إحساس حاسوب مكتبي

أحدثكم اليوم من مكتب أحد الموظفين بأحدى الدوائر مع مجموعة من الشيوخ من الحاسوبات المكتبية التي تملأ مكاتب هذه الدائرة فقد أدينا لسنوات طويلة أيام شبابنا ما نعجز اليوم عن أدائه فالهارد ديسك القابع داخل صناديقنا لا يستطيع أن يتعامل مع البرامج الحديثة المتداولة حاليا مع وجود الكثير من الفيروسات التي تكبلنا أكثر فأكثر وعندما وصل إلي الموظف كعادته صباح كل يوم أيقظني من نومي الطويل نتيجة الأمراض التي أصابتني وسألته ألم تكتب رسالة باستبدالي وإحالتي للتقاعد فرد علي فعلت ولكن جاء الرد من المسؤولين بالرفض وقد فعل الموظف الذي قبله والذي قبله نفس الشئ والرد واحد ثم رد علي الموظف أين الرسالة التي خزنتها فيك البارحة فقلت لا له إن الملف لا يفتح لعل فيروسا أكلها وهناك أعمالا من عشرة أيام لم تنجز لأن البريد الإلكتروني مشوش والبوابة لا تفتح ونظام المراسلات اختفت مواضيعه فتنازعنا أنا والموظف كل منا يلقي السبب على صاحبه وإذ به يقول لي إن رفض المسؤولين استبدالك علامة على أنك صالح للعمل فلماذا لا تقوم بواجبك فارد عليه يا بني جاء احد من المتخصصين لفحصي فحكم أن لا بد من استبدالي فلماذا أكذب عليك ولماذا التأخير في تنفيذ المعاملات بسبب حاسوب قديم ولكني أسألك بمعلومة أخبرني بها لاب توب حضر اجتماع لجنة الشورى بالعاملين بالحقل التربوي بالمحافظة بأن معلمة أولى لمادة اللغة الإنجليزية كانت من مطالبها توفير مسجلات من أجل دروس الإستماع للطالبات حتى اندهش الحاضرون مما حدى بممثل وزارة التربية بالقاء سؤال برئ ألا تستطيع المديرية شراء اجهزة تسجيل بألفين أو ثلاثة الآف ريال وتوزيعها كما أخبرني حاسوب مكتبي آخر أن بإحدى المدارس كان من مطالب المعلمات توفير حرار ماء ومكينة سحب ومصفيات لماء الشرب فرد علي الموظف غاضبا لا أعلم أنت تتكلم في السياسة وتتدخل في التفاصيل لا بد من قطع لسانك وليس إحالتك للتقاعد فرددت عليه يا بني أنا عايشت التعليم في بلادكم من فترة ليست بالقصيرة صحيح أني صنعت ببلد آخر لكن لديكم سلطان صنع لكم المعجزات وبدأ بعبارة خزنتها في حافظتي أفتخر أني سأتقاعد وهي نبراس لنا في بناء الدول وهي (سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة)حكمة تكتب بماء الذهب استخدم حرف السين والتي توحي أن التغيير سيكون في فترة بسيطة وهذا ما كان كما يقول أهل العربية السين للتنفيس وسوف للتسويف وفي ماذا سيكون التغيير والتطور في التعليم والمتعلم والبيئة التعليمية ولكن هل كانت هناك مساواة وتوازي في الاهتمام بجميع تلك الجوانب أم نحن ركزنا على جانب أكثر من غيره ؟وهل دفعنا بأموال الدولة في المكان الصحيح الذي ينبغي أن تصب فيه؟ وهل مستوى مخرجاتنا يتناسب مع ما يبذل من موارد مالية وبشرية؟وهل التعليم حاليا في تطور أم تأخر؟وهل نحن على استعداد وتأهب في التعامل مع الثورة المعرفية المتسارعة؟وهل نحن على استعداد لمراجعة النفس والإعتراف بالإيجابيات وتعزيزها ومعالجة السلبيات وتصحيحها أم سيغلبنا الإنكار والتلميع كأننا لسنا من صنف البشر نخطئ ونصيب؟أسئلة كثيرة لا أستطيع أنا كحاسوب الإجابة عليها ولعلها يجيب عليها قادم الأيام وإذ بالموظف يضربني بيده بقوة ويقول لي من الأفضل لك أن تسكت وإلا سيحولوك إلى جهاز مركزي مرتبط بجميع أجهزة الدائرة وعندها ستنقطع أنفاسك فقلت له حسنا سأصمت واعطني أدوية الضغط والسكري والكليسترول والتي وإن كانت تسبب لي شيئا من النعاس إلا انها تحميني من أهوال أدركت أني لم أعمل لها حسابا وعلى قول المثل العماني (اصبر على مجنونك لايجيك أجن منه) وهاهو الدوام انتهى وسنكمل بقية الأعمال الأيام القادمة .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..