هل سبق وتعلمت من الحيوانات

هل سبق وتعلمتم من الحيوانات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المجتبى وبعد :

فقد منّ الله سبحانه وتعالى على عباده وضرب لهم الأمثال والقصص ، وكان من عظيم منه سبحانه أنه أرسل غرابين قتل أحدهما الآخر ثم قام بدفنه وذلك ليتعلم أحد ابني آدم كيف يواري سوأت أخيه بعد أن قتله ، فلله الحمد من قبل ومن بعد.

ولقد تعلمت مما شاهدت في برنامج وثائقي نقاط متعددة سأسرد لكم القصة وثم أسرد الذي تعلمته منها وأنا واثق أنكم ستستخلصون نقاطاً أخرى.

أولاً القصة
حدثت هذه القصة في أحد المحميات الكبيرة التي يعيش فيها جميع أنواع الحيوانات تقريباً وتمتد لمئات الكيلو مترات ، المهم شخصيات هذه القصة :
قطيع من العجول الكبيرة .
ستة أسود .
تمساح كبير جداً.

كانت العجول تمر ببطء ناحية بركة ماء لتشرب ، وفي الجهة الأخرى تكمن لها ستة أسود (لبوتان وأربعة أسود) المهم أن قائد العجول لم يتفحص المكان جيداً، ولم يدقق النظر واستمر في التقدم حتى أصبح على مقربة من الأسود والقطيع من خلفه ، فما أن انتبه حتى لاذ بالفرار والقطيع معه ، انطلقت الأسود خلفهم وداهمت عجلاً صغيراً صفعته فترنح ثم سقط في بركة الماء ، مباشرة التفت عليه الأسود محاولة إخراجه من الماء وأثناء سحبها له وهي في جهد جهيد، أطل من الماء تمساح أطبق بفكيه على ساق العجل واخذ يسحبه إلى الماء فما كان من الأسود إلا أن اجتمعت على الشد من الأعلى والتمساح يشد من الأسفل ، والتمساح متأكد أنه في بيئته ـ الماء ـ ولن يقدروا عليه لكن المجموعة استطاعت أن تنتصر وسحبت العجل إلى الخارج والتمساح معه.

فما إن شعر التمساح بأنه في البر أدرك أن الدائرة ستدور عليه فأطلق ساق العجل ولذا بالفرار.

هنا التفت الأسود على العجل لتهنأ بهذه الغنيمة بعد هذا الجهد والعناء لكن هذا العجل ما زال يستنجد ويستصرخ جماعته ، وما هي إلا برهة وإذا بقطيع العجول يعود أدراجه ويقترب من الأسود .

سبحان الله العجل حيوان غير لاحم لذلك لم يكن الهجوم من طبعه فقد كان يشرع في الهجوم ثم يهرب قبل أن يصل إلى الأسود ، فما كان من كبير المجموعة إلا وضع قرنيه في بطن احد هذه الأسود ورفعه عاليه وأهوى على الثاني واخذ يفرق المجموعة.

سبحان الله لقد استطاع هذا العجل أن يطرد ستة أسود وينقذ الصغير ، لا بل أن هذا الصغير أخذ يمشي بين أقرانه وكأن شيئاً لم يكن ، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

آمنت بالله أشهد أن لا اله إلا الله أستغفره وأتوب إليه.

ثانياً النقاط المستفادة :
1. العجل اقترب من الأسود بدون أن ينتبه، وكاد أن يلقى حتفه.
نستفيد من ذلك أن الإنسان مطالب بأن ينظر أين يضع قدمه حتى لا يضعها في موضع يندم عليه أيما ندم ، فهذه الدنيا دار ابتلاء والشيطان كامن للإنسان فيجب عليه أن ينتبه لعدوه حتى لا يفسح له المجال بأن يهجم عليه ويأسره بهذه الدنيا وشهواتها ومغرياتها فتهلكه فيشقى.

2. عندما اتحدت الأسود في مواجهة التمساح انتصرت عليه.
نستفيد من ذلك أن يد الله مع الجماعة وأن الإنسان إذا استعان بإخوانه الذين يساعدونه في الخير فسينتصر على الشيطان ذو الحيلة والمكر ، فالتمساح استخدم ثقله ومكان عيشه لينتصر ، لكن الاتحاد استطاع أن يهزمه.

3. التمساح لما أدرك أنه في البر أيقن أن الدائرة ستدور عليه.
نستفيد من ذلك أن الإنسان لا يزال بخير ما كان مجتنباً أماكن الريب لكن حين يسقط فيها يغلب لا محالة فالأفضل أن لا يحوم حول الحمى.

4. عندما رجعت العجول وأرادت الهجوم كانت تهرب قبل الصدام لكن أحدها أقدم فانتصر.
نستفيد من ذلك أن الإنسان قد يواجه مصاعب ومشكلات فيجلس ينظر إليها ويفكر ويقلب الأفكار ثم يصل إلى الحل لكنه لا يجرؤ على تنفيذه خشية الإقدام وهذا ما يحدث دائما لكن القاعدة تقول خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فتوكل على الله وأقدم وستنتصر.

5. سبحان الله العجل رجع إلى قطيعه ماشياً بعد أن دارت عليه الدوائر وكان بين ستة أسود وتمساح وغرق في بركه.
نستفيد من ذلك أن الإنسان عمره وأجله لا يعلمه إلا الله فعليه أن لا يخشى إلا الله ، و كثير من الناس يتعلقون بالأوهام وبسفاسف الأمور خشية الموت وقد يخرج بعضهم من الملة بسبب اتباعه للمهلكات من الأمور نسأل الله السلامة والعافية.

أخيراً استميحكم عذراً على الاطاله ولكن هذا البرنامج لا يزال في عقلي ولو أعدت الكتابة لاكتشفت نقاطاً أخرى تختلف عما كتبت ، وأنا على ثقة بأنكم ستكتشفون نقاطاً أكثر.

ولكم مني جزيل الشكر والتقدير


هذا ما جال بخاطري فإن كان من توفيق فمن الله وحده، وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله من ذلك وأتوب إليه.
-------------------------
العمر يمر مر السحاب ونحن نسوف وقت المتاب ونرجو عفو رب الأرباب إنّ هذا لشيء عجاب.

أبو العبادلة
كتبته منذ سنة ونصف تقريبا

شاهد "عجل ينجو من سته اسود" على YouTube - https://www.youtube.com/watch?v=TRNM...e_gdata_player ً


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..