ياسين بن أحمد الملا في حوار مع عُمان - د.خصب و الأستاذ المساعد في جامعة السلطان قابوس
جريدة عمان - 10 أبريل 2013
حوار ــ هدى الصارخي:--
تلعب التكنولوجيا دورا مهما وبارزا في مجالات الحياة المختلفة، سواء في المجال الاقتصادي أوالتجاري أوالصناعي أوالزراعي، ففي المجال الزراعي يأخذ التقدم التكنولوجي أشكالا مختلفة، متمثلا في استخدام الآلات والمكائن والمعدات الزراعية، أو في استخدام الأسمدة والمخصبات، أو متمثلا في استخدام المبيدات لحماية المحاصيل الزراعية من الامراض والحشرات الضارة ، أيضا يمكن استخدامها للحفاظ علي التربة وخصوبتها، وفي توفير عناصر غذائية للنباتات أو في إحداث تغيير نوعي في تنظيم الانتاج وغيرها من الاستخدامات الاخرى. بالتالي ستساهم هذه التكنولوجيا في زيادة الانتاج الزراعي ليس فقط الزيادة في حجم وعدد المنتجات الزراعية وإنما الزيادة في جودة هذه المنتجات. ولكن كيف يمكننا استخدام هذه التكنولوجيا في التنمية الزراعية؟ وكيف يمكنها ان تساهم في التقليل من استيراد الموارد الزراعية من الخارج ؟ وما إيجابيات هذه التكنولوجيات الحديثة ؟ وهل هناك مخاطر محتملة على الانسان والبيئة من استخدامها؟ وما ركائز نجاح استخدامها الاستخدام الامثل؟ كل هذه التساؤلات يجيب عليها الدكتور ياسين بن أحمد الملا أستاذ ومساعد بقسم التربة والمياه والهندسة الزراعية، بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس ـ في هذا الحوار.
كيف يمكن استخدام التكنولوجيات الحديثة في التنمية الزراعية وزيادة الانتاج الزراعي ؟ وما المهارات المطلوبة لتحقيق ذلك؟
ـــــ مجال الانتاج الزراعي مثل المجالات الأخرى، كالقطاع الاجتماعي أو التجاري وغيرها من القطاعات ، فالتقنيات الحديثة لابد أن تساهم في زيادة الانتاج ، مثال بسيط على ذلك : استخدام تقنية الاستشعار عن بعد هذه التقنية تفيدنا كثيرا ؛ فمن خلال الصور التي تلتقطها الاقمار الصناعية يتم تحليل هذه الصور، هذا بدوره سيسهم في الكشف عن المشكلات المهمة في البيئة مثل: تلوث التربة بسبب تداخل مياه البحر في الاراضي الزراعية ، هذه يمكن تقييمها ورسم خرائط لمدى تأثيرها حتى يمكننا التقصي عن وقت بداية هذه المشكلة،بحيث يتم استخدام صور الأقمار الصناعية وبرامج كمبيوتريه مخصصه لهذا الشيء. هذه التقنية حديثة جدا وتستغل في مجال الانتاج الزراعي.
التنمية الزراعية ركن اساسي للتنمية الشاملة اذا احسنا استخدامها اثمرت لنا ما يكفينا، برايك ما الذي يستلزم فعله حتى نحقق اكتفاء ذاتيا من هذه الموارد والتقليل من الاعتماد على الغير؟
ـــــ الاكتفاء الذاتي هذا امر لا اعتقد انه واقعي، حتى الدول الكبرى في مجال الانتاج الزراعي لابد ان يكون هناك استيراد في مجالات معينة ، ولكن يمكننا السعي للتقليل من الاستيراد من الخارج من خلال تسعير نوع من المنتجات الزراعية أو نضع لها سقف معين نصل له للتقليل من هذا الاستيراد فمثل هذه الاهداف اذا وضعت ستساهم في التنمية بشكل كبير.
