سندسيآآآت-الجزء الثاني-

اليوم .. سوف ترمي ملابسها السوداء اللتي رافقتها في رحلة حزنها .. ومسحت دموع عينيها .. اليوم .. سوف تلبس ملابسها الملونه اللتي ضلت قابعة في تلك الخزانة 4 أشهر وبضعة أيام .. اليوم .. تظن أنه بإنتهاء عدتها سوف تنسى ذلك الألم .. ذلك الألم اللذي تشبعت منه كل خلية في جسدها الذابل .. ستخرج أخيرا من بيتها .. اللذي لطالما إحتوى وجودهما معا .. ستخرج منه اليوم .. بعد طول غياب عن العالم الخارجي .. سوف تتأمل الوجوه .. وجوه كادت أن تنساها .. سوف تخرج بدونه !! أين هو لتستأذن منه !! أين هو لتطلب منه أن يأخذها إلى هنا وهناك !! أين هو لتربي معه حفيدتاها اللتان حضرتا إلى الدنيا ولم يجدا حضن جدهما !! تتسائل كل صباح .. من سيغطي مكانه في اللحظات اللتي تحتاج إليه فيها بشده .. من سيغطي كون أنه هناك لحظات لا يجب أن تحمل سوى حضوره هو فقط !! هو رحل .. ونحن بقينا .. هو رحل بجسده .. لكنه باقي بروحه في كل لحظة في قلوب كل من أحبوه .. تكتشف في نهاية هذا اليوم .. أنه بالرغم من أنها لبست ملابسها الملونة .. وأنها خرجت من منزلها .. وأنها حاولت أن تضحك وتبتسم .. روحه لا تزال تتشبع خلاياها .. وذكراه تحتل قلبها .. *هو منها .. هو فيها .. هو بعضها !!
من كتابات سندس سليمان الحارثية


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..