شيء من ذاكرة جدتي

.....اعتدنا أن نجلس بالقرب من جدتي نسامرها لتنثر لنا من دُررها . وفي هذا اليوم بدأت جدتي تذكر لنا شيء من عبق الماضي الأصيل ..
فأخبرتنا أن الناس كانوا حريصين على إقامة صلات طيبة مع جيرانهم وأفراد مجتمعهم . فقد انتشرت بينهم المحبة الصادقة ، والإيثار ..
لاسيما أن هذه الصفات تتجلى ف المناسبات الدينية والأعياد ..
وقد تطبّع الأطفال بهذه الصفات وتوارثوها جيلا بعد جيل ..فكان الفرد يرتبط ارتباطا وطيدا مع جيرانه.....
يلازمهم ويشاركهم كؤوس الحياة بحلوها ومرها لا يتأفف ولا يسأم ..
فكان أطفال الحي يجتمعون معا قبيل أذان المغرب في رمضان
ربما لإعطاء أسرهم فرصة لإعداد مائدة الفطور- دون عناء أو مشاكسة –
وحتى يضفوا على الأمر روعته كانوا بمجرد سماع الأذان
يبدأ الأطفال يتغنون ببعض العبارات بلهجتهم البسيطة
_أذن ..أذن..سحة ولبن ..فطروا ..فطروا الصايمين-
وعرف الناس أن القلوب لها مفاتيح ..لذا بحثوا عن مفاتيح قلوب أبناءهم
فعمدوا إلي الموعظة لأنها تدخل القلوب برفق فتصيب بنداها الوجدان فتثيره
فيشعر بلذة الأمن والراحة والاستقرار بالرجوع إلى الله....
فكان الناس حريصين أشد الحرص على تعويد أبناءهم على الصيام وترغيبهم فيه،
فتبدأ عملية الترهيب من التهاون في الصيام وذلك بأمر تناقله الأطفال فيما بينهم ألا وهو ..أن الشخص الذي يفرّط في صيامه ،سوف يُفتضح أمره في صباح يوم العيد ،بظهور علامة بين عينيه ، ليعرفه بها الناس وتكون كفيله بأن يكتشف سره ..
فكان الأطفال الذين في سن الصيام شديدي الحرص على صيامهم أكثر من غيرهم.
...هذا بعض من فيض مما روته جدتي ..فأحببت أن تشاركوني ..
كل عام وانتم ترفلون بثوب الصحة يغلفه حفظ الرحمن


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..