بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأبناء ثروة لا تقدر بثمن , فاحرصوا على حماية ثروتكم
بالتدريب على مهارات التربية , والحرص على طرق الوقاية
من السلبيات التي تعوق توصيل الأمانة .
** تمهيد **
يحتاج كل ولي أمر راع ومسئول عن رعيته _ ويريد آداء مهمته
في تربية أبنائه على أحسن وجه _ أن يعرف كيف تكون التربية
والخطوات والمهارات اللازمة لتكوين جيل جديد .
وليعلم الجميع بأن هذه المهارات لاتتواجد عند الشخص بالفطرة
أو تأتي له من السماء , ولكن ينبغي أن يتعلمها الإنسان ويتدرب
عليها , بالإضافة أن التعلم لا ينتهي بمرحلة أو فترة زمنية , إنما
يحتاج إلى متابعة دائمة لكل جديد وناتج من الأبحاث التربوية .
* وفيما يلي أهم النصائح التي ينبغي أن يتحلى بها الآباء والمربون:
أولا: الاستفادة من توجيهات الصالحين والمصلحين السابقين :
توجد نصائح نبوية وتوجيهات من قبل التابعين والصالحين يحتاج أن يتعلمها كل
مرب حريص على أداء مهمته على أحسن صورة , فينبغي أن يستفيد من مواقف
السابقين وخاصة السائرين على النهج الرباني .
ثانيا : الشعور بأهمية التربية :
التربية تعني إعداد الولد بكافة جوانب شخصيته ؛ الإيمانية , والجسمية , والنفسية,
والعقلية , والإجتماعية , حيث تعد الجوانب الشخصية المتكاملة أمر له أهمية , وينبغي
أن يشعر الآباء أن لهم الدور الأول في رعاية هذه الجوانب وإعدادها .
ويوجد في كثير من البيئات التربوية نقص في تكوين الإنسان , أو حصر التربية
على جزئيات فقط دون أخرى .
( فعلى سبيل المثال) : التربية الدينية يحصرها كثير من الناس في توجيهات
وأوامر أو عقوبات , والأمر أوسع من ذلك , فيوجد فرق كبير بين شخص يُعاقِبُ
ابنه حيث لا يصلي وبين شخص آخر يغرس عند ابنه حب الصلاة , (وهكذا)
وهذا هو الذي نريد حين نتكلم عن حسن التربية , فينبغي أن يفهم جميع المربين
التربية بهذا المعنى الواسع .
ثالثا : الاعتناء بالنظام في كل أمور الحياة :
من الأمور المهمة في التربية ؛ الاعتناء بنظام المنزل وفي كل أمور الحياة , فذلك
له أثر في تعويد الابن على السلوكيات الطيبة التي نريدها منه دون كلام كثير أو
أوامر وتعليمات مملة .
وأهم ما نحتاج إليه هو أن نكون قدوة عملية للأبناء في تطبيق قواعد النظام
والنظافة على أنفسنا , ولنعلم أن الأبناء يتلقون بالنظر أضعاف ما يتلقون بالسمع .
رابعا : أن يكون الآباء قدوة في الفعل قبل القول :
حيث ما أسهل الكلام وما أيسر النظريات , ولكن الأهم في التربية وإعداد الجيل
الجديد هو أن يكون الأهل وبالذات _ الأب والأم والمعلم _ قدوة صالحة يستطيع
أن يستمد منها الأولاد العون على مقابلة مؤثرات المـجـتـمع الهدامة .
خامسا : ينبغي أن يقوم المربي بعدة وسائل حتى تكون التربية
متكاملة :
( وإليكم بعض الأمثلة )
_ ارتياد المساجد بصحبة الأبناء في سن السابعة .
_ اصطحاب الأولاد في فعل الخير < توزيع الصدقات , جمع التبرعات >
_ اسـتـثـمار الأحداث التي تقع في الأسرة للنصح والإرشاد .
_ التركيز على موضوع الحب فهو خيط التربية الأصيل .
_ معرفة أصدقاء الأولاد بطريقة مناسبة وغير محرجة .
_ تعليمهم معنى العبادة الشامل , وعدم الفصل بين أعمال الدنيا والآخرة .
_ الصبر وعدم الشكوى من تربية الأولاد , والإستعانة بالله والدعاء لهم بالصلاح.
سادسا : السعي لبناء إنسان صالح :
حيث ينبغي أن يتذكر الآباء بأنهم بتربيتهم لأبنائهم يسعون لتكوين إنسان ,
هذا الإنسان من الممكن أن يكون صالحا أو يكون طالحا , ومع العلم أن هذا التكوين
يعـتـمد اعـتـمادا أساسيا على ما يتـعرض إليه هذا الشخص من مواقف في مراحل
تكوينه الأولى, مثل : الطفولة والمراهقة .
