(الخليج) خالد البنا: أسعى إلى إبقاء الذاكرة الوطنية حية
خالد البنا: أسعى إلى إبقاء الذاكرة الوطنية حية
قال الفنان التشكيلي خالد البنا إنه يعمل على مشروع جديد، يهدف إلى لفت الانتباه إلى الطابع الفني الإبداعي لشعارات وعناوين عبوات المواد الاستهلاكية القديمة التي كانت رائجة في الأسواق الشعبية الإماراتية في العقود الماضية، وأصبحت اليوم نادرة بسبب تحول الناس عن استعمال تلك المواد إلى مواد جديدة أو بسبب توقف الشركات المنتجة لها عن توريدها إلى البلد أو غير ذلك من الأسباب، ويعتبر الطابع الفني أبرز ما يبقى في الذاكرة منها، لكن الناس في الغالب لا يفطنون إلى جمالها، وسينفذ المشروع بطرائق فنية متعددة يدخل فيها فن الكولاج، والتصوير والفيديو، وربما الرسم والتلوين .
البنا أفصح عن مشروعه هذا خلال استعراضه لمسيرته الفنية في حلقة هذا الشهر من “الاستديو المفتوح” الذي استضافه مساء أمس الأول في رواق الشارقة للفنون، وأكد البنا أن المواد التي سيعمل عليها تتضمن أشكال الرسوم والكتابة والتلوين والطباعة الموجودة على العبوات والأكياس والأدوات التي كانت تستخدم في المواد الغذائية والتجميلية والألبسة والمواد الاستهلاكية بشكل عام .
وأضاف البنا أنه بموازاة ذلك يعمل على مشروع آخر يتمثل في استعادة ذكرى الأشخاص الذين كانوا موجودين، وكان لهم تأثير في المجتمع الإماراتي على مستويات عدة، لكنهم رحلوا ولم يبق منهم سوى صورهم الفوتوغرافية، وسيجمع البنا تلك الصور ويعرضها بعد إضافة لمسات فنية إيحائية، تعطي للصورة طابع الاستعادة والإيحاء الزمني .
وأشار إلى أن هذه الاستعادة هي جزء من سعيه الدائم إلى جعل الذاكرة الوطنية حية، عن طريق تمثيلها فنياً، وقد عمل في الماضي على أشكال من تلك الاستعادة، عندما اشتغل على خامة القماش الذي كان يستخدم في المجتمع الإماراتي خاصة في أثواب النساء، وقد أنجز خلال اشتغاله ذلك عدداً من الأعمال الفنية مستخدماً تقنية الكولاج، فكان يصنع بالقماشة أشكالاً نباتية وزهرية وبورتريهات من دون استخدام أي نوع من التلوين، مكتفياً بلون القماش الذي يأتي على كل الألوان .
تحدث البنا أيضاً عن بداياته الفنية وميوله الأولى إلى فن الغرافيك الذي أنجز فيه تجارب عدة، لكنه اضطر لتركه نظراً لعدم وجود معهد عال يدرس هذا الفن يمكن أن يتابع فيه دراسته، لذلك اتجه إلى تقنيات الكولاج والطباعة على الورق، كما عمل على الرسم بالأبيض والأسود .
واستعرض البنا مشاركاته الفنية في معارض داخل الدولة وخارجها، خاصة أثناء دراسته في الجامعة التي تخصص فيها في مجال الهندسة المعمارية، وفاز فيها بالجائزة الأولى في الفنون على مستوى الجامعة منذ عام 1996 والتحق بدورات فنية في مجال الرسم بقلم الرصاص، الألوان الزيتية، النحت، وله أسلوبه الخاص والمتفرد في مجال الفنون التشكيلية .
*** منقول ***
