تعالي يا وزارة التربية والتعليم ،لنصحح الحروف التي تعمدتِ رسمها بلا نقاط ،
بسم الله معلم الإنسان مالم يكن يعلم ، والصلاة والسلام على رسوله المعلم القدوة ، الذي تعلم وعلم ، وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أتوجه بخطابي هذا إلى بيت التربية ، ومأوى التعليم في سلطنة عمان الغالية ، والتي لا يزايد أحد على حبنا وانتمائنا وعشقنا لها.
أكتبه بحبر معلم عماني له شرف الانتساب إلى مهنة التعليم في بلادنا التي يقود زمامها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - يحفظه الله ويرعاه - فأنعم به وأكرم !
لقد كثر اللغط في هذه الأيام عن يوم الواحد من أكتوبر ، والذي لا يخفى على أحد أنه الموعد الذي اتفق عليه السواد الأعظم من معلمي السلطنة موعدا للإضراب عن أداء مهام العمل ، فأصبح الكل يفتي بالتحليل والتحريم ، واحترف كثير من الناس رشق المعلمين بعبارات التخوين ، واللامسؤولية تجاه طلابهم !!
وعتبي كل العتب على مسؤولينا في وزارة التربية والتعليم ، الذين اكتفوا بقراءة ردات الفعل المتبادلة دون حل ناجع يضع نقاطا على أحرف طالما بقيت غير منقوطة ، والنتيجة أن قرأها المجتمع بالمقلوب !
وبما أن معالي الوزيرة / مديحة الشيبانية على رأس هرم هذه الوزارة الكريمة ، فلا زال هناك بصيص من أمل لمراجعة حال التعليم وإصلاحه ، إلا أنه من المعلوم لدى الجميع أن صلاح التعليم بصلاح المعلم ، ورفع شأنه ، والاهتمام به من جميع النواحي المعنوية منها والمادية . ولا ريب أنكم تشعرون بحجم المشكلة التي بدأت تلوح في الأفق ، وبيدكم حلها قبل استفحالها وتفشيها ، وعندها لن يُجدي عض الأصابع ندما ، بعد أن تقع الفأس السوداء على الرؤوس !!
" مجتمع لا يعرف عن الميدان التربوي التعليمي وإرهاصاته سوى المعلم والطالب !! "
وداخل هذا المفهوم يختفي كل المسؤولين من مشرعي القرارات ، ومنظري منظومة التعليم عن أعين أولياء الأمور ، ليبقى المعلم وحيدا ! يعلقون عليه كل المسؤوليات ، ويجلدونه بعصا الأمانة والرسالة الإنسانية !!
"المعلم العماني "
لا يشعر بالرضى الوظيفي ، ليس لكونه لا يريد أن يشعر به ، بل لأن ذلك الرضى لا يتحقق بالشعارات البراقة التي يتحفنا بها منظرو التعليم من طاولاتهم وكراسيهم الفخمة ، والبعيدة كل البعد عن غرف المعلمين المليئة بالكتب والدفاتر المتكدسة !!
" المعلم العماني"
اعتاد على تأخير ترقياته ، كما اعتاد على ذكر اسمه كآخر اسم في خطاباتكم ونشراتكم !!
" المعلم العماني"
الذي ألزمتموه بالكثير من الواجبات التي أثقلت كاهله ، فصار لا يدري إن كان معلما أم كاتبا للسجلات !! وفي الوقت نفسه طويتم صفحة حقوقه المادية بحجة أنه صاحب رسالة !! وكأن الرسالة لا تتأتى إلا بفقره وكثرة ديونه وأعبائه !!
" المعلم العماني"
عليه أن يطور من أدائه ، لكن تقرير أدائه بما فيه من إيجابيات وسلبيات يكتبه ثلاثة شخوص في غرفة مظلمة ، وتحت الطاولات !! فأي تقدم نعيشه نحن ؟!!
" المعلم العماني"
ليس له محل من الإعراب في وزارة الإعلام !! وإن أعطي محلا فإنه محل الضعفاء ، والمنبوذين ، والخائنين للأمانة !!
ماذا عساي أن أقول ؟! أبعد كل هذا تريدون منه أن ينتج ؟! وأي انتاج في ظل بيئة منفرة وغير صحية ؟!!
فلا غرابة إذا أن يدق المجتمع آخر مسمار في نعش المعلم ، طالما أنه قرر أن يبدأ إضرابا يوم الأول من أكتوبر ! فالوزارة خرجت من اللعبة ، لتترك المعلم وحيدا في فوهة مدفع !!
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
