الشجرة المجنونة وأحلام مراكز مصادر التعلم .. مقال رمزي .

نشير هنا بأن الشجرة المجنونة هي دائرة هندسية رمزية ليس إلا ..لعلمي بأن البعض لديهم حساسية مفرطة من بعض المسميات والرمزيات ...وبما إنه لا توجد لدينا دائرة ولا حتى مثلث ولا مستطيل يمكننا أن نبرح فيه مهاراتنا كمختصين بمراكز مصادر التعلم ...فهذا يبرئنا من التهم والحمد لله
سأخاطب شجرة رمزية متخيلة مدفونة سميتها المجنونة تجملاً وإن كنت أود أن اسميها باسم آخر من ذلك ...لأنه لا يوجد لدينا دائرة أصلاً لترد علينا وعليه لا ننتظر رداً أبداً من أموات ...
ماذا بعد هذه السنوات العجاف أيتها الشجرة المجنونة؟ ماذا بعد أن كنا نحن أصل هذه الشجرة من بذرة اسمها مراكز مصادر التعلم نمت وكبرت وسقيت من عرق العاملين بهذه المراكز وأصبح لها جذور وغصون حتى أصبح لكل غصن شأن بنفسه إلا مراكز مصادر التعلم بقيت تبحث عن مأوى لها دون جدوى حتى الآن..
إذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء ...ففي العام الدراسي 1998 / لا توجد في المدارس سوى مراكز مصادر التعلم بمدارس الحلقة الأولى وهنا كانت البداية الحقيقية للبذرة التي نبتت منها الشجرة الكبيرة الموجودة حالياً ليتربع على أغصانها وجذورها بعض المتسلقين من هنا وهناك الذين أتوا بأجنحة الخفافيش دون أي انتماء لهذه الشجرة المثمرة بأي صلة قرابة لا من بعيد ولا من قريب ..ومع ذلك كانوا ينفشون أجنحتهم على أنهم هم أصحاب هذه الشجرة ليعيثوا بثمارها تصدقاً على أقربائهم ويجحدون حق أصحاب الأرض وأصل الشجرة دون مراعاة لأي اعتبارات لا انسانية ولا وظيفية ولا حتى مراعاة نفسية ...المهم أن يدوسوا على أكبر قدر من الركائز ليصلوا إلى قمة الشجرة ..ففي القمة أفضل الثمر وعنفوان التحكم وسهولة ضرب من يتحرك بأكبر ثمرة على رأسه ليسكت ويرجع مكانه بإعاقة دائمة كبعض من هم الآن تحت ظلها لا حول ولا قوة لهم إلا العيش من صدقات الخفافيش وللأسف ...فلا عليكم من مسمياتهم على الشجرة..
نسيت أن أخبركم أيضا أن في القمة توجد إغراءات كثيرة جداً ...السلطة والمال والجاه ورحلات موسمية عالمية وأخرى محلية ...
إذا أردت أن تسلم من ضربة على رأسك تسقطك أرضاً ما عليك سوى أن تمجد من هو على القمة وأنصحك إذا أردت الاقتراب على أحد الأغصان القريبة من الخفاش الكبير أن تقدم له قرباناً يومياً عبارة عن أخبار جميع من هم على الشجرة وحاول أن لا تظهر ذلك أمام الجميع حتى لا ينكشف أمرك بينهم فهذه الشجرة لا تعترف بالمجيدين للوصول إليها وإنما لاعتبارات خاصة بقوانين الشجرة...وعليك أن تبيع قيمك ومبادئك وأن تتلون بألوان الخفاش ومزاجه اليومي ...وبعدها أضمن لك أن تكون مقرباً من بعض الغنائم الجوية .
كل هذا غير مهم الآن ...
المهم لدينا الآن ( همّ )اسمه تطوير مراكز مصادر التعلم والأحلام التي لم تتحقق إلى الآن ...الجميع ينمو ويكبر إلا هي تصغر فهل في ذلك سراً لا نعرفه ؟ ربما .
ومع ذلك سأوجه أسئلتي إلى الشجرة المجنونة وكما قلت لا أنتظر إجابات من أموات :-
- ألا تخجل هذه الشجرة المجنونة أن تمكث مراكز مصادر التعلم منذ خمسة عشر عاماً دون لائحة تنظيمية ؟
- هل يعقل أن تعمل مراكز مصادر التعلم دون رؤية واضحة ودون خطط استراتيجية بعيدة المدى ؟
- أليس من المحزن أن لا يكون لديها دليل عمل إرشادي لأخصائي مصادر التعلم او لمشرف مصادر التعلم ؟
- أين وصلت المطالبات التي سجنت في ما يسمى بلجنة السياسات ؟
- هل فكرت هذه الشجرة في الحالة النفسية وفقد الثقة التي يعيشها العاملين بمراكز مصادر التعلم والمشرفين عليها ؟
- إلى متى سيظل حالنا معلقا دون نصب من اصحاب اللغة ؟
- ألا يوجد من يحاسب هذه الشجرة على ماذا قدمت من إنتاج لأبنائها على مدار السنوات الماضية ،، وهل عدلت في التوزيع ؟؟
الوقت يمضي والأجيال تتخرج والنتائج ظهرت في المجتمع ،وعلى سبيل المثال كنت متابعاً لأحد البرامج التلفزيونية التي تعنى بالمسابقات الثقافية وأسئلة أغلبها عمانية في شهر رمضان الذي كان يدعى بالعقرب التي لدغت جسد الثقافة في شريحة لا بأس بها من أبناء الوطن ووضعت استفهاماً كبيراً لوجود المؤسسات الثقافية ومنها مراكز مصادر التعلم وما حققته أو بماذا ساهمت هذه المراكز في ردم هوة الثقافة في مجتمع غابت عنه المراكز الثقافية العامة ؟
أصبح من الوطني جداً أن نسارع جميعاً من جمعيات مهنية مختصة وأفراداً مختصين بهذه المراكز وعاملين بها إلى المطالبة بتفعيل هذه المراكز بالطرق التي تقترحونها متجاوزين ظلال الشجرة المجنونة ومتجاهلين أصوات الخفافيش التي تظهر بين الفينة والأخرى لا نسمع منها إلا أصواتٍ سئمنا منها ، ووعوداً لا تغني ولا تسمن من جوع .
دعوهم على شجرتهم والله كفيل بهم وسيأتي يوماً يسقطون واحداً تلو الآخر .
اذا ما سكتنا سنتحمل جميعاً مسؤولية الأجيال الحالية والمستقبلية ،خاصة أن تكلفة إنشاء هذه المراكز وتجهيزها بلغت الملايين والأرقام في ازدياد والناتج لا يمكن قياسه لعدم وجود أدوات قياس أو معايير أو حتى خطط يمكن تقييمها على أرض الواقع.
سيقول البعض منكم ...لماذا تخاطب الأموات إذاً ؟
لأن مخاطبة الأحياء والأموات أصبح لدي سواء.!
(إنا لله وانا إليه راجعون)

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..