جلالته يأمر بإنشاء كلية في ولاية بهلاء تسمى "كلية الأجيال" وتعنى بتأهيل الشباب على ال
تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فالتقى عصر أمس بشيوخ ورشداء ولايات محافظتي الداخلية والوسطى وذلك بالمخيم السلطاني بسيح الشامخات بولاية بهلاء بمحافظة الداخلية في إطار جولة جلالته الكريمة في ربوع البلاد.
ويأتي هذا اللقاء استمرارا للنهج الكريم الذي أرساه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ بزوغ فجر النهضة المباركة وتعميقا للتواصل الدائم بين جلالته وأبناء الوطن على امتداد هذه الأرض الطيبة.
وقد بدأ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- حديثه الى الحضور وقال: "لا شك أنه من دواعي سرورنا أن نجتمع بكم اليوم على أرض ولاية بهلاء التي لها تاريخ عريق ومعروف في التاريخ العماني وهي أيضا من أهم المدن العمانية التي تزخر بالكثير من الموروثات والحرف التقليدية المعروفة للعمانيين جميعا والتي يعتز بها كل العمانيين".
وأضاف جلالته -أعزه الله- يقول: "ومن هذا المنطلق فإن ولاية بهلاء التي لها هذا التاريخ وأيضا هي حاضنة لهذه الحرف التقليدية والموروثات الطيبة الجميلة فنود أن نعلمكم اليوم بأننا قررنا أن ننشئ كلية هنا في ولاية بهلاء تسمى "كلية الاجيال".
ومضى سلطان البلاد المفدى يقول: "في هذا الشأن فإن الكلية سوف يكون لها شأن في تأهيل أبنائنا وبناتنا على الحرف التقليدية والصناعات الحرفية من أجل أن ينهضوا بها ويحيوها ويطوروها.. وأعتقد أن مخرجاتها في البداية ستبدأ بـ 200 شخص تمتد الى 800 شخص حسب ما هو متوقع خلال السنوات الأربع القادمة".
وقال جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- خلال حديثه الى شيوخ ورشداء محافظتي الداخلية والوسطى: "الشيء الآخر الذي نريد أن نقوله وأن نطلع العمانيين عليه من خلال الاجتماع بكم أنه في السنوات الماضية كانت هناك عدة مصادر لدعم الشباب لأن ينهضوا بمشاريعهم الخاصة وأبرز هذه المصادر كان مشروع (سند) الذي قام بواجبه -حقيقة- خير قيام لعدة سنوات وأيضا هناك مصادر أخرى في جهات أخرى موجودة في الحكومة.
وأضاف جلالته في هذا الصدد: "قررنا الآن أن نجمع هذه المصادر جميعا تحت صندوق يسمى صندوق "الرفد" يقوم بمهمة معينة.. وفي هذا الحال سيكون الرفد من أجل هؤلاء الشباب والشابات لكي يستطيعوا أن يطوروا مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة".
وأوضح جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- ان صندوق الرفد سيكون له شأن كبير "مضيفا جلالته" وقررنا أن يكون رأس ماله بداية بـ 70 مليون ريال عماني على أن يزود بـ 7 ملايين كل عام يضاف إلى رأس المال داعيا جلالته الله سبحانه وتعالى "أن يكون في هذا الصندوق الخير لأبنائنا وبناتنا".
وتطرق سلطان البلاد المفدى -أيده الله- الى النتائج التي خرجت بها ندوة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أقيمت في هذا المكان المبارك وقال جلالته إنها خرجت بقرارات: "وهذه أول مرة تخرج ندوة بقرارات وليس بتوصيات.. كان في الماضي توصيات والتوصيات يؤخذ ببعضها ولا يؤخذ بالبعض الآخر لكن من الآن وصاعدا إذا كانت هناك ندوات ستكون ندوات تقرر وليست توصي وهذه أول ندوة أقيمت من أجل أن تخرج بقرارات وخرجت بقرارات طيبة جدا وهي 14 قرارا وهي قرارات ملزمة وليست مجرد قرارات سوف يتخذ فيها اجراء.. وكما هو معلوم أيضا أنها مرتبطة بفترات زمنية بعضها فوري وبعضها سيأتي تباعا خلال السنة القادمة وما بعدها.
وقال جلالته: "ان من القرارات المهمة والملزمة التي خرجت بها الندوة التي باركناها أيضا مسألة الاراضي التي ستخصص لاصحاب المشاريع أكانت صناعية أو تجارية أو زراعية والى آخره للانتفاع بها، وهذا أعتقد هو شيء يرفد شبابنا ذكورا واناثا ويحفزهم على أن ينخرطوا في هذه المشاريع ويكون لهم شأن فيها.
