إن الخريف ليس مخيف...رغم الدموع

أحبتى فى الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
*******
قلب المؤمن نهاره نور بغير نار...نعمة ومنة وجنة وحديقة ازهار...نهاراً تألفه الطيور وكتاباً واضح السطور...هو مستقر وملاذ...عموده الصدق ارضه الصبر حوائطه البر سقفه عطاء...دقاته صفاء...لسانه مستغفر ينكر الزور...ويأباه ينطق بالحق...ويهواه ريقه...عذوبة نهر أنفاسه هدوء وعطره مسك وبخور تسعى الناس اليه يكرم وفده ويسمع قوله ويتودد إلى ضعيفهم ...ينكر ذاته ويؤثر على نفسه نظره محل سجوده...لا يصيب به سيئة ولا يستعمله فى مفسدة...
هو حسن ومحاسن ثماره مشهودة بصماته موجودة...خطواته بالخير موعودة...إذا تكلم فبالقرآن وإن سكت يهذب الوجدان لا تنال منه الدنيا ولا تسرقه الزهزهة

أحبتى فى الله*****
النفوس العالية تفرض نفسها على كل الاشياء...بحيث تجعلها على الوتيرة التى تريدها ...هى والسبب القوة والإيمان بوجودها فهى نفوس منظمة تعلو فوق الهلهلة والهيكة لها جرس رنينه مقيت بمزاجها وهكذا يهدأ كل من عرف طريق صوابا وإستحسان وأذنوا لى أن أطرح عليكم (برنامجى) من وسط دموعى حزنا على فراق أبى...ومنذ طفولتى أمى
فهكذا تعلمت منهم...تقوية إيمانى بإذن الله
***************
برنامجى أسمه الصحة والأمل
****************
1- كل الأمور على الإطلاق تترك بتسليم مطلق إلى الله عز وجل.
2- معافاة النفس من وساوس الشيطان ورعبه.
3- التفاؤل العام الملفوف بالبهجة التى لا تقهر أبدا.
4- إضاءة الوجه بإنتظار البشريات مع اليقين أن الغد أفضل من اليوم .
5- إنتشال النفس من بحور الهم والإرتفاع بها إلى ضوء القمر التى تعيش معه بدراً وهلالا وإشراقا ولكنها لا تغيب إذا غاب ...فكلما يتجدد تتجدد تاخذ من نفوس النبيين صفاء...نفوسهم وتهتف مع نفوس الاطفال بأحلى نشيد...بأجمل جديد فتقيض رقة وتسقى أمانا ثم تسقى حنانا.
6- مصادقة القلب واللعب معه حتى ينطق بجمل الحب فيحب ويحب نشربه الرضا على تأد شرفة بعد شرفة وكلما إنتهى من شرفة نهنئه ونسامره ونلحن لدقاته حتى تصغى له الأ عضاء فتردد نداءه وتعلى بناءه...وتشرب معه صفاء وبهذا لا يجد المرض اليه سبيلا ولا يعرف الهم اليه طريقا فيغدوا القلب السليم...والصديق الحميم إنما صاحبه يحرصه وإن فرح ينافسه وإن تيقظ يسليه ويؤنسه.
7- الرضا بكل ماقدر والتصفيق له ذلك أن احدا لا ولن يستطيع ان يغير من الأمر شيئا والإنسان حدث كاى حدث ...
فهل رأيتم حدث غير نفسه؟! أو حتى إستخلص قانون خاص يغير به منهجه...
الجواب لا...وخلاصة القول أن تحلية الأمور ممكن ونصيحتى...ألا نجذب الاشياء على عكس طبيعتها...فإن المخالفة تمزق والرضا يهدىء ويطبع.
8- أن تجعل الزمان تحت إرادتنا كيف ؟!
نعامله كمعاملة الاطفال...فنرضى بإبتسامة ونستمع إلى صوت مدامعه فلا ترهقنا إرهاصاته ... ولا تبكينا ضرباته...وما دمنا نؤمن بالموت نهاية فلا ينبغى ان نموت قبل ان نموت بل نلعب مع الدنبا نأخذ منها ونعطيها ونكشر لها ونصافيها مستضيئين بمشكاة الأولين...
9- اليقين أن الشباب شباب القلب وشباب القلب لا يموت ولا يصح أن تكون المقارنة بعمر السنين...فرب سنة فاقت قرنا من حيث توافر السعادة وسعة الأفق والإصرار على إنتظار الفجر ومن بات ينتظر الفجر كذلك الفجر ينتظره.
10- لا يؤخذ المرض سيف بتار... ولقد علمتنا الحوادث والتوابع والمجازفات...كيف تقهر السيوف القاسية؟ تقهر ولو بإيد ضعيفة من البنية مادامت تتحلى بالإصرار وبعظمة قوة الإحتمال... فالمرض ليس مخيف مادام المرء ليس ضعيف وأنا أستريح وارجو أن تستريحوا لقول ربنا فهو يقول سبحانه...
بسم الله الرحمن ارحيم ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) صدق الله العظيم ، النبى صلى الله عليه وسلم يقول ( ما جعل الله من داء إلا وأوجد له دواء ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم...
والشاعر العربى يقول ( لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها)
( وإن كان لداء أمى ومن بعده ابى...الموت فلا رد لقضاء الله عسى فيه خير شفاء
أحبتى...فى الله من هذا كله نعلم بيقين وكما تبين لنا أن الحياة قطار متحرك ومن يثبت على مقعده الذى أعد له يقاوم الإهتزاز وإن كان شديدا ويتفوق على الذبذبات وإن كانت ضخمة وعنيفة.
11- ومما يسعد النفوس ويحليها الخبرة والعلم والثقافة هذه ثلاثة قد تكون ضئيلة عند سكان الربيع...مما جعل صيفهم شتاءاً وشتاءهم ضبابا وهذه الموجعات عوفى منها أهل الخريف...بما إكتسبوه من فضله وبما تعلموه من حكمة فلا يختلف عندهم قوة المقاومة كما أنهم يميزون بين الأورج والجيتار...
12- حسن السلوك والنقل بالجوارح عن الخوف والتشاؤم...فالسعادة أرض ثابتة والإحساس بالأمن وتدها... والعكس مذلة يؤدى إلى المحرقة فالإتزان والميزان لتبقى الأرض تحت اقدامنا والسماء فوق رؤسنا...والحض على الزرع أمل والسماء صاحبة الأجل والله لطيف وتقبل الأشياء بقناعة وطمأنينة تسلب الشوك شوكا...
فغنوا ياأصحاب الخريف قننوه ولا يقننكم...طبعوه ولا يطبعكم ...فإن رآكم على هذا الإصرار ينحنى لكم ويستجيب حتى ترونه الصديق ...الطبيب...يصبغ عليكم حلو النسايم فلا تجدون فرقا بين الربيع والخريف...
فاعملوا بالقول وطبقوا الفعل...وغنوا ثم غنوا حتى تغنى لكم الأغانى ...وتتطرب لكم المبانى...
والعاقل من إبتسم وسط الدموع...
والشقى هو الجانى
مسموحة منكم على الإطالة...والله المستعان
أترككم فى رعاية الله وامنه
بكل ود

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..