-
علم الأحياء
تتنوع الكائنات الحية وتختلف في أحجامها وأشكالها وطرق تغذيتها وطريقة معيشتها ، ولكنها تشترك في وحدة بناء الجسم للكائن الحي (الخلية) والتي تتضح فيها كل مظاهر الحياة ، من تغذية ونمو وتنفس وتكاثر وغيرها ، فسبحان الخالق العظيم. وقد حاول الإنسان منذ زمن بعيد التعرف على مظاهر الحياة من حوله والتعرف على بيئته والكائنات الحية التي تعيش فيها، ومكوناتها وقد ادى تراكم المعرفة في هذا الجانب الى ظهور علم الأحياء .
فماهو علم الأحياء؟
علم الأحياء:
هو العلم الذي يبحث في خصائص الكائنات الحية من حيث مظهرها الخارجي وتركيبها الداخلي وتنوعها ونشاطاتها الحيوية وتفاعلاتها مع البيئة المحيطة بها .
جاءت تسمية علم الأحياء من الكلمة اليونانية (بيولوجيا) والتي تتكون من مقطعين الاول (Bios) وتعني الحياة ، والثاني (logos) ويعني علم او معرفة .
متى نشا علم الاحياء؟ وكيف تطور؟
اهتم الإنسان بالكائنات الحية من حوله منذ ان وجد على سطح الأرض للاستفادة منها وفد اتضح ذلك من خلال نشاطاته حيث حاول التعرف صفات الحيوانات ليستطيع صيدها ، وتدجينها لتمده بالغذاء والكساء (باستخدام جلودها وفرائها) .
كما تعرف على صفات النباتات ليزرعها ويستفيد منها في غذائه ودوائه وكسائه.
ومن هذه البدايات المبكرة ظهر علم الاحياء ثم تطور بتقدم المعرفة العلمية وتطور الأجهزة المساعدة . وقد شهد علم الاحياء منذ القدم تقدما كبيرا بفضل جهود علماء العرب والمسلمين وغيرهم، الذين اسهموا في تقدم العلوم على مختلف المجالات ، كما برعوا في مجال الطب والرياضيات والفلك والجغرافيا، وغير ذلك من فروع العلوم المختلفة، ومن هؤلاء العلماء الذين ساهموا في تطور علم الاحياء في مجال علم الحيوان والنبات والطب التالي:
1- الجاحظ : (767-869م) :
الذي يعتبر اول من وضع كتاب عربي جامع في علم الحيوان، وأول من اشار الى العدوى الوراثية (انتقال الأمراض الوراثية من الآباء الى الأبناء) واول من طبق علم البيئة في الطب.
2- أبن البيطار:(1198-1249م)
الذي قام بجمع معلومات دقيقة عن انواع النباتات في كتابيه (المغني في الادوية، والجامع لمفردات الأدوية والنبات) .
3-إبن سيناء: (980-1036م) :
والذي يعتبر اول من جمع بين العلوم التطبيقية والبحثية ولقب بالشيخ الرئيس وكني بأمير المعمورة، وقد كتب عن علم الحيوان في كتابه (الشفاء) وله مؤلفات عديده في الطب والقانون وغيرها.
4- القزويني: (1208-1283م)
والذي اهتم بدراسة أصناف النباتات ، ومنافعها وقد وضع تصنيفا للحيوانات البرية والمائية ومن اشهر مؤلفاته (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) الذي احتوى معلومات عن الفلك ، والنبات والحيوان وعلوم الأرض.
وفي العصر الحديث ظهر علماء كان لهم دورا بارزا في في تطور علم الاحياء مثل :
1- الكسندر فلمينج:
عالم الاحياء الدقيقة اكتشف دور المضادات الحيوية التي تفرزها خيوط فطر البنسليوم في القضاء على البكتيريا وقد ادت ابحاثه الى بداية تطور علم المضادات الحيوية.
2-جريجور مندل :(1822-1884م) :
راهب نمساوي الذي توصل بعملية التجريب على نبات البازلاء الى طرق انتقال الصفات الوراثية من جيل الى اخر ونشر ابحاثه في كتاب (تجارب التهجين في النبات).
3-واطسون وكريك :
وهما العالمان اللذان وضعا نموذجا لتركيب جزئ الحمض النووي منقوص الاكسجين(DNA) في عام (1953م) .
ويعتبر علم الحياة حاليا اكثر العلوم تفرعا ، حيث ان له فروع عديدة في مجالات الحياة المختلفة تزيد على 30 فرعا منها (علم الخلية، علم الانسجة، علم الاجنة، علم وظائف الاعضاء، علم الوراثة، علم الاحياء الدقيقة، علم التشريح، علم الشكل الخارجي، علم البيئة، علم التصنيف، علم سلوك الحيوان، الهندسة الوراثية، التقانة الحيوية... وغيرها.
علاقة علم الحياة بالعلوم الاخرى؟
لعلم الاحياء علاقة وثيقة بالعلوم الاخرى كالكيمياء والفيزياء والجيولوجيا وغيرها ، ونتيجة لتطور الوسائل والاجهزة الحديثة تمكن الانسان من التعرف على ادق التفاصيل الموجودة في تركيب جسم الكائن الحي والترف على الية سير العمليات الحيوية التي يقوم بها. وقد اسهم علم الكيمياء والكيمياء الحيوية في التعرف على المواد المكونة للمادة الحية والتفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الخلايا نتيجة استخدام بعض العناصر والذرات والنظائر والنشاط الإشعاعي. كما اسهم علم الفيزياء في تفسير التغيرات المرتبطة بأنشطة خلايا جسم الكائن الحي من طاقة وحرارة وضغط وانتشار وغيرها ، واسهم علم الحاسوب في جمع المعلومات وتخزينها وتحليلها والتي ترتبط بالعمليات الحيوية المعقدة ، وكذا تحسين الصورة المأخوذة من المجاهر لرؤية تفاصيلها بدقة . كما ان هناك علاقة بين علم الاحياء وعلم الصيدلة من خلال صناعة الدواء واستغلال الكائنات الحية في ذلك . ولعلم الاحياء علاقة وثيقة بعلم الجيولوجيا (علوم الارض) من خلال دراسة الاحافير والمميزات الاحيائية للأزمنة الجيولوجية .
ولعلم الاحياء اهمية بالغة وكبيرة في حياتنا ، وهناك اسباب رئيسية لدراسته من اهمها :
1- انه يحث الانسان على التفكير في عظمة الخالق سبحانه وتعالى مما يزيد ويرسخ الايمان بقدرته من خلال التأمل في مخلوقاته التفكير في انفسنا.
2-يوضح بان الانسان هو الكائن الاسمى بين المخلوقات ، والذي يتميز بالتفكير والمنطق.
2- يعرف الانسان بتركيب ووظائف اعضاء جسمه.
4-يوضح العلاقة بين الانسان والكائنات الدقيقة (البكتريا والفيروسات) .
5-يؤدي الى رفع المستوى الصحي للفرد والمجتمع نتيجة لدراسة بعض الامراض المستوطنة في البيئة التي نعيش فيها، واهمية ممارسة العادات السيئة وعدم ممارسة السلوك الخاطئ التي تؤدي الى الاصابه بالمرض.
6-يبين سبل استخدام الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها والمحافظة عليها .
7-ينمي المعرفة الحيوية ويحسن اساليب التقنية الزراعية والسمكية لتوفير الغذاء الكافي وتنمية الثروات المختلفة .
8-يزود الانسان بالمعلومات الغذائية الضرورية التي تشبع غريزته الفطرية وتنمي حب الاستطلاع لديه .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
