المبادرة المجتمعية لوقف الاضراب بين الآمال و العراقيل

كم كنت أتمنى أن تكون هذه المبادرة من وزارتنا الموقرة تجمع فيها طرفي النقيض
مؤيدو استمرارية الاضراب و الداعون الى العودة الى التعليم

مبادرة جيدة تستجدي تحكيم العقول و ابداء الآراء و تلخيص الافكار الهادفة و استشحاذ
الهمم والدعوة الى التهدئة و نحن نعيش هذه الازمة للاسبوع الثالث

من المعيب ان نلقي باللوم جميعه على كاهل المعلم وحده
أو على كاهل الوزارة وحدها
فسبب الأزمة يتحمله كلاهما


و لنكن منصفين امام الله و امام انفسنا
ما قام به المعلمين من قرار الاضراب لثلاثة ايام كان نتيجة لتراكمات
من سنين طوال
وما ادرجوه من مطالب معقولة و مقبولة في اطار قانوني و شرعي
هي حقوقهم ولا ينكر احد منا ذلك
و جميعا يحب هذا الوطن مضربون او غير مضربين
وجميعنا يعترف بحق هذا الوطن علينا

ولكن لم نضيع اهدافنا السامية و حقوقنا بفكرة مواصلة الاضراب؟
لم لا نمنح الجهات الحكومية وقتا لتنفيذ المطالب؟

المطالب المتفق عليها مرفوعة الآن الى جهات الاختصاص
وجميعنا يعلم بأن السيدة الفاضلة الوزيرة لا تملك العصى السحرية لتحقيق كل المطالب
دفعة واحدة وفي لمح البصر

دعونا نحتكم الى عقولنا
فبعض المطالب ليست بيد الوزيرة
ولكنها بيد جهات اخرى
وبعضها بيد جهات اعلى

ولنعد الى موضوع الاضراب
هناك من يدعو له بقوة و تتبارى الرسائل في ذلك
تشعلها و تزيدها حطبا
و تتسابق في تلفيق الاخبار و اجهاض اي محاولة لرأب الصدع

فمن يقف وراءها و من يديرها و ما الهدف من استمرارية الاضراب؟

و في الوقت نفسه زادت المشاحنات و تسفيه الآراء والاتهامات في المجتمع
المدرسي الواحد بين الطرفين

فإلى متى؟

انطلقت هذه المبادرة في مساء الخميس في ولاية عبري و في ناديها الرياضي
وكان لعضو مجلس الشورى المهندس حميد الناصري الدور الكبير في ادارة النقاش
و الحوار و تسجيل النقاط
ولقد كنت مترددا في الحضور لمعرفتي السابقة بنتائج مثل هذه الاجتماعات
و استبقت الفشل لها الى ان دعاني احد الاخوة و كنت في عبري لعمل ما و طلب مني
الحضور و المشاركة فذهبت ولم احضر البداية

فشكرا لمن حضر من الضيوف الاكارم و شكرا على مبادرتهم الجميلة و حضورهم بقلوبهم و عقولهم والسنتهم وبمناصبهم التي سيكرسونها باذن الله لخدمة القضية
ومما شجعني على الجلوس و المواصلة الى انتهاء الاجتماع هو الحضور الجميل لبعض
الأخوة الذين احبهم و احب اقلامهم على صفحات هذا المنتدىمثل اخي الحبيب خالد المعمري
وخالد المقرشي و استاذا ابو مروان راشد الغافري و فهد الزيدي و أصل النجاح و استاذنا
الاعلامي الكبير سعد الشندودي
و غيرهم ممن لا اعرفهم بالوجوه ولكنهم رائعون بحضورهم و بمداخلاتهم و مناقشاتهم
الهادفة
رائعون بحبهم لهذا الوطن الغالي

فهؤلاء بتواجدهم و حضورهم مؤشرات ايجابية لنجاح هذا المسعى باذن الله ونأمل من الله كل الخير من اجل هذا الوطن العزيز

وهناللك ايضا عدة اسباب تعرقل نجاح هذه المبادرة وأهمها عدم ظهور بيان حكومي يحدد
فيه جدول زمني لتنفيذ المطالب الاساسية و المعقولة والتي نادى بها كل معلم مخلص يعشق
وطنه و يقدس مهنته
المعلمون يرضون بجدول زمني محدد ولو كان سقفه يصل الى عشر سنوات

ثانيا ما يعرقل هذه المبادرة هو الحرب الباردة المنتشرة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي و المضادة لفكرة تهدئة النفوس و العودة الى التعليم

ثالثا بعض النفوس المشحونة و التي تقدس كل ما يدعو الى مواصلة الاضراب و الضرب بعرض الحائط و تسفيه كل رأي يسعى الى اصلاح

رابعا البيئة التي نعيش فيها تربة من اروع الاتربة لبذر حبوب الاشاعات و نرويها بالترويج
و نسمدها بالاضافات المنمقة و التي تلهب الحماس

خامسا عدم وعي المجتمع بما فيه الكفاية بالقضية و ملابساتها مما يؤدي الى اتساع الفجوة بينه
وبين المعلم و ترويج الاعلام الاصفر و الاعلام المضاد و كأنها حرب نفسية

سادسا الباحثون عن اثارة الفتنة والاصطياد في الماء العكر والتحريض



ولأحبتي المضربون
ماذا بعد الاسبوع الاول و الثاني؟
و ماذا انتم فاعلون اذا لم تتحقق المطالب بالسرعة التي ترغبون فيها؟
لمَ لا تحتكمون الى العقل و تنتظرون الرد؟
لمَ الشحناء؟
لمَ لا نحترم الرأي الآخر؟
لمَ نسعى الى اتساع الشرخ؟
هل الشجاعة في الاضراب و استمراريته؟
هل الجبن في تحكيم العقل و الرأي و المنطق؟
هل من الحكمة المناداة بالاستمرارية و رفع سقف المطالب؟
هل المطالب التعجيزية محقة؟


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..