أهمية البحوث الزراعية
اختلف مفهوم الزراعة عما كان عليه في الماضي فكانت تعتمد على القوة البشرية وعلى الحيوان ,اما الآن دخلها عنصر جديد وهو التكنولوجيا الحديثة وأصبح مفهومها صناعة الزراعة والذي يتبادر إلى الذهن استخدام كيماويات ومصانع التعليب وما إلى ذلك مما قد يسبب نوعا من القلق من الآثار السلبية على الإنسان؟ ما وجهة نظرك ؟
ـــــ إذا حدث أن الزراعة الحديثة تساهم في زيادة الكيماويات في المنتجات الزراعية، فأنا أرى العكس تماماً فمن المفروض أن تساهم البحوث العلمية عكس ذلك، وأنا أظن أن هذا مرتبط بعدم الإلمام أوالاطلاع على نتائج البحوث الحالية، فمثل هذه الأشياء هي التي تؤدي إلى احداث نوع من القلق من زيادة نسبة الكيماويات في المنتجات الزراعية،ومثال على ذلك أن المواطنين في الوقت الحالييسلمون مزارعهم للعامل الأجنبي وهو أبعد ما يكون عن استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، وأقرب إلى استخدام الطرق التقليدية وهذا حسب ما يراه هو فمثل هذه النوعية من المعاملة هي التي تؤدي إلى إنتاج الكثير من المواد الكيماوية غير المرغوب بها،أما استخدام التقنيات الزراعية الحديثة عكس ذلك فاستخدام البيوت المحمية على سبيل المثال من خلالها يمكن أن نتخلى عن استخدام بعض المواد الكيماوية التي تسبب الأمراض وذلك لأن في المحمية إمكانية خلق بيئة تجنب حدوث الأمراض لهذا لا نحتاج إضافةأي مواد كيماوية لمعالجتها . وبذلك نكون قد قللنا من المواد بدرجةعالية قد تصل أحياناً إلى درجة الصفر.
كل ما يصنعه الأنسان له إيجابيات وسلبيات في الوقت نفسه, فإذا كانت هذه التكنولوجيا ساهمت في زياده الإنتاج الزراعي ما المخاطر المحتملة للإنسان والحيوان أو البيئة بشكل عام؟
ــــــ من المؤكد أن الكمال لله عزوجل فلا يوجد شيء ليس له إيجابيات وسلبيات في الوقت نفسه، ولكن بقدر الإمكان نحاول أن نوجه الجهود لاستخدام التكنولوجيا لأنه سيكون معروف ما إيجابياتها وسلبياتها مسبقاً ؛ لذلك لا بد من الاستفادة من تجارب الأخرين بحيث أننا نستطيع أن نركز على الجوانب الإيجابية ونتجنب الجوانب السلبية، فهذا مطلوب قبل استخدام هذه التقنيات. لايستطيع الكل أن يطلع على البحوث ولكن أنا أعتقد إن الاستشارة والارشاد ستساهم في المحافظة على هذه الجوانب . أرى أيضا أن قلة الوعي ليس فقط فيما هي المعلومة، وإنما في استقطاب مكان المعلومة فمن يريد إنتاج شيء مجد اقتصاديا وصحياً لا بد أن يبذل جهدا للوصول لهذا الهدف .
ما التحديات التي تواجه المزارعين في تطويع هذه التكنولوجيا واستخدامها في زيادة المحاصيل ؟
ـــــ هذا شيء لا بد منه، مثلاً في بداية تطبيق نظام الري الحديث (الري بالتنقيط أو التقطير) المزارع لم يتقبل الفكرة؛ لأنه كان يرى أن الشجرة التي تروى بقطرات قليلة من الماء لا يمكنها أن تنتج ثمار ذات جودة،وهذا بسبب ظنه أن استخدام كميات كبيرة من الماء سيعطي إنتاجا أكبر. لكن هذا ليس شرطاً فلربما قطرات الماء تلك يكون لها تأثير في الإنتاج، هذا كان أحد التحديات. التحدي الثاني هو أنه في أي مجال من المجالات لا بد من معرفة كيفيةاستخدام هذه التقنيات الاستخدام الأمثل والتحدي يكمن في كيفية توصيل هذه المعلومة وتطبيقها .أيضا من التحديات الأخرى إننا نحتاج إلى خبرة وأن كانت بسيطة في مجال معين، هذه الخبرات يمكن اكتسابها من خلال الورشات و الارشاد. وفي اعتقادي أن هذا سيفتح مجالا للتوظيف خاصة خريجي كلية العلوم الزراعية لأنهم خير مساهم في هذا المجال.
