كيف أجعل ابني يحب الدراسة؟!
كيف أجعل ابني يحب الدراسة؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو منكم مساعدتي في حل مشكلة ابني.. فابني عمره 6 سنوات في الصف الأول الابتدائي لا يحب المدرسة ولا الدراسة فعندما أخبره بوقت الواجب يكاد يجن، ويتهرب بأي وسيلة حتى لا يكتب دروسه، بل بالأحرى حتى لا يذاكر نهائيا وهو لا يخاف من عقاب الأستاذ، كل شيء عنده عادي ولا يحاول مجرد محاولة أن يحسن من مستواه ، فأصبحت أيام الدراسة معه أسوأ أيام حياتي التي عشتها على الإطلاق، برغم أن أبنائي متفوقون في دراستهم ، فبنتي الكبرى في الصف الأول الثانوي وهي جدا ممتازة، وابني الآخر في الصف الثاني المتوسط وهو كذلك ممتاز، وابني الآخر في الصف الرابع ممتاز ويخاف على دراسته جدا ، والأصغر لا يحاول حتى أن يقلد إخوانه ولو 10%، فهو لا يغار من أحد ولا يهمه أحد، حتى ولو عوقب حاولت أن أشجعه بوضع النجوم له على لوح خشبي في وسط الغرفة، وتركته يلعب لفترات بل حاول البيت كله تشجيعه ولا فائدة ، فهو لا يستجيب لا في العقاب ولا في التشجيع،أما في خارج مواضيع الدراسة ، فهو يناقش ويعلق ويبدي آراءه ويعبر عما حوله بشكل جيد جدا يستطيع اللعب على الحاسب و"البلايستيشن" وفتحهما وإغلاقهما بالطريقة الصحيحة ، وفتح الملفات والبرامج بكل سهولة ، يلعب مع الأطفال ويحب كرة القدم إلا الدراسة فهي عدوه اللدود يذهب والده إلى المدرسة كل أسبوع للاطمئنان، لكن لا توجد أي بشائر تطمئن لا أدري ماذا أفعل؟
أرجوكم ساعدوني فأنا اشعر أن عقلي يكاد يخرج من كثرة التفكير في طريقة تحبيبه إلى الدراسة لم أدع أي وسيلة لكن لا فائدة.
الاجابة :
أختي الكريمة..
أشكر لك طرحك هذه المشكلة وعدم السكوت عنها، لأنك أمسكت بالخيط من أوله، وأدركت بفطنتك أنّ هناك أسباباً ومسببات تحتاج إلى تحليل والبحث عن العلاج مع استخدام المتيسر منه عمل جميل وتصرف حاني وليس هذا غريب من أم حريصة.
أختي: ابنك ليست لديه مشكلة حقيقية، ستقولين وكيف؟ أقول لك إن الحقيقة إنها مرحلة تسمى عند علماء النفس مرحلة العناد، ونعني بها فعل عكس ما يريده الآخرون ، وكلما كثر الأمر والنهي والزجر والترغيب والتهديد والوعيد حول موضوع من غير مقدمات منطقية يتجه الطفل في هذه الحالة (النادرة) إلى فعل ما يضادها، وهي مرحلة مبكرة من مراحل العناد، لذا يمكنك في هذه الحالة التعامل مع الابن من منطلق آخر وهو....
أولاً: إن الابن لا يكره المدرسة، وأكرر هذا على مسامعه يحب المدرسة والمدرس والأصحاب، ابني سيصبح بطلاً ومتفوقاً، ابني سيكون أفضل من جميع إخوانه وأخواته دراسياً، فإنّ تكرار هذا سيحدث عنده ازدواجية معيار ما يقال عنه وما يشعر به وهو كره المدرسة.
ثانياً: ما أمكن دعوة بعض أصدقائه في الفصل لقضاء بعض الوقت معه في البيت أو أن يذهب هو إليهم.
ثالثاً: التنسيق مع إدارة المدرسة ومعلم الفصل لزيارة عدد 3 أو 4 طلاب لتكريمهم في أي مناسبة ما يكون هو شارك فيها ولو بشكل جزئي، ويكرم هو ضمن هؤلاء الطلاب.
رابعاً: تنسيق رحلة أو زيارة خارج المدرسة بصحبة الطلاب والمعلم عن طريق إدارة المدرسة، مثل رحلات أو زيارات حدائق الحيوان أو بعض قرى الألعاب.
خامساً: ـ وهو أمر مهم ـ أن يقوم المعلم بتشكيل فريق الإذاعة الصباحية ويختاره من ضمن الفريق ويعطيه سطر أو سطرين، أو أنشودة لقراءتها في طابور الصباح، وأيضاً يشكل فريق النظام في الفصل ويجعله أحد أعضائه.
سادساً: تكليفه بعمل أو كتابة بعض الأشياء للآخرين، مثل كتابة بعض الواجبات لأخيه في الصف الرابع حتى ولو كان هذا خطأ، فهذا يشعره بأنه متميز فيحدث عنده ردة فعل عكسية للانتباه لنفسه.
سابعاً: تكليفه بكتابة بعض الرسائل على الجوال للوالد عند غيابه ليطلب منه شيئاً أو تطلب الأم من الأب شيئاً عن طريقه.
ومن خلال هذه الأفكار وما يشبهها سوف يعود الطفل بعون الله تعالى إلى حب المدرسة والدراسة، وسيحرص عليها دون ضغوط، واحرصي أيتها الأم الفاضلة ألا تكرري كثيراً: أنت لا تحب المدرسة، ولدي لا يحب الدراسة، ابتعدي عنها تماماً وكرري عكسها.
ـ لا تنسي الدعاء، فسهام الليل لا تخطيء، ودعوة الوالد لولده مستجابة.
ـ أخيراً: اجعلي الولد يستمتع بوقته دون إرغام على عمل معين، ويمكن أن يكون التعليم الحركي مفيداً له، بمعنى استخدام الألعاب التعليمية كحروف التركيب والأشكال المختلفة من الصور التعليمية، فسوف يتعلم وهو يلعب.
ـ لا تنزعجي كثيراً فسوف يكون لولدك بعون الله تعالى شأن طيب.
منقول للفائدة