إن حياة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم تلألأ عظمة و جلالا فيها مظاهر النصر و القوة والخشوع و الرحمة و الخلق العظيم و من أراد أن يعرف عبادة الله تعالى و يعمل بدينه الذي أنزله لهداية الناس فعليه أن يعرف هدى النبي صلى الله عليه و سلم كيف كان يمضي أفضل أوقاته في التأمل مستيقظ القلب بين قوم يسجدون للأصنام و كيف أحبوه الصحابة عظموه و نصروه و قدموه على أنفسهم و على كل عزيز لديهم فقد كان النبي محمد صلى الله عليه و سلم لا يحدث الناس حديثا إلا و ابتسم .
كان الصحابة عند رسول الله فرأوه يضحك فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أضحكك بابي أنت و أمي يا رسول الله, فقال رسول الله: رجلان من أمتي حثيا بين يدي رب العزة فقال احدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من اخي فيقول الظالم: يا رب لم يبق من حسناتي شيء قال المظلوم: فليحمل من أوزاري فيقول تعالى للمظلوم: ارفع راسك فانظر إلى الجنان فرفع رأسه فقال: يا رب اني ارى مدائن فضة قصورا من ذهب مكللة بالذهب لأي نبي هذا لأي صديق هذا قال تعالى هذا لمن أعطاني ثمنه قال المظلوم و من يملك ذلك قال الله تعالى أنت تملكه قال المظلوم بماذا قال تعالى بعفوك عن أخيك قال المظلوم قد عفوت عنه قال الله عز و جل خذ بيد أخيك فادخله الجنة
