الكرة في مضرب المجتمع فليُحسن التهديف بتعاون الجميع

الكرة في مضرب المجتمع .. فليُحسن التهديف
(( مبادرة مجتمعية تنطلق من محافظة الظاهرة تقديرا للمعلم ))

قبل الحديث عن المبادرة المجتمعية المنطلقة من محافظة الظاهرة أوّد أن أضع اليد على بعض الجروح و الآلام الناجمة عن الوضع الحالي :

أولا :
أؤمن بأن الحالة التي يمر بها المعلم و النظام التعليمي هي " نتيجة " وليست " فعل أوحدث " هذه الحالة هي نتيجة ممارسات خاطئة في حق المعلم والمنظومة التعليمية حُطّ فيها من قدر المعلم وسلب جانبا من حقوقه وعليه فإني لأرجوا محاسبة كل من تسبب في إيصال الوضع إلى هذه النتيجة سواء أكان في المديريات أو في الوزارة .

ثانيا :
إنتهز البعض هذا الوضع فعمد إلى " طلب شهرة " أو " سعى لجلب فتنة " كل ذلك على حساب المعلم و الحالة التي يمر بها النظام التعليمي ، فقائل بانعدام الروح الوطنية في المعلمين وبالأيادي الخفية التي تحركهم ، وآخر يقول بسلفية المعلمين وتشددهم ، وثالث يربط ذلك بدول الجوار ومصالحها في تأزيم الوضع الداخلي للمجتمع العماني ، من أمثال هؤلاء أيضا من يجب أن يحاسبوا بل ويعاقبوا لأن الفتنة التي سعوا إليها أشد وقعا على المجتمع من إضراب معلم طالب بتحسين العمل التربوي .

ثالثا :
حاول البعض توظيف الطلاب وأولياء الأمور إلى بث رسائل ذات إيحاء مبطن بالتهديد و الوعيد للمعلم ولهذا طالعتنا كثير من المواضيع في وسائل التواصل الاجتماعي على لسان طالب أو أب أو ولي أمر تدعوا إلى ضرب المعلمين وتحطيم سياراتهم وفي هذا من الفتنة مافيه ، فأي عقل هذا الذي يسعى لجر المجتمع إلى العنف مع بعضه البعض أفلا تعقلون ؟!! هؤلاء أيضا يستحقون الحساب و العقاب درءا للفتنة التي هي أشد من القتل .. حفظ الله عمان وسلطان عمان وشعب عمان من شرور الفتن ماظهر منها وما بطن .

رابعا :
لماذا يسعى البعض لفصل المعلم عن المجتمع أليس المعلم أبا وأخا وخالا وعما ؟!! حاله في ذلك حال أيّ ولي أمر في هذا المجتمع فإن حدث ضررا مما طالب به فهو أول المتضررين وإن وقع خير مما طالب به كان ضمن المستفيدين بصفته فردا ضمن مجتمع ، فلماذا يزايد البعض في هذا الأمر وكأن المعلم من كوكب آخر ويتناسى هؤلاء أن المعلم مع كونه معلما فهو أيضا رجل أعمال ورجل إعلامي ومثقف وله أدوارا كثيرة في هذا المجتمع تتخطى دور التعلم و التعليم .

ولأننا كمعلمين من المجتمع والمجتمع منا فقد ظهرت هذه المبادرة المجتمعية وأود أن أشير هنا إلى أني قد قمت بعمل تغريدة في التويتر بمثل هذه المبادرة منذ الأسبوع الثاني للإضراب وأحمد الله الذي أرسل لنا هؤلاء الأخوة لتكون أفكارهم قريبة من تلك التغريدة وقد سعوا وبذلوا من أجل إبراز دورهم ليكون واقعا ملموسا يهنأ به الجميع ، فالبنسبة إلي فإن هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة وقد ذكرت ذلك في الإجتماع.

