أخطـــــاء فــــي تربيـــــة الأبنـــــــــاء .. عدم وجود الإذن الصاغية للطفل يجعله ف
تربية الأبناء من المسئوليات العظيمة التي يسأل عنها الإنسان يوم القيامة كما قال رسولنا الكريم كلكم راع ومسئول عن رعيته والرجل في أهله راع وهو مسئول أن تربية الأبناء علم له أصوله وقواعده والأخطاء في التربية تكون لها نتائجها الوخيمة والسيئة علي الفرد والمجتمع وهنالك أخطاء كثيرة يقع فيها الأباء في تربية الأبناء منها.
1- انعدام التواصل
كثير من الأباء لا يدركون أهمية التواصل والحوار مع الأبناء بل ينظرون إلي هذا الحوار علي أنه ليس ذو قيمة متناسين أن ذلك قد يؤدي إلي تفكك العلاقات بين الأسرة الواحدة وعدم وجود الأذن الصاغية للطفل والاهتمام بما يقوله تجعل منه فريسة سهلة لرفاق السوء وهذا التواصل يحتاج إلي وعي وأدراك فالحوار مع الكبير غير الحوار مع الصغير والحوار مع الولد غير الحوار مع البنت فهنالك بعض الأباء يفرضون آراءهم بالقوة علي أبنائهم متناسيين أن لكل جيل ثقافته وفكره واحتياجاته.
2- عدم مراعاة الفروق الفردية:-
اقتضت حكمة الله تعالي أن يخلق الناس مختلفين في الميول والاتجاهات ومن هنا حث الإسلام علي مخاطبة الناس علي قدر عقولهم وعلي مقدار ما يستوعبون فالإسلام قد أقر بالفروق الفردية بين الإفراد وهذا ينطبق علي المجتمع المسلم والأسرة المسلمة وعلي الوالدين أن يعلما أن هنالك فروقاً فردية بين الأبناء في الفهم والإدراك.
3- عدم مراعاة المرحلة السنية للطفل:-
علي الوالدين أن يراعيا المراحل التي يمر بها ولدهما ولا يعاملانه معاملة واحدة منذ أن كان في مهد الطفولة وحتى يتخرج في الجامعة بل يعاملانه في كل مرحلة بما يصلح له ويترتب علي هذه المراحل تقدير العقاب الذي يصلح للولد أذا أخطاء فالضرب مثلاً يصلح مع الصغير ويؤدبه أما المراهق فالكلام العاطفي وحثه علي تحمل المسؤولية وأنه رجل يعتمد عليه وأما الكبير فقد يفيد معه الهجر أحياناً والغضب منه ومن هنا فقد جعل الإسلام الضرب للصغير إذا تهاون في الصلاة فيؤمر في سن السابعة بالصلاة ويضرب في سن العاشرة .
4- من الأخطاء التي يقع فيها الأباء لتربية الأبناء وهي المقارنة بين الابن وغيره سواء من أخوته أو غيرهم ولا ننسي أن لكل طفل قدرات ومهارات تختلف عن غيره ومقارنته بغيره تودي إلي إحباط الطفل وتجعله مضطرباً نفسياً وضعيفاً في شخصيته وفاقداً للثقة بنفسه كما يجعل منه إمعة لا يحسن سوي تقليد الآخرين.
5- عدم العدل بين الأبناء:-
عدم العدل بين الأولاد يؤدي إلي الغيرة ويولد العداء بين الأخوان وكم من المآسي والأحزان في البيوت نتيجة إلي الظلم والتمييز والتفريق بين الأبناء وعدم العدل بينهم .
6- عدم تحمل الأبناء المسؤولية:-
من الأخطاء في تربية الأبناء التعامل معهم علي عدم تحمل المسؤولية فنجد أن الأب مسئول عن كل شي وكل احتياجات المنزل مع أن الولد قد كبر ويمكن الاعتماد عليه ولكنه لا يريد أن يعلمه ليتحمل مسؤولية أي شئ ولا يدرك أنه بذلك يضعف شخصيته ولا يشعره بقيمة رجولته.
7- التدليل الزائد:
التدليل الزائد والتعلق المفرط بالولد وخاصة من الأم قد يؤدي إلي نتائج خطيرة علي نفس الولد وتصرفاته وقد يكون من آثاره زيادة الخجل والانطواء وكثرة الخوف ، والطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه يستعجل الأمور ويحكم علي المواقف بسرعة دون تفهم وعلي مستوي شخصي وليس المستوي الموضوعي المطلوب وتسيطر عليه الأنانية وحب الذات.
8- القسوة المفرطة:-
فالقسوة المفرطة لها عواقب سيئة منها أنها تجعل الطفل جباناً كما تولد عنده العناد في بعض الأحيان والقسوة ليس حلاً في الطريق إلي الإصلاح كما نجد العقاب الآثم للأبناء يزيد الكراهية والانتقام من النفس أو الغير وهنالك رواية لأحد الأطفال كان يلعب في داخل المنزل فكسر زجاج النافذة فجاء أبوه بالعصا وضربه ضرباً مبرحاً ونام الطفل في فراشه وهو يشكو من الإعياء والألم وكان يصرخ حتى نقل إلي المستشفي وبعد الفحص تبين أن العصا التي ضرب بها عليها مسامير قديمة أصابها الصدأ مما أدي إلي تسمم بيد الطفل فوقف الأب حائراً لا يدري ما يصنع؟؟؟ فقال الطبيب لا بد من قطع يد الطفل حتى لا يتسمم جسم الطفل بأكمله وإذا تأخرنا ربما يموت الطفل ولا يجد الأب حيلة إلا أن يوقع علي أجراء العملية.
9- عدم مراقبة الأبناء وإهمالهم :
بالتاكيد مراقبة الأبناء من اهم الخطوات التي يجب على الأباء الحرص عليها وخاصة أصحابهم.
قصة:
كسر الغلام زجاج نافذة البناء – من غير قصد شأنه شأن البشر ..
فأتاه والده وفي يده عصا – غضبان كالليث الجسور أذا زأر ..
والطفل يرقص كالذبيح ودمعه – يجري كجري السيل أو دفقه المطر ..
نام الغلام وفي الصباح أتت له – ألأم الرءوم فأيقظته علي حذر ..
وإذا بكفيه كغصن أخضر – صرخت فجاء الأب عاين فانبهر ..
وبلمحة نحو الطبيب سعي به – والقلب يرجف والفؤاد قد إنفطر ..
قال الطبيب وفي يديه وريقة - عجل ووقع هاهنا وخذ العبر ..
كف الغلام تسممت إذ بالعصا – صدأ قديم من جوانبها أنتشر ..
في الحال تقطع كفه من قبل أن – تسري السموم به ويزداد الخطر ..
نادي الأب المسكين وأسفي – علي ولدي ووقع باكياً ثم أستتر ..
قال الغلام أبي وحق أمي– لا لن أعود وما مني أتبتر ..
فكن متوازياً وحكيماً في تربية أبنائك وفي معاملتهم حتى لا تفقدهم....
