شذى المتوحشة- قصة رعب ..الحلقة الأولى

شذى المتوحشة
شذى تكره الزحام بطبعها تعشق الهدوء كم هي ناعمة يدها والتي لوثتها بوضعها في يد شخص آخر، كم يحن هو لابتسامتها رغم إنها ميتة...https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n...52671442_n.jpg

طنين في رأسها.. تحاول طرده بإخفاء عينيها بين يديها فالقاعدة عندها أنه إذا عكّر أحد عُزلتها المقدسة، فإنه هالك للأبد.. أصبحت تفكر أنه يحتاج فعلاً للفناء!

طوال عمرها تكره الزحام، ففي الزحام يتحول الناس إلى عدة وجوه من بعيد.. وجوه عابسة، متذمرة، سائمة، أو حتى شاخصة.... في اقسى حالات الزحام تجد يدا في بطنك ويد في ظهرك، أنفاس كريهة على عنقك، ورائحة كريهة في أنفك.. أشخاص أشدّاء يدفعونك وتكاد تسقط.. تشعر بالاختناق.
http://3.bp.blogspot.com/_8jzoxW7YoW...0/010613,0.jpg
تنظر من نافذتها:
وتبدأ الأفكار كفلم في عدسة عينيها ..هناك التراص الذي تطالعك به الحشود.. صفوف وصفوف لا ترى منها إلاّ الصف الأول فقط، والباقي وجوه، لا تنقص اللوحة إلا توقيع فنان ما...وهو إن قُدّر له أن تكون بينهم فستسقط تحت أقدامهم ويدهسونها.. ثم تموت..
هتافات أصوات عالية:
لم تتعلم كيف تتصالح مع العالم، كيف ترقى فوق الضغوط، ليس لديها ما يميزها ويجعلها ناجحه، لكنها اختارت الطريق السهل.
بإمكانها أن تحصل على أعلى بناء إذا اهتممت ببنائه وعلّيته، وبإمكانها أن تحصل على أعلى بناء إذا هدّمت مباني الآخرين من حولها .. هذه هي فكرتها..
تسير في الليل غير آبهة بظلام الطرقات وتنعطف في بين الأزقة تبحث عن صالون التجميل الوحيد الذي يفتح حتى ساعات متأخرة به ساحرة تجيد تحويل القبح إلى جمال والجمال إلى قبح..

في داخل الصالون:
دلفت شذى إلى داخل الصالون ونظرت إلى صاحبته الجالسة تنفث الدخان من سيجارتها والتي لم تعري لدخولها أي إهتمام.. لم تصدّق أنها أخيرًا بالداخل، التقطت أنفاسها وتحدثت لصاحبة المحل:
- أنتِ لا تعرفين كم تعبتُ في البحث عنك أيمكنك تجميلي الساعة..
وبدون أن ترفع رأسها لتكلمها نفثت كمية من الدخان وقالت ممكن.. إجلسي على الكرسي.
الضوء داخل الصالون خافت.. نهضت الساحرة ونظرت إليها ماذا تريدين أن تكوني.. فنظرت شذى للصور المعلقة في الجدران.. هناك الشعر المنسدل الحريري.. لا أصبح موضة بشعة.. والقصة الملتوية تثير الإشمئزاز.. وهناك المكياج الهادي ..لا أريد شيئا مختلفا..تريد شيئا يلفت الأنظار تجعل من يراها يفتح عينيه ويسقط ويصبح مجنونا..

إقتربت الساحرة من رأسها ولمست شعرها فتُرجِع شذى رأسها للخلف في استرخاء..
ردت شذى اصبغيه بلون أحمر ناري.. ، يمكنكِ أن توصلي شعري بشعر يطال ركبتيّ، يمكنكِ أن تضعي فوق أظافري أظافرًا طويلة مصبوغة، أريد مكياجي صارخًا ومظهري صالحًا لجذب انتباه من لم ينتبه لي في حياته..
لم تجد عباراتها أي صدى عند الكوافيرة الساحرة، غير أنها تناولت أناملها بين يديها وقالت:
- شعرك جميل ناعم..وأظافرك شديدة التناسق
إنها طويلة وبيضاء ومسحوبة ومشذّبة ومنمقة وقوية ونظيفة.. إنها مثالية جدًا، ولن تحتاجي أبدًا لتركيب أظافر

ثم قرّبت قنديلاً مدلاً من السقف إلى رأسها تتفحصها بعمق:
- كما أن لون شعرك رائع وطوله مناسب، وملامحك رقيقة وفي غاية الجمال، القليل من المكياج سوف يبرز جمالك ولن تحتاجي أبدًا لأية إضافات..
إلا أن شذى صرخت في وجهها تبذلي جهدك من أجلي، فقد جربت طوال عمري الملامح الرقيقة والقليل من المكياج ولم تنجح معي، هذه هي فرصتي الأخيرة فلا تبخلي بمساعدتي..
تقرب الساحرة القنديل من عيني شذى فيصيبها بالارتباك.. حسنا سأعمل ما يلزم فرموش عينيك قصيرة سأضيف عليها المزيد من الرموش..

بداية السحر
تفتح الساحرة درجها وتخرج أنبوبا لاصقا وبعض الرموش الكبيرة وتضعها أمامها.. أصوات القطط في الخارج وهي تموء بصوت مزعج وتتصاعد ممزوجة بصوت آخر، تتساءل شذى في دهشة:
- لماذا تموء القطط بهذا الشكل؟
- الساحرة: طلبًا للطعام فهذا وقت عشائها..
دار في ذهن شذى سؤال: ولماذا تتوقع القطط طعامًا حول محل كوافير؟ دب في جسمها رعشة وخوف..
بدأت الكوافيرة الساحرة :تستخدم فرش متعددة تستخدمها لتضع لمساتها السحرية، من داخل الجفن إلى زاوية العين الخارجية، أسفل الحاجب، فوق عظام الخد البارزة، وفرشاة مخصوصة للشفاة.. وأخرى للشعر..
طلبت الساحرة من شذى إغلاق عينيها وبدأت في وضع اللاصق على رموشها.. الساحرة تبا لقد جف اللاصق.. تود شذى فتح جفنيها.. ولكن لا تستطيع.. فتبدأ بالخوف.. وعاجلتها الساحرة بصوت قرب إذنيها :بضع ثوانٍ وكل شي سينتهي...
يتبع.............................................. .Yahya123

http://4.bp.blogspot.com/_8jzoxW7YoW...8%B1%D8%B6.jpg


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) ..