سابعا : التعرف على مواقف السابقين مع أبنائهم :
يحتاج الإنسان التعلم من خبرات السابقين , ومن المعروف أن الإنسان هو الكائن
الوحيد الذي يملك تاريخ , ومن أهم ما يميز الإنسان العاقل هو دراسة أحوال السابقين,
وذلك تمـهيد لاتباع الصالح منهم , والعظة وتجنب الطالح منهم .
ثامنا : السعي لزيادة الخبرة التربوية :
إن من نتائج إدراك الآباء لأهمية التربية أن يسعى لزيادة خبرته التربوية والإرتقاء بها,
ويمكن أن يتم ذلك من خلال مجالات عدة ؛ منها :
القراءة: فمن الضروري أن يعتني الآباء بالقراءة في الكتب التربوية .
اسـتـثـمار اللقاءات العائلية : من خلال النقاش فيها عن أمور التربية , والاستفادة
من آراء الأمهات الأخريات وتجاربهن في التربية .
الاستفادة من التجارب : إن من أهم ما يزيد الخبرة التربوية الاستفادة من التجارب
والأخطاء التي تمر بالشخص , فالأخطاء التي وقعت فيها مع الطفل الأول تتجنبها مع
الطفل الثاني ,, وهكذا ,,
فتشعر أنك مادمت تتعامل مع الأطفال بأسلوب مناسب فأنت في رقي وتطور .
تاسعا: الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين :
إن نمو الأولاد نموا انفعاليا سليما وتناغم تكيفهم الاجتماعي يتقرر _ ولحد بعيد _
بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما في تدبير شئون أطفالهم .
على الوالدين دوما إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل , ويزيد
من اتصالاتهما ببعضهما خاصة في بعض المواقف السلوكية الحساسة , فالطفل يحتاج إلى
قناعة بوجود انسجام وتوافق بين أبويه .
عاشرا : الأطفال يحتاجون إلى الانضباط والحب معا :
الانضباط يعني : تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول ,
وطفلك يتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والانضباط من جانبك.
ويجب أن يكون هناك الوعي الكافي لدى الآباء في الأخذ بالانضباط لتهذيب سلوك
أطفالهم وإزالة مقاوتهم حيال ذلك , وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم في
تبديل سلوكهم .
حادي عشر :التخلص من العادات العصبية عند الطفل :
التخلص من عادة معينة ليس أمرا سهلا , فـحـتـى الكبار يعانون إذا ما حاولوا
التخلص من عادة معينة مثل التدخين على سبيل المثال , أحيانا يستسهل الأبوان
السكوت على عادة طفلهما ويتركاه يأخذ وقته لعله يتغلب عليها بدلا من اتخاذ خطوات
لمساعدته , ولكن بالوقت والصبر يمكن أن تساعدا طفلكما في التغلب على عادته
السيئة .
فقط كونا هادئين عند التعامل مع عادة طفلكما العصبية , وركزا على معرفة سبب
هذه العادة العصبية .
ثاني عشر : التربية تبني الأولاد بناء شامخا يحقق الأمور التالية :
_ بناء شخصية الأولاد .
_ بناء الهدف الأساسي الأكبر , وهو جعل الأبناء يحققون عبودية الله وخشيته .
_ تحقيق العلم النافع الديني فيحقق الخيرية عند الله , والعلم الدنيوي لتحقيق طموح
وحاجات الحياة .
_ حفظهم عن السوء والانحراف , والفتن , والأخلاق الرديئة , والسلوك المشين .
ثالث عشر : أن يملك الآباء أدوات التربية ووسائلها :
لا بد أن يمتلك الوالدان الوسائل التربوية , والخبرة الجيدة , والنفس المستقرة ,
والطباع السليمة , ومن ذلك :
1_ قوة استحضار النية الصالحة وصدقها والثقة بالله سبحانه وتعالى .
2_ الدعاء للأبناء كثيرا والتضرع إلى الله بصلاحهم فهو من أقوى وأوجب أسباب
الهداية والصلاح .
3_ صلاح الوالد وتقاه ؛ لأن صلاح الآباء يـثـمر صلاح الأبناء _ بإذن الله تعالى _.
4_ العلم بالأحكام الشرعية والأساليب التربوية ومعرفة الخير للعمل به , ومعرفة الشر
للإبتعاد عنه .
5_ يتطلب الأمر قوة نفسية الوالد , وصحتها بحيث يكون قويا على نفسه يتغلب
على تخاذلها وفتورها , ليكون قادرا على الثأثير في أولاده .
رابع عشر : أن يكون كلا من الأب والأم متحليين بالقيم
والصفات المثالية :
(فـيـكمل كلا منهما دور الآخر في التربية , ويكونان قدوة صالحة لأبنائهما ).
خامس عشر : التعلم من قصص السابقين والمواقف التربوية :
يوجد في تراثنا الإنساني الكثير من القصص والمواقف التي ينبغي على كل عاقل
الاستفادة منها والتعلم من أخطائها والاقتداء بصوابها .
