الإختصاصي الإداري المالي بالمدارس..أعباء كثيرة وآمال منتظرة

💶 الاختصاصي اﻹداري المالي بالمدارس... أعباء كثيرة وآمال منتظرة 💶

جريدة الرؤية. اﻷربعاء
13 شوال 1434هج
21 أغسطس 2013م

*تحدثت في أكثر من مقال سابق عن الجهود الحثيثة التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم داخل البيئة المدرسية مع تأكيدنا على أنّ الحاجة مُلحة وضرورية للقيام بمزيد من الإصلاحات واﻹجراءات والتطويرات بما يخدم العملية التعليمية، ويأتي استحداث وظيفة (اختصاصي شؤون إدارية ومالية) بالمدارس بدءًا من العام الدراسي المنصرم (2012-2013م) دليلاً آخر وتأكيدًا واضحًا على سعي الوزارة إلى تطوير اﻷداء داخل البيئة المدرسية، لكن شاغلي هذه الوظيفة في المدارس الذين هم أصحاب اﻷعذار الطبية وكبار السن من الهيئة التدريسية عدا استثناءات قليلة وقعوا بين أمرين شاقين لا يخلوان من إنقاص حقوق وعدم إنصاف وقد تسبب فيها مسؤولوهم في وزارتهم الموقرة أولاً وساعدهم فيما بعد المسؤولون اﻵخرون في إحدى الوزارات، وأولها هي كثرة اﻷعباء والمهام الموكولة إلى الاختصاصي اﻹداري والمالي والتي لا تقتصر على حدود المدرسة فحسب بل تتعداها إلى مؤسسات أخرى كثيرة، وتكاد تلك الاختصاصات الوظيفية تنهك اﻷصحاء فكيف بأصحاب اﻷعذار الطبية؟! والناظر إلى تلك المهام والاختصاصات يدرك تماماً أنّها أعباء كثيرة تحتاج إلى أكثر من موظف حيث تتوزع مهامها واختصاصاتها بين الجوانب الإدارية والجوانب المالية.*
اختصاصي شؤون إدارية ومالية بالمدرسة يتعامل مع زملائه المدرسين فيما يتعلّق بتوفير مستلزمات التدريس، ويتعامل مع سائقي الحافلات بمختلف أعمارهم فيما يتعلّق بحضورهم وغيابهم وما يتعلّق بروافد الحافلات وصلاحيتها وجاهزيتها، ورفع التقارير عنها، ويتعامل مع عمّال النظافة بمختلف جنسياتهم فيما يتعلّق بحضورهم وغيابهم وكل ما يتعلّق بنظافة المبنى المدرسي، ويتعامل مع طلاب المدرسة فيما يتعلّق بتسيير شؤون المقصف المدرسي وأسهم اشتراكاتهم به وشؤون التغذية ومعرفة أحوالهم فيما يتعلّق بركوب الحافلات، ويتعامل بشكل كبير مع إدارة المدرسة حول كل ما ذكر وجميع المسائل المالية.
*اختصاصي شؤون إدارية ومالية بالمدرسة يتعامل مع شركات الصيانة واستدعائها ومعرفة سير عملها بالمدرسة في حال وجودها، ويتعامل مع شركات النظافة المتعاقدة مع المدرسة ومواد التنظيف ورفع تقارير الكفاءة عنها، ويتعامل مع المكتبات التجارية لشراء المستلزمات المدرسية بمختلف أنواعها، ويتعامل مع مؤسسات بيع المواد الصحية والكهربائية وشركات الاتصالات وسيارات المجاري في كل ما يتعلّق بالمبنى المدرسي.*
اختصاصي شؤون إدارية ومالية يتعامل مع المصارف؛ ﻹيداع المبالغ النقدية وسحبها وكل ما يتعلّق بالشيكات وتخويلات التواقيع وغيرها، ويتعامل مع مكتب اﻹشراف أو المديرية للحسابات المالية وحسابات الفواتير وبنود صرفها.
*اختصاصي شؤون إدارية ومالية يحمل على عاتقه جميع المبالغ المالية المتعلقة بالسلفة المالية والجمعية التعاونية، وحساباتها الدقيقة وتشعباتها المتعددة وبنودها المتنوعة، ويحمل في كاهله مسؤولية العهدة المدرسية بأدواتها ووسائلها وأجهزتها صغيرها وكبيرها، وهو كما يتضح سابقاً يقضي وقتًا كبيرًا خارج المبنى المدرسي وخارج نطاق ساعات العمل الرسمي، ومعلوم جيدًا أنّه لو كان موظفاً تابعًا لغير وزارة التربية والتعليم؛ لكانت حساباتها مختلفة، وكما يتضح من خلال مهامه أنّه لابد أن يكون أول الحاضرين وآخر المغادرين، وكما يتضح كذلك أنّه يتعامل مع كل من له علاقة بالبيئة المدرسية من مسؤولين بمكاتب اﻹشراف أو المديريات وأصحاب الشركات والمكتبات وأولياء اﻷمور واﻹدارة المدرسية والمعلمين والطلاب وعمال النظافة وجميع جمادات المدرسة، وعند غيابه الاضطراري لسبب صحي أو اجتماعي يجب عليه أن يبحث عن من يتولى مهامه في غيابه فعليه أن يبحث عن زميل يوكل إليه مهمة إدارة الجمعية التعاونية وشؤون تغذية الطلاب وعليه أن يبحث عن زميل آخر يوكل إليه مهمة حضور وانصراف الحافلات وعليه أن يبحث عن زميل ثالث يتابع حضور عمال النظافة وسير عملهم.