°•°•°دمت لنا فخراآا يا سيدے قابوس°•°•°

ربما لا يتوسط عاصمتنا برج يداعب السماء, ربما لا تنتشر على شوارعنا الجسور وناطحات السحاب, ربما لا نتجول في حدائق ضخمة وقرى مائية واسعة, ربما لا نتمتع بإعلام كباقي الدول المجاورة, ولكن الميزة التي تميزنا بها عن الجميع تجدها في المشهد ادناه, والذي اتحدى ان يتكرر في أي دولة من دول الخليج او ربما العالم بأسره إلا على هذه الأرض المباركة: " منذ مدة وجيزة دخلت مسجد الجامعة لصلاة الظهر...الجميل في الأمر ان من كان على يميني ( اباضي) ومن على يساري كان (شيعي)", نعم حاذينا المناكب بالمناكب والأقدام بالأقدام, لم نلتفت للتعصبات المذهبية ولا الى التنطعات العنصرية بل ضربنا بها عرض الحائط وادركنا بأن " لا اله إلا الله" هي التي جمعتنا. نعم ربما نختلف في المعتقدات, الأفكار وحتى العادات والتقاليد, ولكن مهما اختلفنا في ذلك تبقى تجمعنا وحدتنا الوطنية, وهويتنا الأنسانية. سبحان الله اشعر بأن الآية " لو انفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بين بينهم" نزلت فينا تصف على ما نحن عليه الآن من تآلف, وتعايش, وتسامح. لله درك يا ارض, ما اعظمك, وما اعظم شعبك, ما هو سر هذا التسامح الذي يعيشه ابنائك؟ هما سببان لا ثالث لهما بعد فضل الله وتوفيقه, ام السبب الأول فهي دعوات ابا القاسم ما زالت تنثر بركتها على هذه الأرض, كان يدرك بأبي هو وامي سماحة هذا الشعب " لو اتيت اهل عمان ما سبوك وما ضربوك" اما السبب الآخر هو حكمة وفطنة وبداهة هذا القائد المغوار, لم يلقي بالا لهذه التفرقات والخزعبلات الغير منشودة في هذا الوطن المعطاء.ومنذ ايام نرى اجتماع الشيخ احمد الخليلي بالسيد عبدالكريم القزويني وهذا من اجمل المواقف التي تدل على مدى التسامح والتعايش على هذه الأرض, نعمة ربما لن تدرك إلا اذا فقدت, ولننظر لبعض الدول المجاورة كيف اصبحت بعد ان تخلت بما يسمى بالتعايش الطائفي, ولا زلت اتذكر وصية البروفيسور طارق الحبيب عندما كان ضيفا علينا : " إياكم ايها العمانيون ان تستقبلوا افكار لا تلائمكم من أي عالم كان...ابقوا على ما انتم عليه بتسامحكم, وتعايشكم...هنيئا لكم قابوسكم" وكم اقرأ من محاولات لبعض الدول في إقامة ملتقيات وحوارات وندوات لزرع تعايش وتسامح طائفي ولكن لا اراها تجدي نفعا. كيف لا نتعايش وخير البشر كان يزور ذلك اليهودي الذي يؤذيه برمي الشوك امام داره. ما اعظمك ايها النبي الأنسان! يؤذيك ومع ذلك تزوره؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..