ومضى جلالته يقول: "قبل سنوات إذا تذكرنا أنه كان هناك توجه لتوزيع بعض الاراضي لاصحاب الدخل المحدود ليستفيدوا منها.. أما الآن فهذا من أجل أن تبقى الأرض للانتفاع ولمدى طويل ونسأل الله أن يهتم أبناؤنا وبناتنا بهذه المجالات المختلفة".
وتحدث جلالته -حفظه الله ورعاه- عن التجارة المستترة.. وقال: "أريد أن أقول بكل وضوح هو أن نبتعد عن التجارة المستترة وليس في صالح ابنائنا وبناتنا ولا في صالح حتى الكبار منهم الذين ما من شك أنهم في فترة مضت ربما وجدوا شيئا مضرا بالاقتصاد العماني تماما ويجب أن نعي هذا الشأن ونعطيه كل الاهتمام ونعيه بأن فيه خسارة لهذا البلد".
وأشار جلالته -أيده الله- في حديثه الى مسألة تحويلات القوى العاملة الوافدة وقال: إنها أكثر من الدخل الرسمي المعروف ويتم تحويل مليارات الريالات الى الخارج سنويا مؤكدا جلالته أن على الحكومة وكل فئات المجتمع أن يقوموا بواجبهم حتى تنتهي هذه التجارة المستترة.
وأضاف جلالته -أبقاه الله-: "التجارة المستترة تأكل وتنخر في عظم الاقتصاد العماني وبالتالي تقلل الفرص المتاحة لابنائنا وبناتنا في ايجاد العمل المناسب لهم"، مؤكدا جلالته ان هذا العمل "أصبح غير مقبول جملة وتفصيلا".
وقال حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- ان القوى العاملة الوافدة أصبحت في ازدياد وزادت أكثر مما يجب.. نحن في وقت من الاوقات قررنا أو جعلنا نسبة معينة للقوى العاملة الوافدة في السلطنة وهذه النسبة معقولة.. مشيرا جلالته الى أننا بحاجة الى القوى العاملة الوافدة الآن وفي المستقبل وكل بلد في العالم عنده قوى عاملة وافدة حتى البلدان الصناعية الكبرى ايضا تعتمد في بعض الامور والأشياء على القوى العاملة الوافدة اليها.
وأوضح جلالته -أبقاه الله- ان النسبة التي راعيناها هي ان تكون دائما في حدود 30 الى 33 بالمائة من مجمل السكان وفي الوقت الحاضر لا شك ان القوى العاملة الوافدة زادت الى حد كبير جدا ولكن بعض جوانبها لها مبررات مؤقتة مثل في بعض المشاريع الكبيرة، الحمد لله، التي تشهدها البلاد مثل المشاريع في الدقم وفي بعض الأماكن الأخرى وايضا القادم وهو مشروع السكك الحديدية فما زالت القوى العاملة الوافدة هذه مطلوبة لأن أيدينا العاملة الداخلية ما زالت تتجه الى نواح معينة من العمل و-إن شاء الله- مع مرور الأيام ستكون القوى العاملة العمانية موجودة في كل المهن أو في كل هذه المشاريع.
وأضاف جلالة السلطان المعظم إنه أعطى توجيهاته السامية للحكومة ومجلس عمان الذي لا شك أنه سيقوم بمساندة الحكومة في هذا الجانب ووضع برنامج زمني للعودة على النسبة المقررة أو المطلوبة.
وأشار جلالة سلطان البلاد المفدى في حديثه الى شيوخ ورشداء محافظتي الداخلية والوسطى ان هذه القوى العاملة الوافدة تصبح عبئا على الجهات الامنية في الدولة وتكلف الدولة من ناحية، وهي عملية غير مفيدة بأي حال من الاحوال، والى جانب التصدي لظاهرة التسلل شبه اليومي الذي يأتي من أماكن أخرى بالقوارب، وتعالج هذه الامور بالروية ولا تقوم باشياء قد تكون مزعجة للبلدان التي تأتي منها هذه المجاميع وتتسلل الى البلاد، فهذه ايضا عملية مرهقة لكنها شيء لا بد منه فالجهات المعنية سوف تستمر في التصدي لهذه الظاهرة.
وأضاف جلالته ان الجانب الآخر الذي تم الحديث عنه جانب القوى العاملة التي تطلب من قبل المواطنين، وهذه لا بد من وضع حد لها وسوف نضع حدا لها، وستكون هناك قرارات واجراءات للحد من هذا الشأن لأنه حان الوقت لأن نضع النقاط على الحروف.
وأكد جلالته ان البلاد لا تنهض الا بنهوض اقتصادها مشيرا جلالته الى ان الاقتصاد أصبح نتاج جهد ابنائه وبناته