مطالب بتحديد كلفة مصنعية الذهب لمنع «التلاعب»

http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polo...1985537768.jpg

بائعون نفوا رفع قيمتها لتعويض انخفاض سعره
مطالب بتحديد كلفة مصنعية الذهب لمنع «التلاعب»

المصدر: علاء فرغلي - أبوظبي التاريخ: 31 أغسطس 2013

لا معايير محددة لاحتساب قيمة مصنعية الذهب. تصوير: تشاندرا بالان
طالب مواطنون ومقيمون بوضع معايير إلزامية واضحة لتحديد تكاليف «مصنعية» المشغولات الذهبية، للحد من ظاهرة استغلال بعض التجار الزبائن محدودي المعرفة، لرفع هامش أرباحهم. وقالوا إن كثيراً من المحال التجارية ترفع سعر المصنعية من دون أي مسوغ، حتى بالنسبة للمشغولات التي لا تحتوي على نقوش أو تصاميم، مضيفين أن كلفة المصنعية تصل أحياناً إلى 30% من قيمة القطعة الذهبية. وعلق بائعو ذهب على ذلك بأن أسعار الذهب تتغير من حين لآخر وفقاً للأسعار العالمية، نافين رفع قيمة المصنعية للتعويض عن انخفاض سعر الذهب.

وأكد مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الإدارة مستعدة للتحقيق في أي شكاوى ترد من المستهلكين حول محال الذهب، حتى المتعلقة منها بنسبة المصنعية، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.

وتابع أنه لا يحق لأيّ مقدم سلعة أو خدمة رفع سعرها من دون مسوغ، مضيفاً أن الوزارة وفرت كثيراً من الوسائل لتسهيل التواصل مع «حماية المستهلك» على المراجعين، ومن بينها «خط ساخن» للشكاوى، سواء في ما يتعلق بالغش أو بارتفاع الأسعار أو خدمات ما بعد البيع.

وقالت رجاء حلمي، ربة منزل، إنها اشترت طقماً ذهبياً بمبلغ 7000 درهم، على اعتبار أن قيمة الذهب فيه هي 6300 درهم، إلا أنها فوجئت بعد ذلك بأن القيمة لا تتجاوز 5000 درهم، ما يعني أن المحل حصل على 2000 درهم مصنعية، (وهي قيمة مبالغ فيها) كما تقول.

وطالبت بإلزام تجار الذهب داخل الدولة بوضع حد أعلى لقيمة المصنعية، للحد من هذا «الاستغلال» خصوصاً في مواسم شراء الهدايا.

وأفاد محمد الظاهري بأنه لاحظ أن كثيراً من تجار الذهب يحددون تكاليف المصنعية بحسب جنسية الزبون، بحيث يكون السعر للمواطن أعلى من السعر المقدم للآخرين، وأوضح أنه حتى المحال الكبرى ذات الأسماء الشهيرة تسمح بالمفاصلة في الأسعار، ما يعتبر عدم صدقية في البيع، مطالباً بتحديد المصنعية، على غرار وضع دليل إرشادي لأسعار بعض السلع والخدمات.

وذكر علاء درويش أن أحد المحال الكبرى في أبوظبي أعلن عرضاً جديداً بمناسبة الصيف يمنح بمقتضاه كل زبون يشتري ما قيمته 3500 درهم هدية، عبارة عن سلسلة ذهبية صغيرة تحتوي على لؤلؤة، فاشترى طقماً ذهبياً بقيمة 8000 درهم. وكانت كلفة المصنعية نحو 2500 درهم، ليحصل على هديتين ذهبيتين، إلا أنه اكتشف بعد أشهر قليلة أن الهدية الذهبية المجانية ليست من الذهب، وإنما من الفضة المطلية، وعندما راجع المحل رفض تعويضه، خصوصاً أن الفاتورة التي حصل عليها لا تحتوي على بيانات الهدايا الإضافية «وهو ما يعتبر غشاً في طريقة البيع»، وفق قوله.

وأفاد مسؤول في شركة داماس، فرع «الوحدة مول»، ثروت محمد، بأن سعر المصنعية بشكل عام يرتفع كلما كان عيار الذهب أقل، ويعتبر الذهب عيار 18 الأعلى مصنعية. وتابع أن «قيمة المصنعية داخل سوق الذهب تراوح بين 25 درهماً و85 درهماً للغرام، حسب نوع الذهب وعياره، ونوع المشغولات الذهبية، وكمية الزخارف، وجودتها»، نافياً أن تكون هناك أي علاقة بين انخفاض أسعار الذهب وارتفاع سعر المصنعية، مؤكداً أن سعر المصنعية يتحدد وفقاً لكل قطعة ذهبية أو مجموعة وفقاً لمعايير محددة.

وأكد مدير محال شهاب للمجوهرات عمر سيلام، أن أسعار الذهب تتغير من حين لآخر وفقاً للأسعار العالمية، وهناك شاشات تضعها محال الذهب للإعلان عن الأسعار أولاً بأول، مشيراً إلى أن معايير احتساب المصنعية تختلف من تاجر لآخر، وتتضمن تكاليف صياغة المشغولات وعيار الذهب وجودته ونوعية الأحجار التي تحتوي عليها القطعة الذهبية.

وقال إن بعض القطع تتجاوز كلفة مصنعيتها 25% من قيمتها الإجمالية، مضيفاً أن كلفة إيجاد المصممين المحترفين أصحاب الأفكار الإبداعية، إضافة إلى الآلات التصميم والقطع من عوامل رفع السعر.

وذكر سيلام أن بعض المحال تستغلّ عدم معرفة العميل بهذه المعايير، وترفع قيمة المصنعية بشكل كبير، ومن ثم يجب عليه معرفة المواصفات الخاصة للمشغولات الذهبية التي تسهم في رفع سعر المصنعية، خصوصاً إذا كان التصنيع والنقش يدوياً، إذ تكون كلفة المصنعية أعلى.

وأفاد موظف في أحد المحال الكبرى بأن أغلب المشغولات الذهبية التي يعملون فيها مستوردة من الخارج، وأحياناً تضاف أحجار كريمة إليها، ويتحدد سعرها الإجمالي بعد إضافة رسوم استيرادها وكلفة النقل وهامش الربح وغيرها.

وأشار إلى أن المجوهرات ذات الرسوم المحدودة قد تكون مقلدة، أو مستعملة، أو أن الأحجار بها مغشوشة بشكل ما، ونصح سيلام بأن يتعامل الزبون مع تاجر يثق بمعاملاته، وسبق له التعامل معه.


*** منقول ***