لن يكون قولي صائباً عندما أقول أنه على حق وأنا على خطأ..
بل هو من دفعني إلى هاوية النهر بعد أن أفرغ النقود من جيبي وآخر تأشيرة لي بالعبور ..
وأرغمني على تسلق ذلك السور الشاهق المحمي بأسلاك مدببة من الشوك كي أعبر
إلى الضفة الأخرى من الحياة , أرغمني عنوة وكان يهددني ...فما وجدتُ نفسي إلا في
ضفة ضحلة بل في مستنقع تفوح منه رواح نتنه فمشيتُ إلى آخرها حيث تفصلها ضفة
نقية هي ذاتها التي جئتُ منها ولكن قبل ذلك مثلتُ أمام ذات الرجل كي أتمكن من العودة
إلى مسكني الطاهر فمد يدهُ وقال :الدليل على صدقك ؟ فأخذتُ أبحثُ بجنون في جيب
سترتي ومعطفي وبنطالي وفي كل جيب موجود في ملابسي وهو ينتظر بغيض ...
فرفعتُ رأسي ونظرتُ إليه بارتباك وأيقنت أنه ما كان ليشفع لي لكن ما كان هناك من
سبيل لأعبر غير التأشيرة , بلعتُ ريقي ووقفتُ ماثلاً في محكمتهِ كطفل برئ
وقلت وكأني قد أملك واحدة : سيدي ...أضعتُ تأشيرتي ,رجوتك ... أسمح لي بالعبور ! فنظر
إليّ من أعلى أنفهِ دون أن ينكس برأسهِ... وفي داخلهِ ضحكة أعلم أنه لن يكتمها أكثر
فقهقة ضاحكاً كشيطان وقال :اذهب وابكي إلى أمك .
ليس من العدل أن أقع في شِبّاك أكاذيب حيكت بحذر لتصيدني كسمكة عمياء لا ترى إنها
الآن قد وقعت في وسط المصيدة وليس من العدل أن تنفني إلى وطن لا أعلم شيئاً عنه
بدون أن تكون لي تأشيرة للعودة وبلا ماء وزاد وحتى بيت اسكنهُ ويقيني حبات المطر وحرقة الشمس !
أتسأل هل أنت الذئب ذاته في قصة ليلى ! لكن أتعلم لا أشكُ في ذلك بعد أن سرقت قالب
الحلوى الخاص بي .
بوح نثري لا أقل ولا أكثر لأمرن قلمي إلى أن يعتاد
على هذا الثوب الجديد ... وقد تكون تجربة فاشلة
عسى يروق لكم
نقدكم يهمني
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..
