كـ قصة \ تلاوة لواقع قريب

صالح
وتنطلق حكاية انفرطت من قلم المنفلوطي
إذ هي من طينة البؤساء .

أيها البائس المسكين ، أنا حزين لأجلك
كنت أستغرب منك ، لمَ أنت بهذه الحال
المزرية ، ولكن بعد اليوم ،
اليوم التي عرفت فيها قصتك أقول
لك أنا آسف يا صالح، فقد ظلمتك ..

أي كاهل يحمل ثقلا حمِّلت إياه يا صالح
وأي عقل لا يخرف بعد ما حدث .


في كل أسبوع تخرج مع أخيك
للصيد ، كان أحب الناس إليك
وأقربهم لقلبك ، وكم كانت الغيرة
تشتعل في نفوس ترى أُخوتكم تزداد
حين بعد حين .

قبيل أذان الفجر تبدأ الحياة عندكما أنتما
فقط ، أنس ومرح لا حدود له خصوصا مع
بندقية السكتون ..

سباقات الرماية بينكما لا تنتهي أبدا
وكلاكما قناص ماهر ..

ذات يوم خرجتما للصيد معا
فكان نصيب كل واحد منكما
ظبي وأرنب وضحوي ..

فتبادلتما غنيمتكما لتكون ذكرى
حلوة حينما تبلغان من الكبر عتيا ..

تبلغان من العمر ما يوثق صحبتكما
ويعمق انسجام أرواحكم ..
المحلقة في سماء الـحب الأخوي الصادق ..

أشرقت شمس ذلك اليوم ، وقد دبت الحياة في عروقكما
وانطلقتما لذات الرحلة المسلية ،
يوم أشرقت شمسه وليتها ما أشرقت ،
حين كانت لمسة الزناد القاضية ، حين كانت
تلك اللمسة سببا لوصول النهاية التي
لم تكتمل بدايتها بعد ..

لمسة من إصبعك يا صالح كانت قاضية
بمعنى الكلمة ، لم تكن في جنباتها رأفة
ولا عقل بمعنى اللمسة الخاطئة ..

وانتشرت القصة أن مات فلان على يد
أخيه صالح ، وغضب عليك الخلان
والإخوان ..

كنت بحاجة لمن يسليك ويخبرك ببلاء الله
لمن أحب ، وبالقضاء والقدر ، لكن
آه من الجهل ، والغضب ..


كبرنا وكبرت يا صالح، ولكن
تغيرت ، ذهبت بسمتك ، فرحتك
حتى دعاباتك الأولى ذهبت ، ولم
يبق الزمن منها إلا النزر اليسير ...

نزرا يشي بعمق حزنك حتى في
بسماتك وابتساماتك ..

أنت غني جدا ، تملك الكثير من العقارات
والأموال والخير الوفير ، لكنك أصررت
على لبس الرث ، وأكل القليل ، وشرب
النكد ، تكاد تميز من الغيظ على أمر وضعك فيه
القدر .

كان الناس يرمقونك بنظراتهم ، يرون أنك
متخلف تارة ، أو زاهد لا يعرف معنى الزهد
أو أو أو ..
لا يعرفون أنك لم تعد تعرف الحلو ، ولا
تجد إليه سبيلا ..

والآن وإن بقوا على جهلهم بك فأنا
أعرفك جيدا ..

حريا بمثلك أن يطرد عنه الحياة إلى الأبد
وأن يصرخ : طبت يا موت فإن شئت فزر ..



تلاوة لواقع قريب

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..