قبل الذهاب إلى مقر النادي كنت قد تحاورت مع عدد من إخواني المعلمين وفيهم من أشار صراحة إلى أنني قد أتهم بخيانة موقفهم وكنت أرد بأني أثق في صفاء فكرهم وسلامة تفكيرهم كما أثق في رجاحة عقولهم ولا أشك لحظة واحدة في أنهم سيقيمون هذا الموضوع بكل مصداقية .

وأنا أحث الخطى للحضور إلى مقر نادي عبري كانت تتنازعني كثير من الأفكار و المخاوف حول هذه المبادرة وكيف سترى النور لكن ولله الحمد تبددت تلك المخاوف وتيقنت من صدق المبادرين ورغبتهم الملّحة في أن يكونوا الحضن الحاني لمطالبات المعلمين ومتابعتها في جهات الإختصاص المختلفة بالتنسيق مع مؤسسات وشخصيات رسمية وذلك حتى يتم الإعلان الرسمي لإشهار جمعية المعلمين و التي ستكون خالصة لهم يديرون زمامها ويصيغون خطواتها لتصبح واقعا تربويا ينطلق بهم ومعهم يتحدث باسمهم ويتابع شؤونهم .

نعم المبادرة بدأت من محافظة الظاهرة لكنها بعون الله ستعم جميع محافظات السلطنة وجاري التنسيق في ذلك ولهذا نأمل من أهلنا آباءنا وإخوتنا و جميع الشخصيات الفاعلة في هذه المحافظات المسارعة لإحتضان هذه المبادرة و السعي إلى بلورتها وإبراز دورها في هذا الوضع .

كما آمل من أخوتي وزملائي المعلمين أن يفسحوا المجال لنجاح هذا الأمر وأن يكونوا عونا له لا عونا عليه فالمبادر هو المجتمع وبنية خالصة ولهذا فهو يستحق منا كل الإحترام و التقدير وأرى أهمية أن نتكاتف لإبراز دوره ليتبوأ مكانته الطبيعية في متابعة وحل القضايا المجتمعية التي تعنينا جميعا .

أخوتنا المعلمين حضورنا إلى مقر النادي من أجل هذه المبادرة لايعني تمثيلكم وإنما كان كلا منا ممثلا عن نفسه وبصفه فردية إلا أننا نتأمل منكم أن تمثلونا جميعا في مد حبال الوصال بيننا و الآخرين ، فمن غير المنطق أن يظل الوضع على ماهو عليه دون أن نسعى جميعا كل حسب قدرته لمد جسور الثقة بيننا وبين مختلف الأطراف و التي تكاد أن تكون شبه مهترئة بسبب ممارسات سابقة فلنكن عونا لبعضنا البعض لا عونا على بعضنا البعض ، هذه المبادرة نبعت من المجتمع ومباركتها بصفة فردية وما نأمله منكم تهدئة النفوس فإن كثرة الشحناء لا تعود بالخير .

ختاما أقول وأنا أعلم يقينا أن كثير من أولياء الأمور سيقرأ كلامي هذا أقول هذه فرصة فلا يجب أن تضيع من يدنا فإن نجحت هذه المبادرة المجتمعية كان لكم فضل إقرارها و الموافقة عليها وإن كان غير ذلك وضعتم المجتمع في خانتكم وسيُقدّر ما أقدمتم عليه وما قد تقدمون عليه !!

فيا أيها المجتمع الكُرة الآن في مضربك فأحسن التهديف .

إن أصبنا فيما ذهبنا إليه فذلك من فضل الله علينا جميعا وإن أخطأنا فنلتمس العذر من زملائنا وإخوتنا
" إنما أردت الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله "

(( هذا الموضوع كتبته بصفة شخصية أيضا مستبقا البيان الذي سيصدر قريبا من أعضاء المبادرة المجتمعية فلتعذروا حماسي لهذا الأمر .. وكل عام و الجميع بخير ))

راشد بن سباع الغافري

*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..