محاضرة دينية بجامع السلطان قابوس بخصب
محاضرة دينية بجامع السلطان قابوس بخصب
بخاء – أحمد خليفة الشحي
أقيمت بجامع السلطان قابوس بخصب محاضرة دينية بعنوان ( الثلاثة الذين خلفوا ) وذلك ضمن البرامج المسجدية التي ينظمها مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية حاضر فيها عبدالرحيم بن عبدالله الشيزاوي وقد أشار في محاضرته إلى قصة الثلاثة الذين خلفوا وقال إنها من أروع القصص وأكثرها تأثيرا في النفس رغم أن السيرة النبوية الشريفة مليئة بالقصص المؤثرة التي تحرك الوجدان وقد روى تفاصيل القصة الصحابي كعب بن مالك رضي الله عنه وهو أحد هؤلاء الثلاثة, والقصة مذكورة في كتب السيرة حيث كان الوقت المقرر لغزوة تبوك غير مناسب لكثير من الصحابة فكان الحر شديدا ولم يكن أهل المدينة يقدمون على أسفار طويلة وشاقة في مثل هذه الأجواء وزيادة على هذا كله فقد كان هذا هو موسم حصاد الثمار بالنسبة لكثير من الصحابة الذين كانوا يمتلكون البساتين فكان السفر في هذا الوقت بالتحديد يترتب عليه خسائر مادية فادحة وفعلا كانت غزوة تبوك اختبارا لإيمان الصحابة ونجح في هذا الاختبار كل من امتثل أمر النبي فعندما وصل المسلمون إلى تبوك تبين لهم أن جيش العدو الذي كانوا يتوقعون لقاءه قد انسحب عندما علم بقدوم المسلمين فلم يحصل قتال وكانت المعركة في غزوة تبوك هي معركة ضد الأهواء وضد وساوس الشيطان.
ورغم أن الرحلة كانت شاقة ولكن المسلمين نجحوا في الاختبار وأثبتوا إيمانهم وحبهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأما المنافقين فقد خسروا خسرانا مبينا بين الفضيحة في الدنيا والعقاب في الآخرة وعندما عاد المسلمون إلى المدينة توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد كما كانت عادته بعد العودة من السفر لصلاة ركعتين فجاءه المنافقون الذين تخلفوا عن الغزوة يعتذرون إليه ويقدمون الأعذار المكذوبة حتى يعفو عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يقبل منهم الأعذار ويستغفر لهم ولكن الله سبحانه وتعالى فضحهم وكشف كذبهم في القرآن الكريم أما هؤلاء الثلاثة الذين خلفوا فلم يكونوا كالمنافقين بل كانوا مؤمنين صادقين ولكنهم وقعوا في المعصية، وبعد سرد تفاصيل القصة وشرح الحالة النفسية التي عاشها كعب بن مالك ختم المحاضر بأخذ الدروس والعبر من القصة وعلى رأسها أهميةَ الصدق بل وأن الصدقَ كان أعظم نعمة أنعمها الله بعد نعمة الإسلام.