقرية كمزار بتكلفة 720 ألف ريال عماني إذ يهدف المشروع إلى إنشاء قناة تصريف جديدة لتصريف المياه مباشرة إلى البحر، وذلك للحد من انجراف الصخور والأتربة إلى حوض الميناء، وتسهيل رسو القوارب من خلال إنشاء رصيف ثابت، مع تنفيذ حمايات صخرية مدرّجة لحماية الحوض، وتركيب أعمدة إنارة عالية لتحسين الإضاءة في الميناء.
الاستزراع السمكي
وذكر أن المحافظة حظيت بمشروع استزراع الأسماك الزعنفية بولاية خصب الذي تنفذه شركة مسندم العالمية للاستثمار إذ تم إنزال زريعة الأسماك بالأقفاص العائمة، وتم تركيب وتثبيت قفص بحري ليصل الإجمالي إلى 7 أقفاص، ويجري حاليا الحصاد التجريبي استعدادا لبدء الحصاد التجاري، كما تم طرح موقعين للاستزراع السمكي بولاية دبا في منصة «تطوير» بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني.
وأكد أن المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة مسندم تقوم ضمن مشروع الحملة الوطنية لمكافحة أشجار المسكيت بالقضاء على هذه الشجرة الدخيلة في مساحات شاسعة من تجمعاتها بولايات المحافظة بالتعاون مع بعض الجهات للتخلص من أضرارها البيئية، وبلغت نسبة الإنجاز 95% خلال هذه الحملة الوطنية.
مشاريع السدود
وأوضح أن الوزارة تقوم بالعديد من المشروعات في قطاع السدود ومنها مشروع سد نيابة ليما بولاية خصب إذ يجري العمل حاليا على تحليل عطاءات المقاولين لإنشاء السد، كما تقوم الوزارة بمشروع صيانة 6 سدود أخرى بمحافظة مسندم، إضافة إلى مشروع إنشاء حائط الحماية بقرية الشرية العقة بولاية دبا إذ تم الانتهاء من تحليل عروض الأسعار والتوصية بإسناد المناقصة للشركة الأفضل وتحويله لدائرة المصروفات والمناقصات بالوزارة.
وحول الدعم المقدم للقطاع الزراعي في محافظة مسندم قال: إن المديرية دعمت إنشاء حقول نموذجية بالمزارع القائمة لنخيل التمر وإنشاء حقول لأشجار الفاكهة نموذجية وقامت بتوزيع 250 فسيلة، كما تواصل المديرية العامة مكافحة سوسة النخيل الحمراء في مختلف ولايات المحافظة وذلك للتقليل من الإصابات بهذه الآفة وخصصت 36770 ريالا عمانيا لهذه الحملة، وتستمر كذلك المديرية العامة في تنفيذ مشروع التحصين الوطني بتكلفة 14490 ريالا عمانيا ويهدف المشروع إلى تحصين الثروة الحيوانية في المحافظة ضد الأمراض الوبائية والمعدية الأساسية ذات الأولوية للوقاية منها وخفض نسب الإصابة بها تمهيدا للتخلص من بعضها نهائيا، كما يعد المشروع من أهم ركائز الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأوبئة الحيوانية.
ميناء دبا
وقال أحمد بن علي العقبي الشحي، رئيس ميناء الصيد البحري بدبا: يأتي مشروع توسعة وتطوير ميناء الصيد البحري بدبا على مساحة 774 ألف متر مربع، وتوزع المشروع على أربعة أجزاء منها جزء للصيادين وكل ما يتعلق بقطاع الصيد، وقسم خاص للقطاع السياحي ومنها العبارات السريعة واليخوت، وسفن كروز، وقسم ثالث خاص بالشحن والنقل البحري، والقسم الرابع مخصص للجهات الأمنية، وبلغت النسبة الكلية للمشروع 92 بالمائة.
القطاعات الأربعة
وأوضح أن المشروع بلغ مراحله الأخيرة، حيث يشمل القسم المخصص للصيادي مصلى، إضافة إلى سوق للأسماك بالمواصفات العالمية، وورش بحرية لصيانة السفن والقوارب، ورافعة هيدروليكية للسفن واليخوت، بطاقة 150 طنا قابلة للزيادة، كما يتضمن قسم الصيد مخازن للصيادين، وشاطئا رمليا بطول 130 مترا ومصن للثلج حسب مواصفات ضبط الجودة، كما يشمل تطوير محطة الوقود المخصصة للمركبات والقوارب، والسفن، ومحلات تجارية ومباني إدارية وسوف يتم استخدام الحزام النقال في سوق الأسماك، وهي تقنية جديدة لنقل الأسماك من القارب أو من المرسى إلى داخل السوق، ويحتوي السوق على مركز ضبط الجودة، وذلك لتعزيز ضبط الجودة لتصدير واستيراد الأسماك مباشرة من الميناء، بالإضافة لوجود أراض استثمارية مستقبلية.
وأشار إلى أن القسم الأكبر في مشروع توسعة وتطوير ميناء الصيد البحري في دبا يكمن في القسم السياحي الذي يتضمن مبنى للمسافرين، ومباني سياحية مخصصة للمكاتب السياحية والمعارض، والمطاعم، والمصليات، ومراسي عائمة خصصت لليخوت والسفن الصغيرة، أو لإنزال المسافرين عبر سفن الكروز، بالإضافة إلى رصيف بطول 570 مترا، وأرض مخصصة لإقامة مشروع فندقي بمساحة 5000 متر مربع تبعد عن الشاطئ قرابة 1000 متر.
وأضاف: إن ميناء الصيد البحري ورغم الأشغال الإنشائية المستمرة على مدار الساعة إلا أنه قادر على استقبال أي سفينة سواء في الشحن البحري أو نقل البضائع أو السفن السياحية، حيث لم تتوقف الحركة فيه خلال فترة الأعمال، ويعود ذلك إلى تكاتف وتعاون مختلف الجهات المعنية ومستخدمي الميناء، ونأمل مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد أن نشهد احتفال افتتاح توسعة وتطوير الميناء بدبا. ودعا العقبي الشباب إلى استثمار الفرص في مشروع الميناء، حيث من المرتقب أن يوفر المشروع وظائف مباشرة وغير مباشرة، بمعدل 1100 وظيفة في القطاعات التجارية، وقطاعات تسويق الأسماك، وقطاعات الشحن البحري، والقطاعات السياحية التي تشمل اليخوت والسفن السياحية، مشيرا إلى اعتماد ميناء الصيد البحري بدبا كمحطة من محطات سفن الكروز على مستوى العالم، والموسم القادم سنشهد استقبال سفن الكروز، بعدما استقبلنا أولى السفن السياحية الكبيرة.