*أعباء كثيرة ومهام جسيمة وفوق ذلك فإنّ على صاحبها أن يقوم بأي عمل آخر توكله إليه إدارة المدرسة أو من أعلاها كما جاء في توصيف الوظيفة، ولا ننكر أن بعض إدارات المدارس تعاطفت كثيرًا مع أصحاب هذه الوظيفة بتحمل جزء من المهام عنهم بشكل ودي ولهم كل التحية والتقدير، ولكنها تبقى أمورًا ودية غير ثابتة وليست ذات طابع رسمي، وبالمقابل فإنّ بعض مديري المدارس - سامحهم الله - يضيفون أعباءً أخرى لشاغل الوظيفة فوق أعبائه الجسام ليست من اختصاصه كتوزيع حصص الاحتياط بشكل يومي والعمل بلجان الاختبارات الداخلية (الكنترول) وغيرها من المهام وهو أمر غير مقبول، ولا يفوتنا أن نذكر أيضًا أن كثيرًا من شاغلي هذه الوظيفة لا يزالون ينتظرون مكتبًا وحاسبًا يشتغلون عليه، ولذلك لا غرابة أن يطالب بعض شاغلي هذه الوظيفة بالعودة إلى وظائفهم السابقة.*
ورغم كل ما ذكرناه من اختصاصات ومهام فإنّ شاغل هذه الوظيفة هو الموظف والاختصاصي الوحيد بالمدرسة الذي حرم من علاوة طبيعة العمل، فجميع زملائه من المدرسين واختصاصيي اﻷنشطة المدرسية واختصاصيي مصادر التعلم ومدخل البيانات واختصاصيي التوجيه ينالون علاوة طبيعة العمل وهي حق من حقوقهم يستحقونها وزيادة، لكن اختصاصي شؤون إدارية ومالية بعد خصم علاوة التدريس لم تستبدل له بعلاوة تتناسب وطبيعة عمله، فأين اﻹنصاف وإعطاء كل ذي حق حقه؟! وإذا كان رد بعض المسؤولين بوزارة التربية بأنه لم يلزم أحد على تلك الوظيفة، وأنه تم توضيح اختصاصاتها وكل ما يتعلق بها قبل ذلك، فإنّ هذا الرد لا يليق بمسؤول يهمه إنصاف موظفه والمطالبة له بحقوقه.*وحول موضوع اختصاصات الوظيفة فقد وعد سعادة وكيل الوزارة للتخطيط للتربوي وتنمية الموارد البشرية بإعادة توصيف الوظيفة وتقليل مهامها، ولا نزال ننتظر إيفاء الوعد، وأما فيما يتعلق بعلاوة طبيعة العمل فإننا نشكر الجهود التي يبذلها مكتب سعادة وكيل الوزارة للشؤون اﻹدارية والمالية بالمطالبة بها، وقد اعتمدتها وزارة الخدمة المدنية بيد أنّ وزارة المالية رفضتها بحجة عدم وجود مخصصات مالية علماً بأنّ شاغلها كان يتقاضى ضعف تلك العلاوة عندما كان مدرسًا، وإنه لعجب عجاب عندما يعتذر لصاحب الحق بعدم وجود مخصصات مالية في إعطائه حقه في وقت نجد فيه الصرف الهائل اللامحدود في أمور عديدة وكثير منها في غنى عنها.*
دعوة نوجهها إلى مسؤولي وزارة التربية والتعليم بإعادة توصيف الوظيفة وتقليل مهامها والتي يشغلها أكثر من ألف موظف وموظفة بالمدارس، خاصة وأنهم يعلمون أن شاغليها من أصحاب اﻷعذار الطبية وكبار السن كما أشرت آنفًا، كما نؤكد لهم استمرار المطالبة بعلاوة طبيعة العمل من الجهات المعنية، ودعوة أخرى نوجهها إلى المسؤولين بوزارة المالية بأن ينصفوا أصحاب هذه الوظيفة بإعطائهم علاوتهم المستحقة، وألا ينقصوا حقوقهم وحق أيّ موظف كان بشماعة (عدم توفر المخصصات المالية) والله المستعان.
أبو زيد عيسى الرواحي
*issa808@moe.om

الاختصاصي اﻹداري المالي بالمدارس... أعباء كثيرة وآمال منتظرة - http://www.alroya.info/ar/citizen-go.../67648--------


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..