لحظات لهو في العيد أنهت حياة فتى بالعين (صورة)

لحظات لهو في العيد أنهت حياة فتى بالعين


*جريدة الخليج



http://www.alkhaleej.ae/uploads/gall.../15/261575.jpg




العين - منى البدوي:
لم يكن كرم الفتى ذو 13 عاماً، يعلم أن لحظات اللهو خلف السيارة التي تنقل المياه للمنازل، ستحول الفرحة بالعيد إلى مأتم، وأن العيد الذي استعد لقدومه لن يرتدي فيه الملابس التي اشتراها بنفسه قبيل ساعات من وفاته، ليرحل مخلفاً أسرة ما زالت تعيش لحظات الألم والحسرة على فقدان ولدهم البكر الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بين أحضان والدته خلال نقله للمستشفى.


وضعت لحظات اللهو مع أبناء الجيران حداً لحياة كرم، عربي الجنسية، بعد أن كان يحاول الإمساك بمؤخرة سيارة نقل المياه مع زميل له من أبناء الجيران، ليسقط أرضاً تحت المركبة التي تزن نحو 3000 كيلوغرام، بينما أنقذت العناية الإلهية صديقه من موت محقق، وليس ذلك فقط بل قام بمحاولات لسحبه من تحت المركبة سعياً لإنقاذه ولكن القدر نطق كلمته الأخيرة.


التقت “الخليج” والدة الطفل كرم في المنزل الذي كان يعيش فيه مع أسرته المكونة من والديه وأشقائه الخمسة في منطقة العامرية بمدينة العين، لتروي مع أشقائه الصغار الذين شهدوا الحادثة التفاصيل.


قال شقيقه إن كرم كان يلهو مع أبناء الجيران خارج المنزل بينما جاءت السيارة لتزود الجيران بالمياه، ولأن الطريق لا يسمح بالمضي جهة الأمام كان على السائق أن يرجع بمركبته للخلف، وخلال ذلك كان الفتى يحاول مع زميله التعلق بمؤخرة المركبة وخلال عودة السائق، سقط كرم تحت المركبة هو وزميله، إلا أن الأخير تمكن من الوقوف ثانية قبل أن تصله عجلات السيارة بينما بقي كرم تحت المركبة، وعندما التفت السائق ومرافقه لأصواتنا وصرخاتنا الموجهة إليه تنبهه لوجود طفل تحت المركبة، قام بالتوجه للأمام وعندها صعد بالمركبة الثقيلة على صدره. وببراءة الأطفال قال شقيقه، لقد طلب مني أن ألتقط له صورة بواسطة الهاتف النقال قبيل وفاته بساعات وبالفعل كان سعيداً جداً عندما التقط له الصورة الأخيرة.


وقالت والدته بعد أن وقعت الحادثة فوجئت بأحد أبنائي يدخل في حالة هلع للمنزل ليخبرني بأن كرم يصدر صوتاً غريباً وعندما توجهت للخارج رأيت ولدي ملقياً على الأرض، وهنا لم أتمكن من استيعاب المشهد وقمت على الفور بالاتصال بوالده.


وأضافت عندما بدأت بتفقد الطفل للكشف عن موقع الإصابة لاحظت وجود ثقل في جسده الصغير، وساورني الشك بأنني قد أفقده وعندها، قمت بواسطة الجيران بنقل الطفل إلى مستشفى العين وخلال ذلك شعرت بأن ابني الذي احتضنته طوال الطريق يلفظ أنفاسه الأخيرة.


وتابعت بعد إعلان وفاته من قبل الأطباء بدأت مخيلتي تستعيد الأحداث التي مرت قبيل ساعات من وفاته والتي خلالها كان يودعنا كرم دون أن نعلم، حيث كان في قمة سعادته وقام في اليوم نفسه بشراء ملابس العيد الذي كان ينتظر قدومه بشغف لم أعرف سببه إلا بعد وفاته.


*** منقول ***