منطِقِيٌ ..أنــــــــــــــــــــا

التفكير من أعظم النعم التي تهطل على النفس البشرية فجميعنا نمتلك عقولا ولكن ماينقصنا حقا هو التفكير . تكتظ حياتنا بالكثير من الأحداث وأحيانا نشعر باننا غير قادرين على استيعاب كل مايدور حولنا فتبدا عقولنا بالتباطأ في العمل وتنكمش تدريجيا وقد تموت القدرة على التفكير لدينا اذا لم نسارع باعادة تهيئة (فورمات) للعقل البشري تماما مثلما نعيد تهيئة حاسوبنا الشخصي حين نخزن عليه كل مايصادفنا من ملفات .
ان الأنغماس في الأحداث الآنية التي تحيط بالفرد قد تحوله الى مُستقبل سلبي للأفكار فلايؤثر في مجرياتها ويكتفي بالتأثر فيها فيغلب على ردود أفعاله العاطفة الجياشة والمشاعر التي تنحاز الى طرف ما أو فريق ما لأنه ببساطة غير قادر على التفريق بين مشاعره وبين فهم الواقع ومحاولة وضع رؤى وأفكار لمعالجته وتغييره.في الواقع التربوي تجد الكثيرين ممن يقول :ضاعت هيبة المعلم أو ان المجتمع لم يعد منصفا للمعلم والتعليم ,أو مهما بذلنا من جهود فالمستويات التحصيلية لاترتقي ..
وهذه الحقيقة المرة بها شيء من الصواب للأسف ...
ولكن كيف نتعامل مع مثل هذه الصعوبات هنا يكمن الفرق .
ان ترديد نفس الجملة لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا ويجب ان نعترف مع ذلك بأننا سنصبح أكثر عجزا عن فهم الصورة أو عن تبرير ما يحدث. بل إن ممارساتنا التربوية ستزداد ارتباكا وخلطا. و خيوط الكرة كلما حاولنا فكها ستزداد تعقيدا وتشابكا.فكيف للمعلم الجديد والقديم على السواء ان يفكر بمنطقية في هذا الواقع الذي يغص بالضغوطات اليومية ..
كيف لنا ان نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ؟؟
ان رؤية المشهد على حقيقته تتطلب من المفكر الإيجابي الإبتعاد قليلا عن الأحداث الآنية لكي يرى كثيرا.وان الإرتفاع فوق الهضبة قد يكشف التفاصيل والزوايا غير المرئية وهذا بدوره سيقود الفرد للتفكير المنطقي دون التأثر بمايُقال حوله .
نحن نمتلك عقولا خلاقة تحتاج فقط الى القليل من الهدؤ والصمت لبعض الوقت , لتعيد ترتيب المفردات اللغوية وصولا لجملة مفيدة ..إذ لايُعقل ان يقتصر دور العقل على تخزين ماسمع واعادة روايته لمستمع جديد ..نحن لسنا بحاجة الى مراسل أو راوي للخبر بقدر مانحتاج الى عقول مُبصرة تتدبر ايات الله في هذا الكون الواسع .
الأمر أصبح الآن أشبه بالكتابة التويترية (تويتر) فالكثير منهم يكتفي ب(ريتويت) اي اعادة تغريدات الآخرين دون ابداء أي رأي أو دون ارسال فكرة تقول للعالم عنه " أنا موجود " وهنا قد يفقد المرء قدرته على التفكير لينتهي به المطاف الى ترديد ماسمع ..
فلنفكر بمنطقية اكثر لإيجاد الحلول الممكنة للتغلب على مايواجهنا من صعوبات ولنحذر من ان نكون قاربا تتقاذفه امواج الآراء السلبية , فينتهي بنا المطاف على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة. تُدعى (لافائدة ولاأحد يقدر الجهود) ..
قال تعالى" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "سورة التوبة 105


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..