أفكار جديدة
في المؤتمر الذي أقيم بالجامعة اوضحت في الكلمة التي ألقيتها أن هناك أفكارا طرحت في المعرض الطلابي هل تحدثنا عن أهم هذه الافكار ؟
ـــــ تنظيم المعرض جاء في نفس توقيت قيام المؤتمر، ولكنه من تنظيم شبه كامل للجماعة الطلابية بالكلية، ولكن حدثيين تزامنا في التوقيت نفسه هذا شيء جميل؛ لأنه ساهم في تبادل الخبرات واستفاد الطلبة من خبرات العلماء الذين حضروا المؤتمر. من الأفكار التي رأيتها أثناء تجولي في المعرض شدني جانب الهندسة الزراعية، أعجبتني فكرة الشركة التي تبنت أفكار مجموعة طلابية وحولتها إلى أجهزة حقيقية.ومن هذه الأجهزة: جهاز يقومون من خلاله بمحاكاة المطر ويتحكمون في قطراته ومدى تأثير كميات مختلفة منها على أنواع مختلفة من التربية بما أن المطر عامل من عوامل التعرية. فيراقبوا التربة ومدى حفظها للماء لأن نوعيةالتربة تؤثر في التعرية كما إن لقوة المطر تأثير في ذلك.
أيضا شدني جهاز ثان وهو جهاز يستخدم الرسائل النصية ويستطيع المزارع من خلاله تفحص جهاز الاستشعار، فمثلا في ري المزروعات توضح الرسائل له كل ما يحدث إن كان هناك خطأ أو نقص في المياه او حدث تلوث أو تسرب له فتصله المعلومة أولا بأول في لحظة وقوع الشي، فهو بالتالي يسهم في الحفاظ على الماء مما يؤدي إلى الزيادة في الإنتاج.وأخيرا استخدام أجهزة الاستشعار عن بعد في تظليل بيوت المحمية للتحكم في مستوى ونسبة الإضاءة( أي مستوى أشعه الشمس التي تدخل إلى هذه البيوت).
ما الركائز الأساسية لنجاح استخدام التكنولوجيا الحديثة في التنمية الزراعية ؟
ـــــ أنا اعتقد أن مواكبة التقنيات الحديثة والتطور أهم ما يجب القيام به بحيث لا نكون متأخرين عن ما تم التوصل إليه، حتى لا نعمل في شيء ونكتشف أنه لم يضف شيئا جديدا. فخلق شيء جديد أفضل من ذلك . وأنا أرى أن المواكبة وحدها لا تكفي فلابد أن تكون هناك مساهمة في إيجاد تقنيات حديثة ونحن ولله الحمد لدينا كفاءات تستطيع أن تساهم في تطوير وإيجاد تقنيات حديثة .أيضا إقامة الحلقات التدريبية والمؤتمرات الإقليمية للتعرف على الخبرات. ففي المؤتمر الذي قمنا به كانت هناك39 دولة مشاركة من مختلف أنحاء العالم،هذا غير المشاركين المحليين من مختلف الوزارات. مما كان له الدور الفعال في عملية الاحتكاك وتبادل الخبرات وأيضا التعرف على الجديد وخلق مساهمات وأفكار جديدة لبحوث علمية .
ما الجديد الذي ستضيفه هذه الافكار في ظل تتطور التكنولوجيا واستخدامها في الزراعة بشكل مكثف ؟
ــــــ أتمنى أن يتبنى القطاع الخاص هذه الأفكار وأن تظهر في الواقع، وأنا متأكد أن المجتمع سيستفيد منها.
رد: ياسين بن أحمد الملا في حوار مع عُمان - د.خصب و الأستاذ المساعد في جامعة السلطان ق
كنت أتمنى لو عرفتنا أكثر بالدكتور وقدمت لنا جزء من مسيرته التعليمية والعملية .
رد: ياسين بن أحمد الملا في حوار مع عُمان - د.خصب و الأستاذ المساعد في جامعة السلطان ق
رد: ياسين بن أحمد الملا في حوار مع عُمان - د.خصب و الأستاذ المساعد في جامعة السلطان ق
ماشاء الله
الله يوفقه فخر لنا حقيقه هذه الوجوه والشخصيات الفذه
وفعلا تمنينا بأن نتعرف على الدكتور اكثر