المطالبة بمخالفة المتجمهرين في مواقع الحوادث

ظاهرة غير صحية وخطرة

المطالبة بمخالفة المتجمهرين في مواقع الحوادث



*جريدة الخليج



رأس الخيمة - سائد الخالدي:

طالب عدد من الأهالي بمخالفة الفضوليين في مواقع الحوادث الذين يتسبب تجمهرهم في تفاقم الحوادث، وما تسفر عنه من خسائر بشرية ومادية.


وتأتي المطالبة في ظل استمرار تجمهر الأهالي، وبخاصة من أبناء بعض الجاليات الآسيوية في مواقع الحوادث والحرائق بشكل عام، في الوقت الذي يعمد فيه بعضهم إلى تصوير الحدث بهواتفهم المتحركة، بالرغم من مخالفة ذلك للأنظمة والقوانين والأعراف الاجتماعية التي تحمي حرمة المصابين والوفيات، وهو ما يبعثر الجهود التي تبذلها الجهات المختصة في سبيل رفع مستوى الثقافة والوعي لدى مخلف فئات وشرائح المجتمع، فضلاً عن أن التجمهر في مواقع الحوادث يستنزف وقت وجهد رجال الإطفاء والإسعاف والإنقاذ، وقد يشكل مصدر تهديد مباشر على سلامة المتجمهرين أنفسهم، في ظل احتمالية تطور الحادث، وخاصة الحرائق التي من الممكن أن تصل إلى أسطوانات أوكسجين أو لمواد سريعة وقابلة للاشتعال أو الانفجار.


حمد المالكي “موظف” أكد ضرورة أخذ مبدأ “من أمن العقوبة أساء الأدب” في الاعتبار من خلال تعزيز وتشديد الإجراءات الرادعة حيال المتجمهرين في مواقع الحوادث والحرائق الذين يعرقلون عمل الفرق المختصة، عبر تحرير مخالفة لهم في المرة الأولى، مع الاحتفاظ بأسمائهم على أنظمة إلكترونية ليتم تشديد العقوبة والإجراءات المتخذة بحقهم في حال التكرار من خلال تحويلهم للنيابة العامة، ومنها للمحكمة المختصة، نظراً لخطورة هذا السلوك الذي من الممكن أن يضع أرواح البعض على المحك، خاصة مع أهمية كل ثانية ودقيقة في إنقاذ المصابين في الحوادث باختلاف أنواعها.


وأشار إلى أن التزام رجال الشرطة والإسعاف والإنقاذ والإطفاء بتحرير المخالفات للمتجمهرين وإظهار ذلك للعلن عبر نشر أرقام وإحصاءات عنهم وعن الإجراءات والعقوبات التي تم فرضها عليهم من شأنه أن يشكل رادعاً قوياً لكل من تسول له نفسه التلاعب بسلامة وأرواح وممتلكات الآخرين، من خلال التجمهر في مواقع الحوادث التي يتعرضون لها، وبالتالي الإسهام في إحداث تراجع ملحوظ في هذه الظاهرة غير الصحية التي تهدر أوقاتاً ثمينة قد تكون الفيصل في إنقاذ حياة مصاب أو في منع امتداد وتطور حادث ما.


أما خلفان عبد الله “رب أسرة” فيرى أن التجمهر بمواقع الحوادث من أخطر أنواع المخالفات التي يرتكبها البعض من دون إدراك منهم لخطورتها على سلامة وممتلكات المتضررين من الحوادث التي يتم التجمهر حولها.


وأضاف أن مجابهة هذا النوع من المخالفات يجب أن يسير بمسارين يرتكز الأول على الجانب التوعوي والتحذيري من التجمهر بمواقع الحوادث، من خلال حملات إعلامية يتم تنفيذها عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية من إذاعات وقنوات تلفزيونية وصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والمحاضرات وغيرها، ويرتكز المسار الثاني الذي يجب المباشرة فيه بعد الانتهاء من المسار الأول على مخالفة المتجمهرين في المواقع، وأي شخص لا تكون له علاقة بالحادث، ومن يقومون بتصوير الحوادث من غير أهل الاختصاص، وتوقيع عقوبات مشددة بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم، ولضمان فرض احترام القانون على الجميع، مبيناً أن التجمهر في مواقع الحوادث يعكس نوعاً من ضعف الثقافة خاصة في الأوقات التي يصر فيها البعض على التجمهر، بالرغم من توجيهات وتعليمات رجال الشرطة أو الإطفاء لهم بوجوب مغادرة المكان، ما يعتبر بحد ذاته تحدياً لهذه التوجيهات واستهتاراً منهم بها.


العميد محمد عبدالله الزعابي مدير إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة، أشار في بداية تعليقه على الموضوع إلى الجهود التوعوية الهادفة التي تقوم بها الأقسام المختصة في الإدارة لرفع مستوى الوعي الجماهيري في مختلف الجوانب، ومن بينها التحذير من خطورة ومغبة التجمهر في مواقع الحوادث باختلاف أنواعها.


وأوضح أن التجمهر في مواقع الحوادث يترك آثاراً سلبية كثيرة تبدأ من عرقلة وصول آليات الفرق المختصة، وإبطاء تعاملها مع الحوادث، وصولاً إلى إمكانية تعريضه لسلامة وممتلكات المتجمهرين للخطر، خاصة في حوادث الحرائق المتطورة، داعياً جمهور المتجمهرين إلى الارتقاء بمستوى الوعي والثقافة العامة لديهم والحرص على إتاحة المجال أمام فرق العمل للقيام بواجبها المهني بأسرع وقت ممكن، حرصاً على أرواح المصابين وحياتهم وللإسهام في سرعة السيطرة على الحرائق قبل تطورها، إضافة لضمان سلامتهم وتفادياً لتعريضهم للمخالفة والمساءلة القانونية، وما يترتب عليها من إجراءات وعقوبات يتم اتخاذها بحقهم.


*** منقول ***