اجرح ...اجرح.

(اجرح وعذب على ماتشتهي , الصدق يبقى والخديعة تنتهي ) خطاب لغته , لغة الواثق من كل شئ ولا يهمه أي شئ , أو اليائس من كل شي ولا يهمه أي شي , خطاب يستوي فيه كل صنوف التعذيب والتجريح , تجريح النفس وتعذيب الضمير , هذا العذاب الذي تبناه البعض كمنهجية , وخطة عمل , تعذيب يولد الشعور بالذنب , ليقوم الفرد بقمع نفسه , فلا يحتاج الى أي جهة أخرى لتقمعه , لغة لا يفهمها إلا الذي جربها , لغة الجرح والتجريح , والعذاب والتعذيب , هذا العذاب الذي لازم ( نازك الملائكة ) فأقعدها , عذاب أنهكها , وأنهك شبابها , عذاب أفقدها ابتسامتها وضحكتها , عذاب أفقدها ندى خدودها وبريق عينيها , هذا البريق الذي لم نعد نراه في عيون أخواتها . هذه الأديبة والشاعرة , افقدها العذاب النفسي والجسدي الإحساس بكل شئ , لتختفي عن العيون والوجود , لتبقى كلماتها ومفرداتها , كلمات لغتها مهذبة وراقية , لغة لاتحمل التأنيب أو التجريح , أو العذاب والتعذيب , تجريح المشرف وتعذيب المعلم , هذا المعلم المطالب بكل شئ , وهذا المشرف الملام في كل شئ , فالزيادة لا تكفيه , والمكان لا يأويه , فهذا التجريح والتأنيب لغة اليائس والبائس , هذا اليأس الذي دب في حقلنا التربوي بسبب لغة التجريح والتأنيب , هذه اللغة التي ترفضها الفلسفة التربوية وكل أدبياتها , ترفضها وتعاقب عليها , عقاب تأخر تنفيذه وصعب تطبيقه , فأصبح التعذيب منهجية للذين ليس عليهم رقيب أو عتيد , أولئك الذين يجدون متعة في اللوم والعتاب , عتاب يبعد الأنفس ويشتت الأحبة , عتاب يفرق ولا يجمع , عتاب يهدم ولا يبني , عتاب لا نقبله ولا نحبه , لكن هناك من نحب عتابه فلا يعاتبنا , ونحب عذابه فلا يعذبنا , ونحب تجريحه فلا يجرحنا , أقول له هنا : (اجرح وعذب على ما تشتهي , الصدق يبقى والخديعة تنتهي ) اجرح ......اجرح .........اجرح .



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..